- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
المحادثات الأمريكية - القطرية: من المرجح أن تكون حاسمة للسياسة تجاه إيران
عندما يتوجه الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى البيت الأبيض في 9 تموز/يوليو، من المرجح أن يرافقه شعور بالانتصار. فقد تمكّن الزعيم القطري من تحمّل أكثر من عامين من العزلة الدبلوماسية والاقتصادية من قبل دول الجوار - السعودية والإمارات والبحرين. بالإضافة إلى ذلك، فمن خلال القاعدة الأمريكية الجوية العملاقة "العُديد"، أصبحت قطر حالياً [وجهة] مركزية للتخطيط الأمريكي لحالات الطوارئ من أجل مواجهة الأزمة الناشئة الناجمة عن انتهاكات إيران الأخيرة لبرنامجها النووي وهجماتها على ناقلات النفط وخطوط الأنابيب.
وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس ترامب، الذي أيد في البداية الحصار الخليجي على قطر - التي [وُصفت] باعتبارها "مموّلة للإرهاب، على مستوى عالٍ للغاية" - تحدّثَ بحرارة عن الدوحة منذ ذلك الحين، حيث شكرها على حسن ضيافتها [للقوات الجوية االأمريكية] في قاعدة "العُديد" فضلاً عن شرائها أسلحة أمريكية بعدة مليارات من الدولارات. ويبدو أن خصمي الأمير تميم، اللذين حرضا على الحصار، يتجنبان [زيارة] واشنطن. فلا يزال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متورطاً في الجدل حول مقتل الصحفي المنشق جمال خاشقجي بينما تم ذكر زعيم الإمارات بحكم الأمر الواقع، ولي العهد الأمير محمد بن زايد من أبو ظبي، في "تقرير مولر" [الذي يتضمن ما توصل إليه التحقيق في الصلات المزعومة لفريق الرئيس الأمريكي] بسبب اتصالات الأمير بن زايد مع روسيا.
لكن زيارة الزعيم القطري لن تأخذ مسارها من دون الإحراج الخاص بها. فلا تزال الدوحة متسامحة مع خطاب الكراهية في خطب المساجد، والكتب المدرسية، ولا سيما ما تبثه قناة "الجزيرة" الفضائية باللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن قانون الميزانية القطري تمويلاً للفلسطينيين في غزة، مع اتفاقات محتملة في مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار والنقل الجوي - وهو ترتيب وافقت عليه إسرائيل وسهّلته. وكما هو الحال مع دول الخليج الأخرى، لا تزال هناك مخاوف بشأن تصرفات قطر بشأن تمويل الإرهاب. وحتى إذا تم التغاضي عن هذه المواضيع في البيت الأبيض، فمن المؤكد أنه سيتم التطرق إليها في اجتماعات الزعيم القطري مع أعضاء الكونغرس ومؤسسات أخرى من الإدارة الأمريكية.
وبالنسبة لإيران، تتمتُّع الدوحة بمكانة دقيقة كونها تملك قسم من حقل الغاز الضخم الذي تشترك فيه مع جارتها عبر الخليج. وقد تأخر استغلال طهران لجزئها من الحقل بسبب تأثير العقوبات، في حين أن جدول الإيرادات القائم بالفعل في قطر قد حوّل اقتصادها وجعلها جهة فاعلة في الدبلوماسية الدولية، والرياضة، والسفر جواً. وقد زاد الحصار الإقليمي المذكور أعلاه من أهمية الحفاظ على حقوق التحليق مع إيران.
ومع ذلك، كانت قطر حليفاً جيداً للولايات المتحدة، حيث استضافت بسهولة القاذفات الإضافية من طراز "بي - 52" ومقاتلات الشبح من نوع "إف-22" التي تم إرسالها إلى المنطقة في الأسابيع الأخيرة، بينما كانت دول أخرى أكثر حذراً. كما تم تعزيز دفاعاتها بصواريخ إضافية من طراز "باتريوت". وكجزء من الاتجاه المتطور، عملت واشنطن على تخفيف عزلة الدوحة. فقد شارك وزير المالية القطري في ورشة العمل الاقتصادية في البحرين الشهر الماضي، والتي ناقشت المساعدات الإنمائية للفلسطينيين. وقد أعادت الرياض ضباط الاتصال إلى قاعدة "العُديد"، لكن دولة الإمارات تقف في وجه حلول وسط كهذه.
وربما تكون رمزية الاجتماع بقدر ما يمكن توقعه. لكن على افتراض قيام حرية الوصول المعتادة من قبل وسائل الإعلام التي تتزاحم فيما بينها في البيت الأبيض، فقد يكون هذا الوصول أيضاً فرصة للرئيس ترامب للرد على التقييمات المسربة من قبل السفير البريطاني في واشنطن كيم داروش بأن إدارة ترامب "غير كفؤة" وأن سياستها تجاه إيران "غير مترابطة" و "فوضوية". وفي هذه الصدد، تأمل الحكومات في جميع أنحاء العالم، وفي طهران أيضاً، في الحصول على بعض الوضوح.
سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.