القيادات الدينية الإسلامية واليهودية تنبذ العنف، وتدعم السلام في اجتماع إسرائيلي - فلسطيني غير مسبق
في أول حدث من نوعه، اجتمع كبار الزعماء الدينيين من اليهود الإسرائيليين والمسلمين الفلسطينيين - من بينهم كبير مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للشؤون الدينية، والحاخام الأكبر لليهود السفارديم (الشرقيين) في إسرائيل وزعماء معهد ديني يهودي بارز في الضفة الغربية - مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من أجل تعزيز السلام والتأكيد على معارضتهم لجميع أشكال العنف القائم على أساس ديني.
وجاء في بيان صادر عن الاجتماع نيابة عن المشاركين في هذه بالمبادرة:
"خلق الله الحياة وتحكَّم في الحياة. لذلك، نحن نشجب قتل الأبرياء أو أي نوع من الاعتداء على الآخر . نعتقد أن القتل المتعمد للأبرياء أو محاولة قتلهم يُشكل/تُشكل إرهاباً [ضد المجتمع]، سواء ارتُكب/ارتُكبت من قبل المسلمين أو اليهود أو غيرهم. ومن هذا المنطلق، نشجع جميع أبناء شعبينا على العمل من أجل قيام سلام عادل واحترام متبادل لحياة الإنسان والحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة والقضاء على الكراهية الدينية".
وشملت الشخصيات الرئيسية في هذا الاجتماع الذي لم يسبق له نظير، الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل اسحق يوسيف وكذلك مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية وقاضي قضاة المحكمة الشرعية الشيخ محمود الهباش.
وقال الرئيس الإسرائيلي ريفلين، "الاجتماع اليوم بالغ الأهمية وعظيم الشأن - ربما الاجتماع الأكثر أهمية الذي يمكن أن يعقد خلال هذه الأيام". وأضاف، "نحن نعلم جميعاً أن التوترات شديدة بين اليهود والمسلمين، وتحديداً لهذا السبب، نصر على عقد الاجتماع معاً هنا اليوم. يجب ألا نسمح لهذه الأرض أن تشهد مرة أخرى إراقة الدماء عبثاً".
وجاء اجتماع القمة في أعقاب مبادرة قام بها "معهد واشنطن" استمرت عاماً كاملاً وقادها اثنان من باحثيه هما - زميل "زيغلر" المميز ديفيد ماكوفسكي وزميل "كوفمان" ديفيد بولوك - اللذان كرسا عشرات الساعات أجريا خلالها محادثات خاصة من أجل جمع هذا الفريق سويّة.
وقال ماكوفسكي وبولوك، "إن إنضمام زعماء يهود ومسلمين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية معاً في مقر رئيس إسرائيل يبعث رسالة سلام قوية في لحظة حرجة وحساسة"، وأضافا، "لقد شهدنا على مدى العام الماضي ارتفاعاً في حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين أدى إلى عواقب وخيمة. وبما أن الكثير من أعمال العنف التي وقعت في العام الماضي كانت بدوافع دينية، آمنا أنه من الحيوي أن يتحدث القادة الدينيين علناً". ينبغي أن لا يفترض المرء أن اجتماعاً بمفرده يمكنه أن يكون نقطة التغيير، ولكن بإمكانه أن يوفر أساساً هاماً للبناء عليه."
وبمساعدة "مركز تنمية الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا"، جمع "معهد واشنطن" سوية في مطلع عام 2016 الشيخ الهباش، وزير الشؤون الدينية السابق في السلطة الفلسطينية، والحاخام موشيه ليختنشتاين، رئيس "المعهد الديني اليهودي هار عتصيون" في مدينة "غوش عتصيون" في الضفة الغربية، لمناقشة دور القادة الدينيين في التخفيف من حدة الصراعات. وفي الجولات اللاحقة من المحادثات، جلب كل جانب ثلاثة زعماء دينيين إضافيين. وقد بدأ المشاركون يفهمون وجهة نظر الطرف الآخر حول الصراع، وكيف ينظر كل جانب إلى السرد الديني الخاص به، وأهمية قيام رجال الدين بالتحدث علناً ضد العنف المستلهم من الدين، وتعزيز التسامح والسلام.
ويعتزم "معهد واشنطن" مواصلة هذا الحوار الرفيع المستوى لإيجاد خطوات عملية إضافية لتخفيف حدة التوتر الديني.
وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف "نأمل أن تخلق هذه المبادرة آلية مستمرة للقيادتين الدينيتين الإسرائيلية والفلسطينية للتواصل مع بعضهما البعض والعمل بصورة متضافرة للحد من التوترات". وأضاف، " تؤكد هذه المبادرة، بطريقة صغيرة، على الفكرة العظيمة بأن الدين يمكن أن يكون أساساً للتعايش، وليس مجرد ذريعة للصراع."
ومن بين المشاركين:
• الحاخام شلومو برين، رئيس المعهد الديني لطلاب السنة الأولى في "هار عتصيون"
• الشيخ محمود الهباش، قاضي قضاة المحكمة الشرعية ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية
• الحاخام موشيه ليختنشتاين، رئيس "المعهد الديني اليهودي هار عتصيون" في "غوش عتصيون"
• الحاخام دانيال تروبر، المؤسس والرئيس الفخري لمنظمة "غيشير"
• الحاخام اسحق يوسيف، الحاخام الأكبر للسفارديم في إسرائيل