- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
العقبات لا تزال تواجه حقل غاز "ليفياثان" الإسرائيلي
وأخيراً بدأ الإنتاج في حقل "ليفياثان" للغاز الطبيعي بعد تأخير طويل أرجأ تاريخ الانطلاق إلى اليوم الأخير من عام 2019. وإذ سيتدفق الغاز من مكامن تحت سطح البحر تقع على بعد ثمانين ميلاً قبالة الشواطئ الإسرائيلية، ستمرّ الإمدادات عبر منشآت تكرير على حفارة "ليفياثان" المشيدة على بعد ستة أميال من الشاطئ، لتصل بعدها إلى البرّ الرئيسي في قرية دور وتندمج في شبكة غاز تمتد في كافة أرجاء البلاد.
ويلبي حقل "تمار" الأصغر جزءاً كبيراً من طلب إسرائيل المحلي على الكهرباء، وهو حقل أقرب من الشاطئ جنوباً في أشدود. وعليه، تمّ إبرام عقود لتزويد الأردن ومصر بغاز "ليفياثان"، رغم أن موعد بدء عمليات البيع الفعلية غير واضح بعد.
يُذكر أنه تمّ اكتشاف حقل "ليفياثان" في عام 2010، أي بعد سنة واحدة على اكتشاف "تمار". لكن في حين بدأ الإنتاج في هذا الأخير عام 2013، حالت المماطلة السياسية والقانونية دون تطوير حقل "ليفياثان" لسنوات. وكانت العوامل البيئية المحلية مصدر قلق رئيسي - فحتى في 31 كانون الأول/ديسمبر، وخلال المرحلة المرخصة رسمياً لتدفق الغاز من خط الأنابيب، تردد أن بعض السكان المحليين غادروا شمال إسرائيل خشية التعرض لمواد مسرطنة. وبخلاف منصة "تمار" التي تبعد ثلاثة عشر ميلاً عن البرّ الرئيسي، تمّ تركيب منصة "ليفياثان" أقرب إلى الشاطئ لأسباب أمنية ويمكن رؤيتها بوضوح من قرى في منطقة جبل الكرمل وحتى من الشاطئ.
في الموازاة، ساهمت الخطوات التي اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة في تعقيد المشهد الإقليمي بشكل أكبر بالنسبة للصادرات الإسرائيلية. ورغم أن ادعاءات أنقرة بشأن الغاز البحري المشكوك فيها كانت مطروحة على أجندة النقاشات الأمنية الأمريكية-الإسرائيلية لأشهر، إلا أن اتفاقية الحدود البحرية الموقعة في تشرين الثاني/نوفمبر بين تركيا وليبيا عزّزت هذه المخاوف. سيتعين الآن على خط أنابيب مثير للجدل يقع في قاع البحر وينقل الغاز القبرصي والإسرائيلي إلى اليونان وإيطاليا المرور عبر مناطق اقتصادية حصرية متنازع عليها، والتي قد تؤخر المشروع أو تعطله. كما أن أسلوب المواجهة المتزايد الذي تنتهجه تركيا يعزّز الشكوك بشأن احتمال استغلال قبرص لاكتشافات الموارد الهيدروكربونية، بما في ذلك حقل "أفروديت" الذي يقع جزء منه في المنطقة الاقتصادية الحصرية لإسرائيل.
وتخضع جدوى الاكتشافات الحديثة بدورها للاختبار جراء أسعار الغاز الطبيعي المنخفضة بشكل مستمر في السوق الدولي. فقد وصلت أساساً تكلفة تجهيز حقل "ليفياثان" ليبدأ عمليات الإنتاج إلى 3.75 مليارات دولار، ويتمّ إرجاء المرحلة الثانية من تطويره إلى حين التأكد أكثر من تحقيقه ربحية. وتقوم الخطة على نقل إمدادات هذا الحقل عبر أنابيب إلى مصر لتحويلها إلى غاز طبيعي مسال وبالتالي تصديرها إلى الأسواق العالمية عبر ناقلات، غير أن القاهرة كانت بصدد خفض إنتاج الغاز الطبيعي المسال مؤخراً بسبب هوامش الربح الضئيلة.
أخيراً، تشكّل قدرة إيران على امتلاك صواريخ موجهة بدقة مبعث قلق كبير، كما تبيّن من خلال مسؤوليتها المفترضة على الهجوم على منشأة بقيق النفطية السعودية في أيلول/سبتمبر. ويملك «حزب الله» اللبناني أساساً صواريخ إيرانية متطورة ضمن ترسانته. علاوةً على ذلك، خلال نزاع مع غزة قبل عدة سنوات، ضرب صاروخ إحدى مناطق إسرائيل شمالي المنطقة التي يقترب فيها غاز "ليفياثان" من الشاطئ. باختصار، قد يكون الاحتفال بتدفقات الغاز الجديدة قصير الأمد.
سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.