- تحليل السياسات
- مقابلات وعروض تقديمية
ستافريديس وألن يقيّمان التهديدات الاستراتيجية العالمية
في مناقشة صادقة مع المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الدكتور روبرت ساتلوف، عبّر الجنرال (متقاعد) جون ألين، من مشاة البحرية الأمريكية، والأدميرال (متقاعد) جيمس جي. ستافريديس، من الأسطول الأمريكي، عن تقييمهما للتحديات السياسية الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه.
وقد انظمّ ألين وستافريديس إلى ساتلوف [في مناقشة حول السياسات] في مناسبة خاصة في مدينة نيويورك في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، حيث قُدمت للضابطين السابقين جائزة المعهد "رجل الدولة – الباحث" لعام 2016. ومن بين الفائزين بالجوائز السابقة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، ووزيرا الخارجية هنري كيسنجر وكوندوليزا رايس.
وخلال تبادل الآراء الذي دام ساعة كاملة، ناقش ستافريديس وألين مجموعة من قضايا الشرق الأوسط والمسائل العالمية.
ما هي القضايا الأمنية الملحة والهامة التي تواجه الولايات المتحدة؟
قال ألين أنه إذا لا تعمل الولايات المتحدة على حل القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط، "فنحن مقبلون على أزمة استراتيجية كبيرة."
وأشار ستافريديس إلى كوريا الشمالية كونها المشكلة التكتيكية الأكثر إلحاحاً، حيث قال، "تملك كوريا الشمالية أسلحة نووية وزعيم لا يمكن التنبؤ بما سيقوم به.... ليس لدينا وسيلة فعالة للسيطرة على كوريا الشمالية". وقال إن أمن الفضاء الحاسوبي [الأمن السيبراني] هو القضية الاستراتيجية الأكثر أهمية، واصفاً إياها بـ "البرج المائل الذي يعكس الضعف الاستراتيجي للولايات المتحدة".
كيف يجب أن تتعامل الولايات المتحدة مع روسيا والصين؟
حذر ألين بأنه لا يمكن للولايات المتحدة التركيز بصورة ضيقة على الأنشطة الروسية. وقال إن "العلاقة مع روسيا يجب أن تشمل، العلاقة في سوريا، والعلاقة من حيث صلتها بشبه جزيرة القرم، والعلاقة بقدر ما تتعلق بالثلث الشرقي من أوكرانيا ... وحوادث شبكات الفضاء الحاسوبي الكبرى، وزعزعة الاستقرار في الجزء الشرقي من حلف شمال الاطلسي - علينا مراقبة كل ذلك".
أوصى ستافريديس بأن "على الولايات المتحدة مواجهة روسيا عندما يتوجّب عليها القيام بذلك، والتعاون معها عندما يمكنها فعل ذلك". وقال يجب على الولايات المتحدة مواجهة روسيا بسبب دعمها للأسد، وأنشطتها في شبكات الفضاء الحاسوبي، وضمها لشبه جزيرة القرم، والتعاون [معها] حول قضايا من بينها مكافحة المخدرات، ومكافحة الإرهاب، و في القطب الشمالي. وأضاف: "أود أن أقول عندما تكون هناك فرصة قد يكون هناك 'فن الاتفاق' مفيداً في الواقع."
لماذا لا تساعد الولايات المتحدة على خلق مناطق إنسانية آمنة في سوريا؟
أوْضَح ألين أنه بينما كانت لدى الجيش الأمريكي القدرة على إنشاء "مناطق آمنة" أو "مناطق حظر الطيران"، حجبت القيادة المدنية موافقتها من أجل تجنب مواجهة محتملة مع الدفاعات السورية أو الروسية. وأضاف، "لقد اتخذنا على الدوام قراراً بأن نقدم على خطوة ما ومن ثم لم نقم بتنفيذها بصورة مثالية، كما لم نمنح الدرجة القصوى من الإهتمام لما سمحنا للقوات الأمريكية بالقيام به عندما حان الوقت لتنفيذ تلك المهمة، وقد قيّد ذلك أيدينا حقاً في كثير من النواحي".
وعندما وصف ستافريديس الرئيس السوري بشار الأسد بأنه ديكتاتور "يتجاوز حدود ما رأيناه" منذ نهاية الحرب الباردة، أكّد الأدميرال أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية حماية المدنيين السوريين. وأوضح، "أعتقد أن هناك مسؤولية الحماية بموجب القانون الدولي عندما يكون هناك مثل هذا الفشل الهائل للنظام الدولي حيث يتعين علينا الرد ليس فقط للأسباب الأخلاقية والمعنوية بل لأسباب عملية أيضاً". وأضاف، "هذه منطقة ذات أهمية بالغة يتواجد في مركزها حليفنا الرئيسي، إسرائيل. ولا يمكننا أن نسمح لهذا [الوضع] بالدوران في سيناريو الفوضى، لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى مجموعة أكثر قوة من الردود السياسية".
هل سيتم هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل؟
قال ألين، الذي شغل منصب كبير مخططي التحالف العالمي لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») أنه ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يستعيدون الموصل ويلحقون هزيمة عسكرية بـ تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف أن "المشكلة مع تنظيم «داعش» هي أن الولايات المتحدة كأمة لا تبحث في ... العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية المسببة لتطرف مئات الآلاف من الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم والتي أسفرت عن قيام سلسلة من المنظمات المتطرفة". لقد ساهم تنظيم «الدولة الإسلامية» [في زيادة] التطرف والإرهاب في "المحافظات" التي سيطر عليها، وكذلك في بلدان أوروبا الغربية. وخلص إلى القول بأن "الولايات المتحدة ستحارب المتطرفين في المستقبل المنظور وليس بالضرورة [في] الشرق الأوسط."
ووفقاً لستافريديس، يكمن مفتاحيْ نجاح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في إقامة تحالفات مع شركاء محليين والاستفادة من التقنية لتجنب نشر قوات أمريكية كبيرة في المنطقة. وأكد أنه يتعيّن على الولايات المتحدة "امتلاك" شبكات تواصل اجتماعي على الإنترنت بقدر سيطرتها على ساحة المعركة في العراق. وعلّق بأن "الولايات المتحدة بارعة في إطلاق الصواريخ والعمليات العسكرية في جميع أنحاء العالم، ولكن عليها أن تُحسّن إطلاق الأفكار".
كيف ينبغي على إدارة ترامب التعامل مع إيران؟
من خلال وصف ألين لإيران بـ "التهديد [الأكبر] والسبب الرئيسي وراء زعزعة الاستقرار في المنطقة"، دعا الجنرال إلى إقامة شراكات مع الحكومات السنية المحلية "ليس فقط لمجابهة المتطرفين السنة بل لمواجهة الإيرانيين أيضاً". وقد التقى مع زعماء من السنة المحليين في الآونة الأخيرة، واشتكى هؤلاء من سحب الولايات المتحدة دعمها التقليدي، بحيث تركتهم "والشعور بالتخلي عنهم يراودهم [في كل لحظة]" . ومع ذلك، "فإنهم على استعداد للدخول في شراكة مع الولايات المتحدة بطرق تساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن القادة العسكريين في الدول السنية قد أقرّوا بأن المنطقة قد تكون حتى أقل أمناً لولا قوة إسرائيل العسكرية. "[إسرائيل] هي الركن الأساسي لاستقرار المنطقة وهم شاكرين جداً على ذلك".
وعندما وصف ستافريديس إيران كـ "قوة مزعزعة للاستقرار بكل معنى الكلمة"، وافق الجنرال على أن الشراكات المحلية، بما فيها مع إسرائيل، ضرورية للغاية لمكافحة الوجود الإيراني المتنامي في المنطقة. وسلط الضوء على دور الأردن كـ "قوة لصالح الخير".
إذا كان لديهم عصا سحرية لإصلاح قضية واحدة من قضايا السياسة العامة، فما هي؟
قال ألين أنه سيعالج عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي موضوع سبق وأن تناوله كمبعوث خاص في إدارة أوباما. وقال، "أعتقد أنه بإمكان تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأعتقد أنه لا بد من تحقيقه".
إلا أن ستافريديس اختار التركيز على قضية داخلية: "الشيء الذي سأعمل على تغييره على الفور هو الشعور بأزمة الجمود القائمة في النظام السياسي. إن فكرة كون المرء معتدلاً، وفكرة إيجاد حل وسط، وفكرة التغلب على الجمود لم تعد قائمة، وهذا يقلقني بعمق. إذا كان لديّ عصا سحرية سوف أُلوّح بها فوق 'المستنقع الذي يجب أن ينضب' وأخلق شعور بالمسؤولية المشتركة لكامل مستقبلنا".