- تحليل السياسات
- تقارير المؤتمر
حوار حول الأمن والسلام في الشرق الأوسط
شاهد بث حي يضم حوار عام مبتكر بين إثنين من كبار قادة الأمن القومي - من الخصمين القديمين المملكة العربية السعودية وإسرائيل: صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العامة في السعودية والسفير السابق في واشنطن، واللواء المتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. بإمكانك أيضاً قراءة الحوار بكامله أو أهم النقاط التي وردت فيه.
لقراءة الحوار بالكامل وجلسة الأسئلة والأجوبة اللاحقة بإمكانك تحميل ملف الـ "بي دي إف" الثاني باللغة العربية (الملف الأول باللغة الانكليزية)، أو مشاهدة الفيديو لهذا الحدث كما مشار أعلاه. ------>
ملخص الحوار:
في مساء الخامس من أيار/مايو وفقاً لتوقيت واشنطن، أجرى "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" حواراً مع مدير الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال يعقوب عميدرور.
وافتتح الندوة المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف بقوله إن المصافحة بين الشخصين لدى صعودهما إلى المسرح تشكل لحظة تاريخية.
وقال الأمير تركي، إنه قبل أن يأتي للمشاركة في الندوة كان هناك الكثير من التغريدات حول هذا اللقاء، حيث قال الناس إن ذلك اعتراف سعودي بإسرائيل وتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية معها. لكنه أضاف إن ذلك لن يحصل، وهذا هو الواقع.
وقال الفيصل إن آفاق التعاون بين العرب والإسرائيليين كبيرة جداً لو تدرك إسرائيل أهمية قبولها مبادرة السلام العربية من عام 2002، وتوقيعها على اتفاقية سلام وقيام دولتين مع الفلسطينيين، الأمر الذي يفتح الباب أمام تعاونها مع الدول العربية.
وأضاف الأمير تركي أنه لا يفهم لماذا لا تتلقف حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبادرة، فهي لا تحتاج إلى إلهام إلهي أو ذكاء آينشتايني، فقط تبادل أراض واعتراف وسلام. وأضاف، أنه يعرف إسرائيليين ممن يوافقوه الرأي حول أهمية قبول إسرائيل مبادرة السلام العربية.
من ناحيته وجه الجنرال عميدرور أصابع اللوم إلى الفلسطينيين، وقال إن عدداً من رؤساء الولايات المتحدة ورؤساء حكومة إسرائيل حاولوا التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، لكن القيادة الفلسطينية كانت دائماً تتراجع في اللحظة الأخيرة.
واعتبر عميدرور أن لا علاقة لوضع الفلسطينيين بمشاكل الشرق الأوسط، وقال إن عدد الفلسطينيين الذين قتلهم العرب هو أكبر من عدد الفلسطينيين الذي قتلهم اليهود.
وقال الفيصل إن المشكلة في نتنياهو أنه لا يرضى حتى الاعتراف بدولة فلسطينية، بل على العكس من ذلك، فقد أعلن عن نيته توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل الجولان السوري المحتل. وأصرّ الأمير تركي أن المفتاح لأي تعاون عربي مع إسرائيل هو التوصل الى سلام وفقاً للمبادرة العربية من عام 2002، بينما اعتبر عميدرور أن المطلوب هو تعاون عربي مع إسرائيل لتحقيق سلام يتعذر تحقيقه حالياً مع الفلسطينيين.
وحول الوضع في سوريا، قال الفيصل إن الأجدى تسمية تنظيم «الدولة الاسلامية» "فاحش" (نطقها بالعربية بالإضافة إلى الإنكليزية) بدلاً من «داعش». واعتبر أن المشكلة الفلسطينية هي محرك المشاكل الأخرى في المنطقة.
وقال عميدرور، إن الصراع السني -الشيعي هو الذي يحرك الشرق الأوسط، وأن سياسة بلاده تقضي بالوقوف على الحياد في هذا الصراع في المنطقة، وكذلك في سوريا، وأن السياسة الاسرائيلية تقضي بحماية حدودها فقط.
وقال الأمير تركي، إن أمنيته الأكبر هي أن يذهب للصلاة في القدس. ولكن لسوء الحظ يجب أن تكون زيارته للمدينة بعد التوصل إلى حل الدولتين. والفرصة الوحيدة التي يمكن لشخص مثله أو لآخرين ممن يرغبون في زيارة الأماكن التاريخية في فلسطين هي بوجود السلام. وقال إن استمرار الوضع الحالي ليس صحياً لكلا الجانبين.
وأضاف الفيصل إن الولايات المتحدة تعتبر شريكاً استراتيجياً للسعودية، وهي ليست شراكة محصورة بالحكومتين فقط، حيث لدى السعوديين شعور بأن لديهم صلة بالشعب الأمريكي، وأن بلاده كانت على مدى سنوات ساحة للحروب والفقر والأمراض إلى حين تم توحيدها عام 1932، وبعد ذلك بسنوات كان الأمريكيون هناك للمساعدة على تطوير الصناعات النفطية.
وقال عميدرور أنه على الرغم من الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن هناك علاقات قوية بين الدولتين في مجال الاستخبارات، وأن مركز دولة إسرائيل في الكونغرس قوي.
وسأل ساتلوف الأمير تركي والجنرال عميدرور عن أهمية الحوار بينهما، وأهمية تكرار الحوارات من هذا النوع بين السعوديين والإسرائيليين، وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات بين البلدين.
وردّ الجنرال عميدرور بقوله إن الإسرائيليين والسعوديين التقوا في الكثير من المناسبات في اجتماعات غير رسمية. وأنه متأكد أنها ليست المرة الوحيدة التي يلتقي فيها سعودي وإسرائيلي، وهي ليست مشكلة في إسرائيل.
وفي المقابل، قال الأمير تركي إنهما مسؤولان سابقان، ويجب أن لا يُتوقع الكثير من هذا اللقاء.
يجدر بالذكر أن هذه الندوة جاءت على وقع التكهنات القائلة ان استعادة المملكة العربية السعودية جزيرتي «تيران» و «صنافير» من مصر قد يفتح الطريق أمام قيام تعاون مباشر بين السعودية وإسرائيل في مجالات مختلفة.