- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
على المفكرين المسلمين معالجة إشكالية العقيدة الدينية المستجدة بشأن «اليهود»: التمييز بين أهل الكتاب (الجزء الاول)
شهد الفكر الإسلامي تطوراً مقلقاً على مدى القرن الماضي، إذ تشكلت عقيدة دينية جديدة بشأن «اليهود»، سواء جاء ذلك من خلال البحث العلمي المبني على تفسير النصوص وتأصيل القناعات العقدية، أو من خلال الطروحات الموجهة للعامة. وهذه العقيدة الدينية المستجدة تؤكد على استتباب الشر في «اليهود» في كامل ماضيهم وحاضرهم. فاليهود، ككم أحادي، وفق هذه العقيدة التي تزداد اتساعاً وتشدداً، ليسوا خصوماً سياسيين أو مخالفين دينيين وحسب، بل هم العدو الأول والأساس والذي يرسم التصدي له معالم التاريخ ويأتي مصدّقاً لأخبار الملاحم والفتن.
وفي حين أن عالم الفكر الإسلامي واسع، ومشتمل على توجهات مختلفة، وجامع لرؤى وتصورات متعارضة في أحيان عدة في المواضيع التي يستوعبها، فإن وجه الإشكالية في العقيدة الدينية المستجدة بشأن اليهود هو أنها تكاد ألا تواجه بأية معارضة. بل أن التصوير والتقييم لليهود في الفكر الإسلامي سلبي بالإجماع. وإذا كان ثمة تنبيه حول ضرورة تجنب الإفراط، كما لدى القلة من المفكرين الذين يرفضون صحة «بروتوكولات حكماء صهيون»، فإن شكل الاعتراض الغالب هو أن المبالغات تشتت التركيز على ما يستحق النقد فعلاً. ومع ندرة المحاولات لاعتبار التعدد والاختلاف في التاريخ اليهودي والمجتمعات اليهودية، سار التوجه التسطيحي باتجاه تعميق العداء، متبنياً لذلك الطروحات الغربية بـ «معاداة السامية»، ومعتمداً على العداء للصهيونية كأرضية ومدخل إلى المزيد.
وقد تعمد بعض الأوساط الفكرية المتقدمة في المحيط العربي أحياناً إلى التمييز بين «الصهيوني» و «الإسرائيلي» و «اليهودي»، فيأتي التأكيد على أن العداء ليس مع اليهود كمجموعة دينية، وأن التسوية الهادفة إلى السلام يجب أن تتحقق في نهاية المطاف مع الإسرائيليين، فالعدو وحسب هم الصهاينة أصحاب العقيدة التوسعية التي تنكر الحقوق الوطنية للفلسطينيين وتنضح بالقناعات العنصرية، فيما هي تدين من يتوجه بأي نقد للسياسات الإسرائيلية أو للصهيونية نفسها بـ «معاداة السامية».
ولكن حين تدرج هذه المواقف في السياق الواسع من الشيطنة العميقة التي تطال اليهود في الإطار الفكري العربي، فإنها تبدو وكأنها إما متعامية بالأمنيات أو مفتقدة للنزاهة الفكرية. ذلك أن الكلام الطاعن باليهود والمسقط لهم هو الرائج والمستقر في الخطاب الفكري والسياسي والشعبي في الإطار العربي، وقلّ أن يجري التمييز بين «اليهودي» و «الإسرائيلي» و «الصهيوني». وإن حدث التمييز فإنه يأتي استدراكياً أو اعتذارياً، وحالات التمييز القليلة لا تعبّر البتة عن المساواة الثابتة بين الصفات الثلاث في معظم الخطاب والمادة المكتوبة. بل حتى الحالات التي تظهر فيها رغبة بالاصطفاف مع إسرائيل بمواجهة إيران مثلاً، يشوبها في الكثير من الأحيان كلام يفيد بالقبول بمقولة سيطرة «اليهود» على مراكز القوة وفائدة استثمار العلاقة معهم. فكما هو الحال في السياق الغربي، فإنه ثمة خيط رفيع بين مشاعر الذم باليهود والمواقف المادحة لهم.
الجلي هو أن الخطاب المعادي لليهود في السياق العربي يتغذّى من العقيدة الدينية المستجدة بشأنهم، كما يساهم في تغذيتها. وأي سعي جدي إلى تسوية منصفة للصراع في الشرق الأوسط سوف يواجه العراقيل، إن لم يفشل بالكامل، دون الجهد الصادق من المفكرين المسلمين لمعالجة هذه العقيدة الدينية النامية بشأن اليهود، والسعي إلى تفكيكها.
ليس في الأمر هنا دعوة إلى الإصلاح الديني، أو إلى محاكاة ما أقدمت عليه الكنيسة الكاثوليكية في مجمع الڤاتيكان الثاني في ستينات القرن الماضي، إذ أعادت النظر بكافة المواقف العقدية السابقة إزاء الأديان الأخرى. كل ما في الأمر هو اقتراح مواجهة مجموعة من التطورات المستجدة في العقيدة الدينية الإسلامية، والتي من شأنها، ما لم يتم اعتراضها، إن تتسبب بالضرر الدائم للصرح العقائدي الإسلامي، والذي تمّ تشييده على مدى أكثر من ألف عام، فيما هي تدفع به للتماهي مع الهامش الفكري الغربي في القائم على «معاداة السامية».
ذلك أن العقيدة الدينية الإسلامية المستجدة المسقطة لليهود قائمة على مقومات لم تكن معتمدة لدى علماء الدين في المراحل السابقة. أول هذه المقومات التخلي عن عدم التمييز في المواقف إزاء أهل الكتاب. وثانيها رفع الاعتبار لأخبار وأحاديث من صدر الإسلام، وإضفاء أهمية عليها لم تكن لها في ما مضى. وثالثها الربط بين مضمون القصص الديني والتسلسل التاريخي المفترض للخروج بصيغة مختزلة للتاريخ لليهود فيها دور سلبي متواصل. يتطرق هذا المقال إلى المقوم الأول،
الحضور اليهودي بارز في النصوص التأسيسية في صدر الإسلام، سواء في الإشارات إلى «بني إسرائيل» أو إلى «يهود» يثرب وسائر الحجاز. وفي حين أن النص القرآني يشير إلى رسول الإسلام على أنه «النبي الأمي» (أي نبي المبعوث من الأمم أو إلى الأمم)، فإنه يدرجه عند نهاية سلسلة أنبياء بني إسرائيل ورسلهم، مع الإفادة بأن هؤلاء المبعوثين جميعاً كانوا دعاة للإسلام، باعتباره دين الله الحق الواحد. على أن الرسول الذي يذكره النص القرآني أكثر عدد من المرات هو موسى، لا محمد. وتتكرر في السور القرآنية الإشارة إلى بني إسرائيل، على الغالب كنماذج للمعاندين للرسل والمخالفين لأمر الله، وكذلك الإشارة إلى المجادلات مع اليهود المعاصرين للرسالة المحمدية في يثرب، المدينة التي وفق السيرة جاءها الرسول حكماً قبل أن يتولى الأمر فيها. وصلب هذه المجادلات مع يهود يثرب هو اتهامهم بإخفاء ذكر محمد في نصوصهم وجحودهم الإقرار برسالته.
والتثليب إزاء اليهود كجماعة هو الطابع العام ضمن النص القرآني في كلتا المرحلتين، فيما يحظى المسيحيون («النصارى») في القرآن على بعض الثناء. ولكن بالمقابل، فإن نصوص المجادلات ومؤلفات الكلام والملل والنحل في المراحل التالية تفيد عن مسافة عقدية أقل بين الإسلام واليهودية، منها بين الإسلام والمسيحية. فعقيدة التثليث المسيحية، والتي صنّفها العلماء المسلمون انطلاقاً من النص القرآني على أنها شركية، أسست لمقولة المسيحيين «الضالين». أما اليهود، ورغم الإشارة المتشابهة إلى انتقاص لديهم في التوحيد من خلال نسبة مقولة «عزرا ابن الله» إليهم، فإن غالب النقد الذي وُجّه إليهم هو لعنادهم إزاء رسول الإسلام، فهم «المغضوب عليهم»، لرفضهم الرسول، لا لخطأ في عقيدتهم الإلهية، كما هو حال المسيحيين.
ومن النتائج العرضية لهذا التباين العقدي، والظاهرة إلى اليوم ولا سيما لدى المسلمين في الدول الغربية، أن أكل ذبائح اليهود حلال للمسلمين (لملاحظة أن ما حرّم عليهم يتجاوز شروط الحلال الإسلامي).
ولكن فيما يتعدى الجوانب الهامشية، فإن الرصيد الديني الإسلامي في مجمله يعتمد عدم التمييز بين أهل الكتاب، من يهود ومسيحيين وغيرهم، في التعامل معهم وفي إدخالهم في ذمة المسلمين، مع ما تقتضيه الذمة من شروط الصغور. فاليهود والمسيحيون، ومعهم بعض الملل الأخرى، قد نالوا قدراً متساوياً من الإتاحة ومقادير متماثلة من القيود على مدى التاريخ الإسلامي قبل المرحلة الحديثة.
غير أن القرن الماضي قد شهد تخلياً عملياً عن قاعدة عدم التمييز. ولا شك أن ظهور الصهيونية، كحركة قومية هادفة إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين، قد ساهم ببروز التمييز ومضاعفته، في المواقف إزاء اليهود والمسيحيين ضمن الفكر الإسلامي، غير أن بوادر هذا التمييز سابقة للخلاف حول فلسطين، ويمكن استشفافها ضمن الأدبيات الشعبوية لدى مؤلفين من المسلمين والمسيحيين.
فمع انتشار القناعة الحداثية بتراجع أولوية الدين، استعار الفكر القومي العربي مفهوم «الأمة» من المصطلح الإسلامي، مع إعادة صياغة مضمونه، لتنتقل الجماعة من شرطها الديني الإسلامي والذي يضم العرب والأتراك وغيرهم، إلى شرط قومي عربي جديد يجمع المسلمين والمسيحيين وغيرهم. على أن الصيغة الجديدة شهدت ممانعة وفشلاً في آن واحد إزاء ضم يهود البلاد العربية إليها، كأحد مقومات «... وغيرهم» ضمن التعريف الجديد.
ومع تصاعد الحضور اليهودي في فلسطين، ازدادت حدة التمييز. أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤلف كتاب «الإسلام في رسالتيه»، وهو محاولة لإعادة تصور لتاريخ الشرق الأوسط تجعل من كل من المسيحية والإسلام تعبيراً عن البنية الذهنية الإبداعية للمنطقة، تقدّم بمقولة «ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلا اليهود».
سعادة مفكر علماني من خلفية مسيحية، ومقولته هذه جاءت انعكاساً لمحيطه الفكري بقدر ما كانت عنصر صياغة لهذا المحيط، باتجاه تأصيل العداء لليهود. وسرعان ما أمسى مضمون هذه المقولة أساس الخطاب، مع انشغال جمهرة من الكتّاب المسلمين بتوثيق خبث اليهود وفضح مكائدهم تجاه الإسلام، وبالدعوة إلى تعزيز العداء الإسلامي لهم. والفوج الأول من هذه المؤلفات لم تسعَ إلى التفريق بين اليهود والصهاينة (أو الإسرائيليين فيما بعد)، بل استعملت هذه النعوت للطعن دون تحفّظ، مما استدعى ابتكار مصطلح جديد («موسوي» نسبة إلى النبي موسى) للإشارة دون تجريح إلى اليهود المحليين.
ونال التخلي الطارئ عن عدم التمييز بين أهل الكتاب مساندة عقدية من خلال الاستدعاء المتكرر لآية قرآنية من سورة المائدة تطعن باليهود وتثني على المسيحيين، فتحقق فائدة مزدوجة إذ تساهم بتشديد العداوة مع اليهود في حين أنها تدعم طرح التعاضد الإسلامي المسيحي (بل هي تلمّح كذلك إلى تفريق بين المسيحية والشرك)، بما يتناسب مع الخطاب القومي العروبي. نصّ الآية ٨٢ من سورة المائدة: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ».
لم يوفر التخلي عن عدم التمييز في اعتبار أهل الكتاب السبيل الفقهي لرفع مقام المسيحيين، على أنه أتاح المجال بإسهاب لخفض موقع اليهود. وقد توالت الفتاوى في إقرارها مشروعية قتل اليهود المدنيين، في مراحل أولى على أساس المماثلة، ثم لمقتضيات جهاد الدفع، وصولاً إلى إطلاقه بالأصل. أما المواقف المعارضة لهذه التوجهات، والصادرة عن المراجع الدينية الرسمية فجاءت على الغالب متأخرة، وكادت أن تخلو من شمل اليهود ضمن مفهوم العصمة الأصلية للنفس البشرية.
ويمكن استشفاف استتباب التخلي عن عدم التمييز، في تسعينات القرن الماضي، من الاسم الذي اختاره أسامة بن لادن وصحبه للتحالف الإرهابي الذي أعلن عنه حينها، أي «الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين». فالعداء إزاء المسيحيين كان يومئذ لا يزال مقروناً بسلوكهم العدائي، أي حين يقدمون على أعمال «صليبية»، أما العداء إزاء اليهود، فهو قائم على أنهم يهود.
وقد جنحت المواقف القطعية إلى المزيد من التشدد على مدى العقود التالية، فالإشارات التالية إلى الآية ٨٢ من سورة «المائدة» تكاد في مجموعها أن تقتصر على الشطر الأول حول العداوة، باعتباره من العام الذي ينطبق على كل زمان ومكان، وتمتنع عن ذكر الشطر التالي حول المودة، على أنه من الخاص المتعلق بزمن الرسول وحسب. وعليه فإن الحكم على المسيحيين المعاصرين ينبني بالتالي ضمن الآية على عبارة «والذين أشركوا»، لتصبح الآية لدى الجهاديين المتشددين دعوة عامة لعداء اليهود والمسيحيين.
على أن الإفراط بالتشدد في هذه القراءة، كما التهميش المتعاظم للمسيحيين الناتج عن أسلمة الهوية الوطنية في أكثر من حالة، لا ينفي الاستمرار بالتفريق في الاعتبار بين المسيحيين واليهود، وذلك للحطّ الإضافي لليهود في الخطاب العام.
المفارقة هي أن هذه العقيدة الدينية المسجدة بشأن اليهود، بانهماكها المتواصل بقتال اليهود وإفنائهم، تبدو عازمة على ملء كل ناحية من نواحي العالم الإسلامي بمضمون «يهودي» وإن بالصيغة السلبية، فاليهودي هو عدو الله، واليهودي هو عامل الشر في التاريخ، واليهودي هو مصدر الخبث والمكر والخيانة
وبفائق الترحيب والسعادة، استقبل العديد من المفكرين المسلمين التراث الغربي بـ «معاداة السامية»، بقديمه وجديده، لاعتماده في جهودهم التي تستهدف اليهود. من مؤامرة السيطرة على العالم، إلى استبدال الأديان السماوية بعقيدة تراتبية «إسرائيلية نوحية»، مروراً بالمسؤولية عن استفحال كل من الشيوعية والرأسمالية، والثورة الفرنسية ثم البولشڤية، والأزمات الاقتصادية على مرّ العصور، وترويج المثلية الجنسية والتعددية الثقافية والانحلال الأخلاقي، كلها مقومات تدلّ على خبث اليهود وشرّهم، وتجد القبول والترحيب في بيئة ثقافية تعتمد «بروتوكولات حكماء صهيون» كدليل ثانٍ. الدليل الأول هو طبعاً «التلمود» وفق قراءة قائمة على ترجمة أهوائية لمقتطفات خارج السياق أو على مقاطع موضوعة دون أساس أو أصل في النص.
ليس هذا للأسف حال هامش شاطح عند أطراف الثقافة الشعبية والسياسية في العالم العربي. وحتى إذا لم يكن اعتماد هذا التصوير علنياً وصريحاً، فإن غياب الطرح البديل يتيح للعقيدة الدينية المستجدة بشأن اليهود فرصة الانتشار الواسع النطاق في عموم الثقافة العامة. النتيجة هي خراب للثقافة في الجانب العربي والإسلامي، ولكنه أيضاً تمكين للاندفاع القاتل والداعي إلى إبادة اليهود، وإن تمكنت إسرائيل نتيجة لإفراط في الاحتياط من تجنب معظم تداعياته.
والخطوات التدريجية الهادفة لإعادة الاعتبار الإنساني لليهود من منظور إسلامي قيّمة دون شك، كما الدعوة التي وجهها أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى، أحد المقربين من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى مجموعة من الناجين من المحرقة اليهودية في أوروبا، لزيارة في شهر كانون الثاني ٢٠٢٠. على أن مواقف القيادات والتي لا تجد سنداً في الإنتاج الفكري والعلمي قابلة للنقد التلقائي على أنها سياسية وحسب، كما أنها غير قادرة على دفع الثقافة العامة. في هذه الخطوات بالتالي مقدار من العزاء الرمزي، ولكنها لا ترتقي إلى مستوى الحوار الذي تعقد عليه الآمال.
و «المسألة اليهودية» في العالم العربي اليوم مختلفة تماماً عن المسألة اليهودية التي عاشتها أوروبا في القرن التاسع عشر. ذلك أن الضحية، في الحالة العربية، هم العرب أنفسهم حيث العديد منهم أسير إنهاك فكري يعترض الصعود باتجاه ثقافة القيم العالمية. قليلة هي المهام الملقاة على عاتق المفكرين العرب والتي تفوق في أهميتها مسؤولية تفكيك هذا البلاء الطاغي. قد تكون المواجهة المباشرة للعقيدة الدينية المستجدة بشأن اليهود عملاً يتطلب الشجاعة، ولكنه كذلك فعل ضروري. لا بد من الموافقة على ما يطرحه دعاة هذه العقيدة الشاطحة من أن الأوان قد آن لتحرير العقل الإسلامي والعربي من «اليهود». غير أن «اليهود» هنا ليسوا السكان اليهود في إسرائيل، أو المجتمعات اليهودية في أنحاء العالم، بل الشياطين الذين ابتدعتهم هذه الرؤية المشوّهة للعالم على حساب الصحة الأخلاقية والفكرية والمادية للجمهور العربي والمسلم والذي تدّعي الدفاع عنه.