- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
العيش طويلاً بما يكفي لترى نفسك تصبح الرجل الشرير: قضية أبو محمد المقدسي
أصبح من الشائع في حقل الدراسات الجهادية وصف أبو محمد المقدسي (اسمه الحقيقي عصام بن محمد بن طاهر البرقاوي) بأنه أهم منظّر جهادي لا يزال على قيد الحياة. ويعزى ذلك جزئياً إلى دراسة كتبها ويل ماكانتس في عام 2006 أشار فيها إلى أن المقدسي هو أكثر المنظّرين الجهاديين الأحياء الذي يتم ذكره في المؤلفات الجهادية الرئيسية. وفي ذلك الوقت، ومن نواح كثيرة، كان تنظيم «القاعدة» أيضاً الرائد الأحادي القطب للعالم الجهادي. ومنذ ذلك الحين، أدّت التصدعات في أساس الدور الريادي لهذا التنظيم إلى خلق رؤى بديلة لمستقبل الحركة الجهادية. وكان أبرزها مثال تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولكن مثالاً آخر هو «هيئة تحرير الشام» («الهيئة»). وفي محاولتها لتعزيز شرعيتها، ابتعدت هذه التيارات المختلفة عن المقدسي، وحتى أنها سخرت منه. وتُعتبر قصة مشاكل المقدسي مع زعيم سلف تنظيم «الدولة الإسلامية»، أبو مصعب الزرقاوي، وقصة تلاعب «داعش» معه خلال مفاوضات مزيفة حول الطيار الأردني معاذ الكساسبة، منحى شائع في هذه المرحلة. ولكن الاتهامات المتبادلة مؤخراً بين المقدسي و«هيئة تحرير الشام» تستحق أيضاً النظر فيها، لأنها تشير إلى تغيير في اللهجة. وعلى الرغم من حصول جدالات محتدمة بين المقدسي و«هيئة تحرير الشام» حول قرارات الابتعاد عن تنظيم «القاعدة» ومزاعم «هيئة تحرير الشام» بـ"تشويه" أيديولوجيتها، تشير هذه الجولة الأخيرة من الجدل إلى حلقة محطمة أخرى داخل الحركة الجهادية وترسّخ بشكل أكبر عدم صحة الإدعاء بأن «هيئة تحرير الشام» هي نوع من الواجهة لتنظيم «القاعدة» تماماً كالقول بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» كان لا يزال فرعاً من تنظيم «القاعدة» في عام 2013.
الخلفية: «هيئة تحرير الشام» تفكك تنظيم «حراس الدين» وغرفة عمليات "فاثبتوا"
تأسس تنظيم «حراس الدين» في شباط/فبراير 2018 كفرع رسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، بعد أن نأت «هيئة تحرير الشام» نفسها علناً عن المنظمة الأم. وفي وقت لاحق، في تشرين الأول/أكتوبر 2018، أسس «حراس الدين» غرفة عمليات "وحرّض المؤمنين" بالاشتراك مع جماعتين أصغر حجماً متحالفتين مع «القاعدة»، هما «جبهة أنصار الدين» و«جماعة أنصار الإسلام». وتم السماح لـ «حراس الدين» وغرفة العمليات بالعمل تلبية لأمر «هيئة تحرير الشام» وتلقي الطعام والذخيرة من «الهيئة». لذلك، كما أشرتُ في أيلول/سبتمبر 2019، "إذا أراد [«حراس الدين»] زيادة قوته، فقد تحاول «هيئة تحرير الشام» قمعه واعتقال قادته من أجل الحفاظ على قاعدة القوة الخاصة بها. وبهذا المعنى، فإن إمكانات النمو المحلي لتنظيم «حراس الدين» محدودة إلى حد ما".
ومن نواحٍ عديدة، هذا ما حصل فعلاً. ففي 12 حزيران/يونيو 2020، أسس «حراس الدين» إلى جانب شريكيه في غرفة العمليات، غرفة عمليات جديدة حملت اسم "فاثبتوا" التي شملت أيضاً جماعتي "تنسيقية الجهاد" و"لواء المقاتلين الأنصار". وكان زعيما هاتين الجماعتين الأخيرتين، أبو العبد أشداء وأبو مالك التلي، على التوالي، قد اختلفا مع «هيئة تحرير الشام» حول مسار الجهاد والعلاقات مع تركيا وقضايا الفساد. وعلى نحو مماثل، وقبل صدور هذا الإعلان، حوّل زعيم «كتيبة التوحيد والجهاد» أبو صلاح الأوزبكي ولاءه من «هيئة تحرير الشام» إلى «جبهة أنصار الدين»، مما أضاف قوة أخرى إلى هذا التكتل الجهادي البديل.
ونتيجة لهذه التحالفات المتغيّرة ودعم الجهاد البديل بقيادة «حراس الدين»، اعتقلت «هيئة تحرير الشام» الأوزبكي في 17 حزيران/يونيو والتلي في 22 حزيران/يونيو. وقد أدى ذلك إلى قيام غرفة عمليات "فاثبتوا" الجديدة بـ تحذير «هيئة تحرير الشام» بأنها قد "تتحمل العواقب" إذا لم تطلق سراح قادتيها أو ستخضع نفسها لمحكمة دينية. من جهتها، زعمت «الهيئة» بأثر رجعي في منشور صادر عن "لجنة المتابعة والإشراف العليا" التابعة لها، أنه يتعيّن على العناصر الحصول على موافقتها إما لترك الجماعة أو الانضمام إلى جماعات أخرى. وتوقعاً لسياسة كان سيتمّ الإعلان عنها في بيان بعد أيام من ذلك التاريخ، أرادت «هيئة تحرير الشام» أن تظهر أنها لن تسمح للآخرين باحتكار العنف في الأراضي التي تسيطر عليها. وقد أدت الاعتقالات وانعدام الشفافية في هذا الخصوص إلى وقوع اقتتال داخلي بين الفصيلين في قرى عرب سعيد والحمامة واليعقوبية والجديدة وأرمناز وكوكو والشيخ بحر خلال الأيام القليلة التالية، إلى حين التوسط للاتفاق على هدنة بسبب تفوق «هيئة تحرير الشام» على «حراس الدين» وحلفائه.
وقد دفع ذلك بـ «هيئة تحرير الشام» إلى الإعلان في 26 حزيران/يونيو بأن الجهود العسكرية الوحيدة التي يمكن بذلها ستكون عن طريقها أو من خلال غرفة عملياتها العسكرية "الفتح المبين"، وبالتالي حظرت أي جهود أخرى خارج هذه البنية الأساسية على غرار «حراس الدين» وغرفة عملياته. ونتيجةً لذلك، أغلقت «هيئة تحرير الشام» القواعد العسكرية التابعة لتنظيم «حراس الدين». ومنذ ذلك الحين، لم يعمل التنظيم أو غرفة عملياته "فاثبتوا" بشكل علني، مما أحبط قدرة تنظيم «القاعدة» على العودة إلى طليعة التمرد في سوريا (على الأقل في الوقت الحالي).
ردود أبو محمد المقدسي
بعد يومين، رد المقدسي على هذه الأحداث. وفي مقال على الإنترنت وصف فئتين من الجماعات التي يعتبر أنها تعمل ضد مصالح الجهاديين الحقيقيين في شمال غرب سوريا: جماعات عميلة علنية وسرية. فالجماعة الأولى هي التي تحظى بدعم تركي مباشر على غرار «الجيش الوطني السوري»/«الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا والتي انتُزعت من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الأكراد في أجزاء من شمال غرب وشمال شرق سوريا. أما الجماعات الثانية فهي نقطة مرجعية ضمنية لـ «هيئة تحرير الشام» التي يعتبرها المقدسي أكثر خطورة لأنها تدّعي أنها جماعة جهادية، ولكنها في الحقيقة تساعد تركيا على تحقيق أهدافها في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، يسلّط المقدسي الضوء على كيفية توفير «هيئة تحرير الشام» الحماية للدوريات التركية ومنع الجهاديين الحقيقيين من استهداف الروس عندما تقوم روسيا بتسيير دوريات مشتركة مع تركيا. علاوةً على ذلك، يلمّح المقدسي إلى الاقتتال الداخلي وتَفكُك «هيئة تحرير الشام» وغرفة عمليات "فاثبتوا" المذكورين أعلاه من خلال الإشارة إلى أن هذه "الفصائل التي يتمّ التلاعب بها قتلت جهاد الشام، وفككته، وأخضعته للأتراك العلمانيين".
ورداً على ذلك، يقترح المقدسي طريقتين محتملتين لتخطي هذه الاعتداءات على الجهاديين الشرعيين. تنطوي الأولى على اجتثاث جماعات العملاء العلنية وإصلاح جماعات العملاء السرية من خلال جعل الأفراد الأكثر ولاء فيها ينشقون عنها، ومن ثم استبدال قادتها وتجاوزهم ببطء. وبطبيعة الحال، إن القول أسهل من الفعل في هذه الحالة. وبالتالي، ينصح المقدسي الجهاديين الحقيقيين باتباع مسار العمل الثاني المحتمل، المتمثل بالانشقاق وانتظار الفرصة المناسبة للعودة. ومن المنطقي اعتبار التشكيلات الجديدة والأكثر سرية مثل "كتائب خطّاب الشيشاني" (التي أعلنت عن نفسها في منتصف تموز/يوليو) وسرية "أنصار أبو بكر الصديق" (التي أعلنت عن نفسها في أواخر آب/أغسطس) أمثلة واضحة على ذلك.
«هيئة تحرير الشام» تتنكر للمقدسي
بعد شهرين، في 21 آب/أغسطس، تجدد العداء بين المقدسي و «هيئة تحرير الشام» عندما نشر المقدسي منشوراً على "قناة تلغرام" الخاصة به كتبه أحد أنصار تنظيم «القاعدة» باسم «يا سارية الجبل». وكرر المنشور ادعاءات وتأكيدات حول تعاملات سرية بين «هيئة تحرير الشام» والاستخبارات التركية. وقد دار الجزء الأكثر إثارة للجدل حول كيفية تسبب هذه الإجراءات المزعومة بابتعاد «الهيئة» فعلياً عن الإيمان: "كل من يعلم بشأن نواقض الإسلام وعلى دراية بهذه التفاصيل [المتعلقة بالإجراءات التي يزعم أن «هيئة تحرير الشام» اتخذتها بالتعاون مع تركيا]، سيلاحظ بعد التدقيق فيها أن قيادة [«هيئة تحرير الشام»] تقترب يوماً بعد يوم من الكفر وتبتعد أكثر فأكثر عن الإيمان". وهكذا فسّر أعضاء ومناصرو «هيئة تحرير الشام» مشاركة المقدسي لهذا المنشور بأنها بمثابة تكفير «الهيئة».
وردّ كبار منظري «هيئة تحرير الشام» الدكتور مظهر الويس في ذلك اليوم على هذا المنشور عبر موقع "تويتر"، وأعادت نشره الوسيلة الإعلامية غير الرسمية الداعمة لـ «هيئة تحرير الشام»، "البيّنة"، تحت عنوان "بعد اتهامه بإضعاف الجهاد والانحراف عنه وتسفيهه [في سوريا]، يكفر المقدسي الآن بـ «هيئة تحرير الشام»". وكتب الويس أن اتهامات المقدسي الكاذبة ضد «الهيئة» لا تختلف اليوم عن تلك التي وجهها تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد الجماعات الجهادية في سوريا قبل بضع سنوات. وبالتالي فهو "شيخ الخوارج". وسيكون تلميح الويس بأن الحساب الذي شاركه المقدسي كان في الواقع حساباً أنشأه بنفسه في محاولة لتعظيم الرسالة مع الظهور بأنه ليس هو من قالها، أسوأ وأكثر إحراجاً ربما بحق المقدسي إذا كان ذلك صحيحاً. فالتهمة ليست غير محتملة لأن المقدسي كان معروفاً من قبل بكتابة محتوى بأسماء مستعارة.
وفي اليوم التالي، نشرت "البيّنة" مقالة كانت بمثابة حملة مباغتة كاملة على المقدسي ازدرى فيها الويس به وكانت بعنوان "توحيد البرقاوية"، في إشارة إلى الإسم الحقيقي للمقدسي وكوسيلة لتجريده من شرعيته الفخرية. وفي هذه المقالة، وجه الويس انتقادات للمقدسي بسبب نسخته الخاصة من التوحيد التي يستخدمها لمهاجمة معارضيه وتشويه سمعتهم. ويذكر الويس أيضاً أن المقدسي ليس فقط غير ملم بأمور الشريعة وحدود تعاليمها المتعلقة بالتكفير، بل يجهل أيضاً ما يجري على أرض الواقع في شمال غرب سوريا بما أنه يبني آراءه بالأحداث على التقارير التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن المثير للاهتمام، أن الويس يدّعي أن المقدسي يمارس التقية باستخدامه عبارات ملطفة على غرار اتهام «هيئة تحرير الشام» بـ"تشويه" الإيديولوجية بدلاً من تكفيرها صراحةً.
كما شاركت "البيّنة" عدداً من الإصدارات الأخرى المعادية للمقدسي خلال الأسبوع التالي عبر "قناة تلغرام" الخاصة بها، نذكر منها الادعاء بأن المقدسي هو في الواقع أحد أفراد الاستخبارات الأردنية وأن هجماته على جهاديين آخرين تهدف إلحاق الضرر بالحركة وتفكيكها. وتسلط "البيّنة" الضوء على أمثلة عن أوقات مشبوهة في الماضي عندما تم إطلاق سراح المقدسي من السجن وواقع أنه شرع في تعاملاته مع الحكومة الأردنية بشأن المفاوضات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» بخصوص الطيار الأردني الأسير في عام 2015.
ومن أجل تشويه سمعة المقدسي بشكل أكبر، أسست "البيّنة" للإعلام موقعًا إلكترونيًا ساخراً يبدو وكأنه مكتبة "منبر التوحيد والجهاد" القديمة الخاصة بالمقدسي التي تضم مصادر رئيسية للجهاد. لكن بخلاف الموقع الأصلي، فإن هذا الموقع هو بمثابة خدعة تسعى إلى نزع الشرعية عن المقدسي من خلال تسليط الضوء على مقالات تعرض تطرفه ووجهات نظره الخاطئة. وفي القسم العلوي من الموقع، يشير مبتكروه إلى أن المقدسي كان قد صمم موقع "منبر التوحيد والجهاد" ليكون "منصة إعلامية كرتونية له" وشرحوا بتهكم أن "التوحيد هو علامة مسجلة باسم المقدسي" الذي سُمح له بمحض إرادته لتحديد من هو شرعي. ومن الواضح أن الموقع مُعد لفضح وجهات نظر المقدسي المثيرة للجدل على مر السنين. ومن المثير للاهتمام أن الموقع ينشر أيضاً اقتباسات من مؤسس تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو مصعب الزرقاوي وأحد أبرز منظّري «القاعدة» تاريخياً، عطية الله عبد الرحمن الليبي، والتي تصف المقدسي بأنه مهم وساهم في الحركة الجهادية لكنها ترفض فكرة كونه معصوماً عن الخطأ وأن كل ما يقوله حقيقياً.
وبناءً على كل ذلك، اتهم جلاد المرجئة، أحد أبرز مناصري تنظيم «القاعدة» على موقع "تلغرام"، «هيئة تحرير الشام» بأنها تشن حملات تضليل وأن «الهيئة» هي أشبه "بسحرة فرعون عندما كانوا يسحرون أعين الناس، ويضللونهم، ويجعلون من الحق باطلاً، ومن الصح خطأ".
ساحة جهاد منشقة
بناءً على كل ما تقدّم، وبخلاف الفترات السابقة حين كانت «هيئة تحرير الشام» مستعدة لتحمل اتهامات المقدسي وحتى الرد عليها بتهذيب، فمن الواضح أنه تجاوز الخط الأحمر. فمع الاتهامات المتزايدة بالارتداد والتطرف التي تزداد وتيرتها حيناً وتنحسر أحياناً أخرى، يبدو احتمال التوصل إلى أي شكل من أشكال المصالحة أمراً مستبعداً. وبالعودة إلى عامي 2013 و2014، شهدنا ديناميكيات مماثلة بين الجماعات الجهادية ومنظّري الحركة الجهادية، مما أدى إلى حدوث شرخ قطعي وانقسام الجهاد إلى عالم ثنائي القطب، يتجاذبه تنظيما «القاعدة» و«الدولة الإسلامية». ويبدو من نواحٍ عديدة أننا ندخل حالياً في حقبة جهاد ثلاثي الأقطاب.
على الرغم من اعتبار البعض بأن قطع العلاقات المبدئي بين «هيئة تحرير الشام» وتنظيم «القاعدة» هو مجرد غطاء لإخفاء علاقة قوية وثابتة، إلا أن هناك أدلة من السنوات القليلة الماضية في شمال غرب سوريا - عن حصول اعتقالات ووقوع اقتتال داخلي وجدالات إيديولوجية، والآن هذه الديناميكيات الأخيرة بين «هيئة تحرير الشام» وفصائل «القاعدة» منذ حزيران/يونيو - تتعارض مع هذا الرأي. فالديناميكية بين «هيئة تحرير الشام» وتنظيم «القاعدة» لا تشبه تلك القائمة بين حركة "طالبان" و «القاعدة» اللذين جمعتهما علاقة وطيدة لم تتزعزع قط. فقد خلقت «هيئة تحرير الشام» فعلياً قطبها الجهادي الخاص بها خارج إطار عمل الشبكة التاريخية لتنظيم «القاعدة» أو شبكة تنظيم «الدولة الإسلامية» الأكثر حداثةً. ومن الصعب تحديد ما يعنيه هذا بالنسبة لمستقبل الحركة الأوسع لأنه لا يبدو (حتى الآن) أن لـ «هيئة تحرير الشام» طموحات تتخطى سوريا مقارنةً بالشبكات العالمية لتنظيمي «القاعدة» و «الدولة الإسلامية». غير أن التداعيات بالنسبة للمقدسي أكثر وضوحاً. فبالنظر إلى الكراهية التي يكنّها له تنظيم «الدولة الإسلامية» والآن «هيئة تحرير الشام»، يواصل نفوذ المقدسي في التقلص بسبب انكفاء الإجماع في أوساط الحركة الجهادية الأوسع على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. ورغم أن أحداً لم يطغَ على نفوذ المقدسي على الأرجح، إلا أنه لم يعد من المنطقي بعد الآن القول إن المقدسي هو أهم منظّر جهادي في العالم اليوم حين يعارضه اثنان من ثلاثة أقطاب جهادية.
هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن. تم نشر هذا المقال في الأصل على موقع "جهادك" الإلكتروني.
"جهادِكَ"