الميليشيات العراقية تكشف عن حاملة طائرات "سرايا أولياء الدم"
أطلقت "سرايا أولياء الدم" طائرة مسيرة من طراز "شاهد" من قارب صغير في محاولة واضحة للفت الانتباه من خلال إظهار قدرة جديدة بدائية.
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وأثناء إعلانها عن هجوم على إيلات في إسرائيل، عرضت "سرايا أولياء الدم" الطائرة المسيّرة "شاهد-101" ذات ذيل على شكل حرف X تم إطلاقها بعد الظهر من زورق بخاري يبلغ طوله خمسة عشر قدماً في مجرى مائي غير محدد - وهي المرة الأولى التي تُعرف فيها الجماعات العراقية باستخدام هذه التكتيك. ويبدو أن عملية الإطلاق وجهت الطائرة المسيرة غرباً عبر مساحة مائية كبيرة جداً نسبياً، بناءً على الصور (الشكل 1). ويجدر بالذكر إن الممرات المائية الداخلية الوحيدة في العراق التي تناسب هذا الوصف هي البحيرات مثل "الثرثار" أو "حمرين"؛ وفي غير ذلك، من الممكن أنه تم التقاط الصور خارج العراق، ربما بشراكة مع قوات الحوثيين اليمنية على البحر الأحمر.
ولتوثيق عملية إطلاق الطائرة المسيّرة "شاهد-101"، استخدمت خلية الإطلاق طائرة بدون طيار رباعية المراوح (الشكل 2) لالتقاط صور علوية، فضلاً عن استخدامها مسجَّل في القارب للتصوير من الخلف. وواجهت الخلية دخان عادم كثيف وحرارة قوية أثناء العملية، لكن القارب بدا وكأنه تجنب أضراراً كبيرة.
وعند نشر اللقطات، قامت الجماعة بتعتيم الأرقام التسلسلية على أجنحة "شاهد"، التي كانت مجهزة بـ "نظام تحديد المواقع" رباعي الأقراص مثبت وراء الجناح ونحو المحرك. وهذه الأرقام المموهة و "نظام تحديد المواقع" الرباعي الأسود المثبت في الخلف هي سمات معروفة في ادعاءات أخرى لـ "سرايا أولياء الدم".
وتسعى "سرايا أولياء الدم" منذ فترة إلى تقديم لقطات الفيديو الأكثر إثارة للاهتمام وتنوعاً لعمليات الإطلاق من قبل الميليشيات العراقية. وفي حين أن التنسيق المستخدم في فيديوهات "المقاومة الإسلامية في العراق" أصبح مملاً للغاية في الآونة الأخيرة، إلّا أن "سرايا أولياء الدم" أظهرت جماعات الإطلاق الخاصة بها التي تستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب، مع ارتدائها أنماط مختلفة من الزي الرسمي، وأحياناً شمل ذلك الدروع الواقية والخوذات التكتيكية. إن الادعاء في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر هو الثالث عشر من نوعه الذي أصدرته الجماعة هذا الشهر، وحدثت ثمانية من تلك الادعاءات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر وحده (ربما كانت مجموعة من أربعة ادعاءات تكررت عن طريق الخطأ أو عن عمد).
هناك أسباب قوية للشك في أن مقاطع فيديو الإطلاق التي بثتها "سرايا أولياء الدم" تم تصويرها في التواريخ الفعلية التي تم فيها تقديم الادعاءات؛ وربما تم تصويرها قبل ذلك بوقت قصير. وفي هذه الحالة، واستناداً إلى الاستقراء من البيانات المتاحة و"صورة الاستشهاد" لمحمد عفيف، المتحدث باسم "حزب الله" اللبناني الذي قُتل على يد إسرائيل خلال أسبوع كتابة هذا المقال (والذي كان المحفز المفترض لإطلاق الصواريخ العراقية)، فإن السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر هو أقرب تاريخ قد يكون قد تم فيه تصوير الفيديو. وعلى الأرجح تم تصويره بعد ظهر الثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر ونشره مع تاريخ ادعاء التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر على مقطع الفيديو الخاص بالإطلاق. ومن الناحية النظرية، قد تكون الطائرة المسيرة قد أكملت رحلتها التي استغرقت ثماني ساعات طوال ليلة الثامن عشر والتاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، مما يجعل من المعقول أن يُدّعى أن الهجوم حدث في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر.