الانقسام الرباعي داخل الإطار التنسيقي في انتخابات مجالس المحافظات (الجزء الأول): الاتجاهات العامة
تختبر منظمة "بدر" و"عصائب أهل الحق" ونوري المالكي قوة بعضهم البعض في جنوب العراق، ولكنهم يتشبثون معاً في الغالب في شمال البلاد.
تميل انتخابات مجالس المحافظات في العراق إلى إنشاء تحالفات غريبة، الأمر الذي يؤدي وبشكل مؤقت إلى تقسيم الشراكات التي أقيمت في الانتخابات الوطنية السابقة وعملية تشكيل الحكومة. وقبل إجراء انتخابات مجالس المحافظات في كانون الأول/ديسمبر، يشهد "الإطار التنسيقي" - التحالف السياسي العراقي الأعلى للميليشيات المدعومة من إيران - العملية نفسها، حيث تفكر كل جماعة فيه أفضل السبل لخدمة مصالحها الخاصة واختبار قوتها بما ينفعها في وجه القوى الأخرى المنافسة في "الإطار التنسيقي".
الانقسام الرباعي داخل "الإطار التنسيقي"
قسّم موسم الانتخابات الحالي "الإطار التنسيقي" إلى أربعة أجزاء:
- رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قرر عدم تشكيل تحالف مع الميليشيات، وبدلاً من ذلك يقود "ائتلاف دولة القانون" الذي يضم القوى التي شاركت في تحالفه السابق بالإضافة إلى "حزب الفضيلة".
- "تحالف نبني" بقيادة "منظمة بدر"، ولكن تفرعت عنه قائمة شبه مستقلة بقيادة "عصائب أهل الحق" باسم "تحالف الصفوة الوطني".
- "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي" الذي سيخوض الانتخابات تحت لائحة "نُصحّح".
- "تحالف قوى الدولة" الذي يتألف من "حركة الحكمة" بزعامة عمار الحكيم و"ائتلاف النصر" بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
تخضع تشكيلة اللوائح في كل محافظة للتغيير قبل يوم الانتخابات وليس لها أي تأثير على سياسات التحالف بعد الانتخابات على مستوى مجالس المحافظات، حيث تتم المصادقة على المحافظين. ومع ذلك، فإن الأنماط المبيّنة في الجدول أدناه تكشف النقاب عما يجري.
الاتجاهات الواضحة حتى الآن
يبرز عدد من الاتجاهات العامة والتناحرات الانتخابية داخل "الإطار التنسيقي"، على الرغم من أن هذه الاصطفافات يمكن أن تتغير بلا شك في الأسابيع المقبلة من خلال الانشقاقات، أو الانسحابات، أو آليات أخرى:
- في المناطق التي من المتوقع أن يفوز فيها "الإطار التنسيقي" ذي الأغلبية الشيعية بأكبر عدد من المقاعد أو يخسرها (بغداد والجنوب)، نشأت منافسة شرسة بين المالكي والقوى المشتركة التابعة لـ "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق".
- اختار تحالف "الإطار التنسيقي" أن يظل موحداً إلى حد كبير في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى، وجميعها عبارة عن "مستعمرات" ميليشيات مسالمة، حيث يمكن أن يؤدي الافتقار إلى التماسك إلى معارضة قوية من السُّنة والأكراد وحتى الصدريين (في صلاح الدين)، وبالتالي إلى انخفاض خطير في العدد الإجمالي لمقاعد "الإطار التنسيقي" في مجلس المحافظة. وقد تغلبت الحاجة إلى الحفاظ على النفوذ أو اكتسابه في هذه المحافظات على المنافسات الداخلية.
- في محافظة ديالى (محور الجزء الثاني من هذا التحليل)، قررت "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" اختبار قوة بعضهما البعض، مع تحدّي زعيم "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، لهادي العامري وفالح الفياض في محافظتهما الأصلية.
هل تدعم "كتائب حزب الله" "عصائب أهل الحق"؟
لا يزال موقف "حركة حقوق" بقيادة ميليشيا "كتائب حزب الله" غير واضح. وأفادت قناة "الرابعة" المقرّبة من المقاومة، أنّ "حركة حقوق" تتبع "تحالف الصفوة الوطني" حيث أعلنت ما يلي: "وافقت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» رسمياً على "تحالف الصفوة الوطني". ويضم الائتلاف "حركة الصادقون" [الجناح السياسي لـ "عصائب أهل الحق"] و"حركة حقوق" (الشكل 1).
غير أنّ الخزعلي ادّعى في مقابلة مع قناة "العراقية" إن "كتائب حزب الله" لن تشارك في انتخابات مجالس المحافظات وجاء في تصريحه: "اتخذت "كتائب حزب الله" قراراً واضحاً بعدم المشاركة في الانتخابات، لا بشخصيات علنية ولا تحت مسمى شخصيات مستقلة. ونحن نحترم هذا القرار. وهم سيدعمون «تحالف الصفوة» بكل ما في وسعهم لإنجاح العملية الانتخابية" (الشكل 2).
وحرصت قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لـ "كتائب حزب الله"، والتي عادة ما تكون مترددة في نشر تصريحات الخزعلي، على نشر ادعائه بشأن القرار الانتخابي الذي اتخذته "كتائب حزب الله". وقد يشكل هذا خيبة أمل لأنصار "كتائب حزب الله" نظراً لافتقارهم إلى مرشحين واضحين للتصويت لهم، ولكنه أيضاً يزيل عبئاً عنهم إذ يعطيهم بعض التوجيهات. وهذا على أقل تقدير مؤشر جديد على الهدوء النسبي بين مؤيدي كل جماعة والذي يسود شبكات التواصل في هذه الفترة.
أما زعيم "حركة حقوق"، حسين مؤنس، فقد قال في تصريح لقناة "الشرقية" إن حركته لن تشارك في الانتخابات لاعتقادها بضرورة إلغاء مجالس المحافظات. وذكر أن أعضاء الحركة سيشاركون في التصويت، لكنه لم يذكر أنهم سيدعمون "تحالف الصفوة" (الشكل 3).