- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
كأمريكي، أشعر بالعار
Also published in "تايمز أوف إسرائيل"
يستنكر المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الطريقة التي يتم بها استخدام الأمريكيين والرهائن الآخرين المحتجزين في غزة كأوراق مساومة مجهولة المصدر.
«تم إلقاء الملاحظات التالية في مسيرة للرهائن في غزة بعنوان "أحضرهم إلى الوطن الآن!". وتقام هذه المسيرات أسبوعياً أمام المقر الوطني "للصليب الأحمر الأمريكي" في واشنطن».
نجتمع اليوم وسط احتفالية عيد الفصح لنردد كلمات قالها موسى منذ ثلاثة آلاف سنة. هذه الكلمات هي المطلب الأساسي للإنسانية، وهي كلمات عالمية تُترجم إلى كافة اللغات وتتجاوز جميع المعتقدات. إنها كلمات بسيطة لا تتطلب مفاوضات أو وساطة أو مساومة على المعنى أو الثمن أو السياق. وتقول هذه الكلمات باللغة العربية: "أطلِق شعبي!"
قبل شهرين، كنت أمر في طرقات كيبوتس "كفار عزة" برفقة أب شاب، كانت أخته من بين الرهائن، وكان هو نفسه قد اختبأ في غرفة آمنة مع زوجته وطفليه الصغيرين لمدة 21 ساعة، بينما كان الإرهابيون ينتقلون من منزل إلى آخر ويقتلون ويشوّهون ويخطفون الناس بشكل منهجي. طغت الوحشية والرعب في كل مكان. ففي منزل مكوّن من غرفتين، غطّت آثار مئتَي رصاصة جدران غرفة نوم صغيرة، لم يتبقَ فيها سوى سرير محطم ملطخ بالدماء، حيث قُتل زوجان شابان - 200 رصاصة عندما تكفي رصاصتين. وكانت هناك أيضاً الثلاجة التي تَرك فيها الإرهابيون قنابل يدوية في أكياس بلاستيكية لتنفجر بالمستجيبين الأوائل بعد وقت طويل من قتل الإرهابيين لضحاياهم. وكان هناك المنزل الذي اختبأ تحته لأيام إرهابيٌ تم تدريبه وإعداده جيداً، ليعاود الظهور بعد فترة طويلة من (هجوم) 7 تشرين الأول/أكتوبر محاولاً قتل كل من يقع عليه نظره. لا يمكن لأحد الخروج من هذا المكان كما دخله.
أيها الأصدقاء، أشعر بالعار لأننا سمحنا بضياع قصة الرهائن وسط ضجيج الحرب التي أعقبت أَسْرِهم. أشعر بالعار لأننا سمحنا باستخدام إطلاق سراحهم كورقة مساومة في مفاوضات سياسية أكبر. أشعر بالعار لأننا لم نمنحهم الاحترام والكرامة ولأننا لم نتمسك بمطلبنا الصادق بالسماح بوصول "الصليب الأحمر" إليهم وتقديم الرعاية والأدوية لهم. فهذا هو مطلبنا الطبيعي المعتاد للرهائن.
أقف هنا لأكرر المطالبة بالإفراج غير المشروط عن كل رهينة - كل إمرأة ورجل، صغاراً وكباراً، من كل جنسية. وأشعر بالعار بشكل خاص من اللامبالاة التي أظهرناها، نحن "الأمريكيون" بشكل جماعي، تجاه الرهائن الأمريكيين، الذين يُعتقد أن خمسة منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة. فقد قُتل عشرات الأمريكيين في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأصيب العشرات، وأُخذ تسعة كرهائن، وأُطلق سراح بعضهم. ويُعتقد أن خمسة على الأقل ما زالوا على قيد الحياة.
دعونا نتذكر: هؤلاء الأمريكيون ليسوا ببساطة "محتجزين ظلماً". فهؤلاء الأمريكيون كانوا في أَسِرّتهم، أو في حفل موسيقي في بلد صديق. لقد تعرّضوا للهجوم، والاختطاف. لقد تم جرّهم عبر الحدود الدولية، من إسرائيل إلى غزة، وهم حالياً محتجزون منذ أكثر من 200 يوم في ظروف بعيدة كل البعد عن الظروف الإنسانية - دون عمليات تفتيش دولية، دون أدوية، ومن غير المؤكد أنه يتم توفير الطعام لهم.
لو اختُطفوا على يد "بوكو حرام"، لعلم الجميع بأسمائهم. ولو اختُطفوا على يد "طالبان"، لربط الجميع شريطاً أصفر حول شجرة تعاطفاً معهم. ولو اختُطفوا على يد "داعش"، لدرس عنهم الأطفال في المدارس. ولكن بما أنهم جزء من أحجية أكبر في غزة - عالقون في حرب، في أزمة إنسانية، وفي انتخابات للرئاسة الأمريكية - فغالباً ما يتم نسيانهم، أو إذا حصل وتم ذكرهم، يوضع رمز نجمة إلى جانب أسمائهم لأن معظمهم أمريكيون يحملون جنسيتين، كما لو كانوا أقل استحقاقاً للتعاطف من قلوبنا وأرواحنا من التعاطف مع مواطنين آخرين.
وهذا خطأ. برأيي، إن حماية هؤلاء الأمريكيين - إنقاذهم، تحريرهم - يجب أن تتصدر سلم أولويات الرئيس الأمريكي، وأن تفوق بأهميتها أي بند سياسي أو استراتيجي أو إنساني آخر على جدول أعماله في هذا النزاع. فهؤلاء أمريكيون في نهاية المطاف، وحمايتهم هي مهمة الرئيس. من هم؟ إنهم:
• عومير نيوترا
• عيدان ألكسندر
• ساغي ديكيل خين
• هيرش غولدبرغ بولين
• كيث سيغال
من المثير للاشمئزاز اعتبار حريتهم مجرد بند واحد على طاولة المفاوضات مع "حماس"، كما لو كانوا سلعاً. هؤلاء أمريكيون، وهم يستحقون الدعم بالإيمان الكامل والثقة من الولايات المتحدة.
وبالطبع، نحن نقف هنا اليوم للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، من جميع الجنسيات، ومن جميع الأديان ومَنْ لا دين لهم. فهم ليسوا "ضحايا حرب سيئي الحظ"، وليسوا "أضراراً جانبية". فقد أُسروا عمداً كأداة حرب. والانتصار على البربرية يبدأ بتحريرهم. لذلك، دعونا نردد معاً ما طلبه موسى من فرعون منذ ثلاثة آلاف سنة، قائلاً: "أطلِق شعبي!"
روبرت ساتلوف هو "المدير التنفيذي - زمالة سيغال" و "رئيس كرسي «هوارد بي بيركوفيتش» لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط" في معهد واشنطن. وتم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع "تايمز أوف إسرائيل".