أكرم الكعبي يتظاهر بتجميع طائرة مسيّرة أُطلِقت على إسرائيل
نشر زعيم "حركة النجباء" أكرم الكعبي مقطع فيديو مبتذلًا لمناسبة ذكرى عاشوراء حيث تظاهر بتأدية دورٍ في شن هجومٍ بطائرة مسيّرة على إسرائيل.
في 17 تموز/يوليو 2024، نشرت مجموعة "الإعلام الحربي" التابعة لـ"المقاومة الإسلامية في العراق" مقطع فيديو لعملية إطلاق طائرة مسيّرة زعمت أنها أُطلِقت "سابقًا" (من دون تحديد تاريخ الهجوم) على "هدف حيوي في إيلات" داخل إسرائيل. وما يجعل هذا الفيديو فريدًا من نوعه هو أنه يصوّر زعيم "حركة النجباء" أكرم الكعبي وهو يتظاهر بالمساعدة في تجميع طائرة مسيّرة متفجرة من طراز "شاهد-101" ذات ذيل على شكل حرف X. (الشكل 1)
في هذا التسجيل الذي يُعَدّ تنسيقه فريدًا من نوعه على عدة أصعدة أسلوبية بالنسبة إلى مقطع فيديو عن مزاعم "المقاومة الإسلامية في العراق"، لم يتم تشويش وجه أكرم الكعبي وحده عمدًا وهو يُصوّر متظاهرًا بمساعدة طاقم الطائرة المسيّرة في تركيب منصة الإطلاق (القابلة للطي على شكل حقيبة)، ثم يظهر في لقطة قريبة وهو يعبث بمروحة طائرة "شاهد 101".
يشكل ذلك تحولًا غريبًا للأحداث. فلم يسبق أبدًا لأكرم الكعبي أن شعر بالحاجة إلى ربطه شخصيًا بالهجمات الفردية، أو إلى تصويره كمقاتل. وقد يعكس ذلك رغبته في التعويض عن تَعرّضه مؤخرًا لشيءٍ من الفشل أو التراجع. ومن الواضح أن الفيديو والملابس السوداء فيه والموسيقى التصويرية التي ترافقه مرتبطة بعاشوراء، إلا أن هذا الوقت غريب لتغيير طريقة عمله في العلن. وتتعدد النواحي التي يذكّر فيها هذا المقطع بالفيديو المثير للسخرية الذي نُشر في عام 2006، حيث يظهر زعيم تنظيم "القاعدة في العراق" أبو مصعب الزرقاوي وهو يتظاهر بمعرفة كيفية إطلاق النار من سلاح أمريكي تم الاستيلاء عليه، بينما فشل فعليًا في إيقافه ثم أمسك السلاح بسبطانته الساخنة. (الشكل 2).
من المثير للاهتمام أن الفيديو الجديد الذي نشرته "المقاومة الإسلامية في العراق" يأتي بعد يومٍ واحدٍ من إعلان "فريق إخوة جهاد"، وهو منفذ دعائي تابع لـ"حركة النجباء"، المسؤولية عن شن هجومٍ بطائرتين مسيّرتين على قاعدة "عين الأسد" الجوية. وهذا الهجوم هو الأول الذي تم شنه ضد الولايات المتحدة في العراق منذ نيسان/أبريل، وواحدٌ من ثلاثة هجمات فحسب وقعت هناك منذ شباط/فبراير.
يبدو أن "حركة النجباء" وأكرم الكعبي يروّجان لنفسهما، وذلك إلى درجةٍ يتجاوزان فيها بعض جماعات المقاومة الأخرى مثل "كتائب حزب الله". وقد تؤكد هذه الحادثة أيضًا أن "المقاومة الإسلامية في العراق" ووسائل إعلام المقاومة راضية عن لفت الانتباه إلى أكرم و"حركة النجباء"، في ظل التقليل من أهمية الدور الحالي الذي تؤديه الجماعات الإرهابية الموجودة في البرلمان مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" في الضربات الحركية.