"المقاومة الإسلامية في العراق" وقناة "صابرين" تسلّطان الضوء على الغارات الموجَّهة ضد إسرائيل بصواريخ كروز
تُعوّض "المقاومة الإسلامية في العراق" عجزها عن ضرب المواقع الأمريكية من خلال الإدعاء بشكلٍ أكبر عن شن هجمات أكثر تطوراً على إسرائيل، ويبدو أن قناة "صابرين نيوز" تعمل على تضخيم هذه الادعاءات بحرّية أكبر.
في 9 نيسان/أبريل، أصدرت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي مجموعة تشمل الميليشيات المدعومة من إيران، بيانين أعلنت فيهما مسؤوليتها عن شن خمس هجمات على مواقع إسرائيلية "خلال الـ 72 ساعة الماضية". وتضمّن البيان الأول ادعاءات بشن هجمات على ثلاث مجموعات من الأهداف هي: "هدف حيوي في مستوطنة عسقلان؛ وميناء عسقلان النفطي؛ وهدف حيوي في أراضينا المحتلة [أي إسرائيل]" (الشكل 1).
وادعى البيان الثاني شن هجومين على هدفين في إسرائيل هما: "هدف حيوي في أراضينا المحتلة؛ وقاعدة حاتسريم الجوية في بئر السبع" (الشكل 2).
بعد وقتٍ قصيرٍ من نشر البيانين على الإنترنت، نشرت القناة التابعة "للمقاومة الإسلامية في العراق" على "تلغرام" مقطع فيديو يُزعَم أنه يُظهِر إطلاق صواريخ كروز من طراز "الأرقب" على "هدف حيوي في مستوطنة عسقلان" و"ميناء عسقلان النفطي" و"قاعدة حاتسريم الجوية" (الشكل 3). (وفقاً لـ"وكالة استخبارات الدفاع" الأمريكية، إن صواريخ "الأرقب" هي صواريخ كروز من نوع 351/"بافت" (Paveh) يُطلِق عليها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن اسم "القدس".)
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن شن هجمات بصواريخ "الأرقب" منذ أن أعلن أبو حسين الحميداوي، الأمين العام للميليشيا الرائدة "كتائب حزب الله"، تعليق الهجمات ضد الأصول الأمريكية في أواخر كانون الثاني/يناير. ومع ذلك، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن عمليات الإطلاق التي تمت هذا الأسبوع نُفّذت من جنوب العراق أو وسطه (على غرار العملية التي تم تصويرها في الحلة في شهر كانون الثاني/يناير).
ومن خلال المرور عبر غرب العراق والأردن، ربما تجاوزت الهجمات بعض عناصر نظام الإنذار المبكر الإسرائيلي؛ كما بدا أنها استهدفت منشآت بحرية أكثر حساسية. وتردّ إسرائيل وفقاً لذلك: فعند حدوث الهجمات، أعلنت "البحرية الإسرائيلية" أن نظام دفاعها الجوي المعروف بـ"القبة سي" (C-Dome) "اعترض بنجاح طائرة مسيّرة اقتربت من الشرق وعبرت إلى منطقة خليج إيلات"، وهذه هي المرة الأولى التي يحقق فيها النظام هذا الإنجاز.
أما بالنسبة لـ "صابرين نيوز"، فكانت هذه المنصة البارزة التابعة للميليشيات قد توقفت سابقاً عن نشر ادعاءات "المقاومة الإسلامية في العراق"، إذ أثارت غضب "فريق إخوة جهاد" وحسابات أخرى تابعة لميليشيا "حركة حزب الله النجباء" على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، استأنفت "صابرين" حالياً تغطيتها لهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق"، فأعادت نشر مقاطع الفيديو الجديدة التي تُظهِر عمليات إطلاق صواريخ "الأرقب" (الشكل 4).
وحتى قبل الهجوم الفتّاك الذي شنته إسرائيل في الأول من نيسان/أبريل على ضباط عسكريين إيرانيين في دمشق، كانت "المقاومة الإسلامية في العراق" قد جعلت من إسرائيل هدفها الوحيد منذ أن أوقفت هجماتها على القوات الأمريكية قبل بضعة أسابيع. ومع ذلك، تشير بعض منشورات "المقاومة" على وسائل التواصل الاجتماعي حالياً إلى استئناف الضربات على القواعد الأمريكية. على سبيل المثال، عند الاحتفال بالهجمات الأخيرة على إسرائيل، حذّر حساب تابع لحركة "النجباء" على "تلغرام" قائلاً: "القواعد الأمريكية... تذكروا هذا المنشور جيداً" (الشكل 5).
وفي الأسابيع الأخيرة، أشارت وسائل التواصل الاجتماعي التابعة "للمقاومة" إلى شن بعض الهجمات على قواعد أمريكية في سوريا، لكن لا يوجد دليل قاطع على وقوع هذه الهجمات، ولم تُعلن أي جماعة مسؤوليتها عنها. وفي الوقت الحالي، تشير تقديرات "الأضواء الكاشفة للميليشيات" إلى أن "المقاومة الإسلامية في العراق" لا تزال تركز على إسرائيل وأهداف أخرى غير أمريكية (ربما تشمل الشاحنات المتجهة إلى إسرائيل عبر الأردن).