«كتائب حزب الله» تقود علناً الدعوات إلى التصعيد ضد الوجود الأمريكي
في أعقاب الضربة التي شنتها القوات الأمريكية على موقع أمامي لـ «كتائب حزب الله» على الحدود العراقية-السورية في 26 شباط/فبراير، أصدر الموقع الإلكتروني لـ «الكتائب» بياناً سلّط الضوء على حق التنظيم بالرد على الهجوم. ولم تنتظر «الكتائب» الحصول على إذن "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" للإعلان جماعياً عن الوعد بالانتقام.
أدت الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت موقع أمامياً لـ «كتائب حزب الله» على الحدود العراقية-السورية في 26 شباط/فبراير 2021 (والتي أسفرت عن مقتل شخص واحد من «كتائب حزب الله») إلى قيام وسائل الإعلام التابعة لـ «الكتائب» بالتحدث بطريقة غير مسبوقة بالنيابة عن ("الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" ("التنسيقية").
وبعد الهجوم مباشرة، أصدر الموقع الإلكتروني لـ «كتائب حزب الله» (انظر أدناه) بياناً سلّط الضوء على الحق بالرد على الهجوم والانتقام لمقتل عنصر «الكتائب». وتجدر الإشارة إلى أن «كتائب حزب الله» لم تنتظر للحصول على إذن "التنسيقية" للإعلان جماعياً عن الوعد بالانتقام.
وفي 27 شباط/فبراير، أي بعد يوم من الغارة الجوية، أصدرت "التنسيقية" بياناً مفاده أن الهجوم الأمريكي "سيكون الأكثر تكلفة، وسيطيح بكل التفاهمات التي تم القبول بها مع بعض الأطراف السياسية، ويشطب بنحو نهائي وقاطع على كل قواعد الاشتباك التي فرضتها التفاهمات السياسية بعد أن أثبتت عقمها وعدم جدواها". ويبدو أن البيان يشير إلى انتهاء الهدنة التي تم الإعلان عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2020 في أول إعلان لـ "التنسيقية".
ويبدو أن الضربة الأمريكية التي استهدفت «كتائب حزب الله» أخرجت الحركة من تحت غطاء "التنسيقية". فالبيان الصادر في 27 شباط/فبراير يمثّل المرة الأولى التي تنشر فيها "الوحدة 10000" بياناً لـ "التنسيقية"، ناهيك عن نشرها له بصفة حصرية (انظر الصورة أدناه). كما نشرت "كاف"، المنصة الإعلامية الرسمية لـ «كتائب حزب الله»، بيان "التنسيقية" - في حدث هو الأول من نوعه. وإلى حين توجيه الضربة الأمريكية، كانت «كتائب حزب الله» قد دعمت علناً الهدنة المتعلقة بالضربات الصاروخية وكانت قد أشادت فقط بهجمات القنابل المزروعة على جانب الطرق والتي تستهدف قوافل الإمدادات التابعة للتحالف.
وقد واصلت «كتائب حزب الله» تأكيد ضلوعها علناً في أعقاب الهجوم الصاروخي على "قاعدة الأسد الجوية" في الثالث من آذار/مارس 2021، والذي أودى بحياة مقاول مدني أمريكي. وفي أعقاب الهجوم مباشرة، نشرت "الوحدة 10000" ما يلي: "المعادلة قد تغيرت. الوساطة السياسية لن تنجح... إنه تحوّل جديد في مواجهة [العدو]". وعندما ردّت "التنسيقية" بنفسها على الهجوم الذي استهدف "قاعدة الأسد"، وردت الرسالة عبر قناة "كاف" التابعة لـ «كتائب حزب الله» في 4 آذار/مارس 2021، وهي إحدى المرتين فقط اللتين نشرت فيهما "كاف" بيانات "التنسيقية". وجاء في البيان: "إنها صفحة جديدة من صفحات المقاومة، سيطال فيها سلاحها كل قوات الاحتلال وقواعده في أيّ بقعة من أرض الوطن".
ويبدو أن الضربة الأمريكية في 26 شباط/فبراير ضد «كتائب حزب الله» قد زعزعت الحركة بشدة، مما جعلها تتخلى عن جميع ادعاءات العمل ضمن إطار تنسيقي، ودفعت القنوات الإعلامية التابعة لـ «كتائب حزب الله» مثل الموقع الإلكتروني الخاص بها و"الوحدة 10000" على استباق بيانات "التنسيقية". وعندما تحدثت "التنسيقية"، قامت بذلك - للمرة الأولى - عبر "كاف"، وهي قناة أخرى تابعة لـ «كتائب حزب الله».
ويسلّط هذا الفصل الضوء على أن الهجمات الخارجية ضد الفصائل يمكن أن تعزز تماسكها على الفور، على الأقل مؤقتاً. ويبدو أن جميع الفصائل الأخرى تحذو حذو «كتائب حزب الله» وتبقى في الوقت نفسه بعيدة عن طريقها. وتتمتع «كتائب حزب الله» بصلاحية تخطي "التنسيقية". وفي مسائل مستقبلية، سيكون من المثير للاهتمام الانتباه إلى ما إذا كانت جماعات أخرى - وتحديداً "عصائب أهل الحق" - تحظى بالاعتبار نفسه من فصائل أخرى عندما تكون تحت الضغط.