لمحة عامة: "كتائب الامام علي"
Part of a series: Militia Spotlight: Profiles
or see Part 1: How to Use Militia Spotlight: Profiles
ميليشيا فريدة من نوعها أقرب إلى "حزب الله" اللبناني من الجماعات العراقية الأخرى المدعومة من إيران، ومع ذلك يتم الاستياء منها على نطاق واسع لأنها تعطي الأولوية للنجاح التجاري على العمليات الحركية.
الاسم: "كتائب الامام علي".
نوع الحركة: جماعة مسلحة (فصيل) وتنظيم سياسي/اجتماعي، تركز بشكل رئيسي على العمليات الاجتماعية والاقتصادية ولكنها سهلت العمليات العسكرية الحركية ضد القوات الأمريكية في العراق أيضاً. كما قامت أيضاً بعمليات معتدلة مضادة في المجالين السياسي والاجتماعي على الصعيد المحلي وهددت بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في الخارج. وقد استهدفت حقوق الإنسان وحرية التعبير في صفوف العراقيين.
التاريخ والأهداف:
• تأسست "كتائب الإمام علي" في حزيران/يونيو 2014 باعتبارها الجناح العسكري لحزب "حركة العراق الإسلامية". وتم حشد الجماعة للمرة الأولى عندما أصدر آية الله العظمى علي السيستاني فتوى تدعو المتطوعين للانضمام إلى الأجهزة الأمنية، ولكن بدلاً من ذلك أرسلت الجماعة متطوعين إلى "الحشد الشعبي"، بتشكيلها "اللواء 40".
• في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش")، نشرت "كتائب الإمام علي" قواتها في العراق (بدءاً من عام 2014) وسوريا (2015)؛ وشكّلت هذه الخطوة الأخيرة إجراءً دفاعياً لحماية مقام "السيدة زينب"، الذي هو أهم المقامات الشيعية في سوريا. وشاركت "كتائب الإمام علي" في معارك في تكريت، غرب الموصل، وفي القائم. وفي معرض ذلك، سطع من بين عناصرها "نجم" في "الحشد الشعبي" يُدعى أيوب فالح حسن الربيعي (الملقب أيضاً بأبو عزرائيل)، والذي اكتسب شهرة واسعة جداً على وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية سلوكه الغريب في ساحة المعركة.
• حافظت "كتائب الإمام علي" على وجود قوي بعد عام 2015 في "معسكر سبايكر"، وهو قاعدة عسكرية كبيرة غير مستخدمة غرب تكريت قُتل فيها 1700 طالب عسكري شيعي على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" في حزيران/يونيو 2014. كما استولت الجماعة أيضاً على موقع عسكري كبير في الصويرة بواسط، حيث بنى زعيمها شبل الزيدي قاعدة سياسية قوية. وعلى الورق، تحتفظ بقوة قوامها نحو 8000 مقاتل، ينتشرون بشكل رئيسي في العراق، بينما لا يزال حوالي 1000 عنصر نشطاً في سوريا. ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي لمقاتليها على الأرض أقل من ذلك، حتى لو كانت لا تزال تسيطر على هذا القدر الكبير من مخصصات الرواتب.
• في حملة القمع الفتاكة التي شنها "الحشد الشعبي" في تشرين الأول/أكتوبر 2019 على المتظاهرين، اعتقلت "كتائب الإمام علي" المدنيين ووضعتهم في سجون خاصة تديرها الميليشيا. وأصيب أبو عزرائيل بجروح بالغة على يد المتظاهرين في بغداد.
• عشية هجمات كانون الثاني/يناير 2020 على السفارة الأمريكية في بغداد، عقد الزيدي اجتماعاً في مزرعته في الزعفرانية ضم كبار شخصيات الميليشيات مثل هادي العامري، زعيم "منظمة بدر"، وأكرم الكعبي، زعيم "حركة حزب الله النجباء"، وقيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق"، وأبو آلاء الولائي، زعيم "كتائب سيد الشهداء"، وأحمد محسن فرج الحميداوي، الأمين العام لـ"كتائب حزب الله".
• في الفترة 2020-2021، ابتعدت "كتائب الإمام علي" عن الأضواء وركزت على بناء الشبكات التجارية والنشاط السياسي من وراء الكواليس. وعمل شبل كمنسق لجماعات المقاومة المتنافسة وكرسول لـ"حزب الله" اللبناني ومسؤولي الأمن الإيرانيين.
• في كانون الأول/ديسمبر 2023، أعلن أبو عزرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي استقالته من "كتائب الإمام علي" ولواءها في "الحشد الشعبي". وتم حذف الرسالة لاحقاً من حسابه على "إكس/تويتر" ولكنها لا تزال موجودة على حسابه على "تلغرام". أما حسابه على "إكس" فلا يزال يعرّفه على أنه "نائب قائد «اللواء 40» في «الحشد الشعبي»".
• في 5 كانون الثاني/يناير 2024، خلال حفل أقيم في البصرة لإحياء ذكرى مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، اشتبك مقاتلو "كتائب الإمام علي" بقيادة علاء المحمداوي مع "مديرية الأمن المركزي" التابعة لـ"الحشد الشعبي"، و"منظمة بدر"، و"عصائب أهل الحق".
تسلسل القيادة:
- شبل محسن عبيد الزيدي: برز الأمين العام لـ"كتائب الإمام علي" على الساحة أثناء تشكيل "جيش المهدي" في عام 2004. وهو عضو في "الجماعات الخاصة" المدعومة من إيران، وقد اعتقله الجيش الأمريكي في العراق، ثم أطلق سراحه في عام 2010. وهو أحد أبرز قادة الميليشيات و"الحشد الشعبي" من حيث النشاط التجاري والثراء، إذ يدير عمليات واسعة النطاق في تهريب النفط والاتصالات والتجارة والزراعة والعقارات ونظام الدفع الإلكتروني "كي كارد". وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، صنّف "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية الزيدي على لائحة العقوبات على خلفية عمله بالنيابة عن "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني"، مما سلط الضوء على دوره كحلقة وصل مالية تسهل المعاملات وتنسق بين "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" والفصائل المسلحة في العراق. وقد أوضح هذا التصنيف تفاصيل تورطه في عمليات تهريب النفط من إيران إلى سوريا، وتمويل عمليات "حزب الله" اللبناني في سوريا، وحشد المقاتلين العراقيين إلى سوريا بتوجيهات من سليماني.
- الحاج محمد عدنان الباوي: كان الباوي معاون الأمين العام لـ"كتائب الإمام علي" وقاد عملياتها في سوريا. وفي تموز/يوليو 2019، اتهم مقتدى الصدر الباوي باستغلال اسمه في أنشطة فاسدة لتحقيق مكاسب شخصية. وبعد أن اعتقلته "الهيئة العليا لمكافحة الفساد" في أيار/مايو 2021 بتهمة الاحتيال في صفقات عقارية، تم إطلاق سراحه لاحقاً في شباط/فبراير 2023 بكفالة قدرها 100 مليون دينار. وفي تموز/يوليو 2023، حددت "محكمة جنايات الكرخ" موعد محاكمته بتهمة اختطاف مواطن في حي العدل ببغداد. وفي نهاية المطاف، نجح ليث الخزعلي، أحد القادة المهمين في "عصائب أهل الحق"، بالتأثير على القضاء لإسقاط التهم الموجهة ضد الباوي. ثم بدأ بالعمل مع الخزعلي لجمع الأموال لصالح "عصائب أهل الحق" من خلال الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة. وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، تم تصوير الباوي مع الخزعلي، وهما يقدمان باقة من الزهور لتهنئة أبو زينب اللامي، قائد "مديرية الأمن المركزي" في "الحشد الشعبي" (الشكل 3).
-
• "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني": لعب قاسم سليماني دوراً محورياً في تطوير "كتائب الإمام علي"، مما أثر بشكل كبير في هيكليتها التنظيمية وعملياتها. وحافظ على علاقة وثيقة مع الزيدي وساهم في استراتيجية الجماعة ونموها. ويبدو أن "فيلق القدس" قد بذل جهداً خاصاً لتطوير مهارات الزيدي مع ضمان قيام المهندس بتزويد "كتائب الإمام علي" بعدد كبير من الحصص في جدول أجور "الحشد الشعبي"، مما أدى إلى توسيع الوحدة إلى حجم يتساوى مع ذلك الذي تحظى به "كتائب حزب الله" التابعة للمهندس. وقد تم اللجوء إلى الزيدي في عدد من المناسبات (على سبيل المثال، في 2021-2022) لإقناع الفصائل العراقية الأخرى بضرورة احترام الهدنات مع القوات الأمريكية، وأحياناً بناءً على طلب "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني".
• "حزب الله" اللبناني: تجمع علاقة وطيدة بين الزيدي والمواطنَين اللبنانيَين محمد كوثراني وعدنان حسين كوثراني، ممثلَي "حزب الله" الرئيسيَين في العراق. فضلاً عن ذلك، لعب الزيدي دوراً حاسماً في نقل موارد مالية كبيرة إلى لبنان وبالتالي دعم انخراط "حزب الله" في الحرب الأهلية السورية. وقد حافظ على علاقات عملياتية مهمة مع مسؤولي "حزب الله" ومشاريعهم الاقتصادية في العراق.
علاقات التبعية:
تنظر الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في العراق بشكل متزايد إلى شبل الزيدي كخائن نظراً لتحوله نحو الأنشطة الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، هو يتمتع بعلاقات تاريخية قوية مع الفصائل وشارك في الهجمات المتصاعدة ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن.
تشمل علاقات "كتائب الإمام علي" مع المنظمات الأخرى ما يلي:
• "كتائب جند الإمام" ("اللواء السادس" في "الحشد الشعبي"): نظراً للتحالف السياسي الوثيق بين الزيدي وزعيم "كتائب جند الإمام" عدنان الأسدي، فإن تاريخ الوحدتين يحفل بالتعاون.
• منظمة بدر: تجمع بين "منظمة بدر" و"كتائب الإمام علي" علاقة وثيقة وتعملان كشريكتَين، حيث تتشاركان الأهداف والموارد الاستراتيجية. وتتجلى هذه الشراكة في الانتقال السلس للأفراد مثل عدنان الشحماني من "منظمة بدر" إلى الأدوار القيادية في الميليشيات الجديدة مثل "التيار الرسالي"، الذي دعمته "كتائب الإمام علي" على نطاق واسع. كما أن إحياء "كتائب الإمام علي" لذكرى القائد في "منظمة بدر" الذي سقط في عام 2015، أبو زهرة الغفاري، يسلط الضوء أيضاً على العلاقات العميقة بينهما. وفي آب/أغسطس 2019، بدأ المهندس عملية إعادة هيكلة منظمته الأم، "منظمة بدر"، من خلال إعادة توزيع الفصائل الجديدة المفضلة لديه، "كتائب حزب الله" و"كتائب الإمام علي"، في معاقل "منظمة بدر" التقليدية مثل كركوك وطوز خورماتو وتلعفر وديالى.
• ألوية أخرى في "الحشد الشعبي" في العراق: عمل علي كيروي، عضو "كتائب الإمام علي" ونائب قائد "قيادة عمليات نينوى" التابعة لـ"الحشد الشعبي"، بشكل وثيق مع وحدات أصغر حجماً في "الحشد الشعبي" مثل "سرايا أنصار العقيدة" ("اللواء 28")، و"كتائب أنصار الحجة" ("اللواء 29") و"قوات الشهيد الصدر" ("اللواء 25"). وفي سنجار وتلعفر، يعمل مستشارو "كتائب حزب الله" و"كتائب الإمام علي" مع "لواء الحسين" ("اللواء 53") و"فوج لالش" ("اللواء 36")، وكل منهما يضم إيزيديين محليين وتركمان شيعة.
• ألوية أخرى في "الحشد الشعبي" في سوريا: تحتفظ "كتائب حزب الله" و"كتائب الإمام علي" بعناصر تابعة لهما في البوكمال إلى جانب "حركة الأبدال" ("اللواء 39" في "الحشد الشعبي").
• "قوات الدفاع الوطني" السورية: في الفترة 2015-2017، قاتلت "كتائب الإمام علي" إلى جانب "قوات النمر" التابعة للجيش السوري، و"قوات الدفاع الوطني" غير النظامية التابعة لنظام الأسد، و"لواء صقور الصحراء" في عدة مناطق، هي: تدمر، وحلب، وريف دمشق، ومنطقة البادية الحدودية المتاخمة للعراق.
• جماعة الحوثيين اليمنية: في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، في مقطع فيديو تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي العراقية، عرض أحد القادة صفوفاً من عناصر "كتائب الإمام علي" وهم يؤدون تدريبات قتالية ويعلنون استعدادهم لدعم الحوثيين (أي "أنصار الله") مرددين عبارة "إلى اليمن إن شاء الله".
العناصر التابعة:
• تحتفظ "كتائب الإمام علي" بمكاتب محلية في العديد من المحافظات العراقية لجمع الأموال والتوظيف. وفي بغداد، تتركز مكاتبها الاقتصادية في الكرادة والجادرية.
• "كتائب روح الله عيسى بن مريم": في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2014، بدأت "كتائب الإمام علي" برنامجاً تدريبياً للمسيحيين، معظمهم من الطوائف السريانية والآشورية.
• يُعتبر تواجد "كتائب الإمام علي" على وسائل التواصل الاجتماعي ضئيلاً باستثناء قناتها على "يوتيوب" التي تضم 51400 مشترك. كما أنها تدير حساباً رسمياً على "تلغرام" يضم أكثر من 12000 متابع (ملاحظة: تم استمداد جميع أرقام المتابعين/المشتركين في هذا الملف الشخصي في شباط/فبراير 2024). وقد عززت وجودها الرئيسي على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال بعض القادة "النجوم"، الذين لديهم الكثير من صفحات المعجبين على "فيسبوك" و"تيك توك". على سبيل المثال، يدير شبل الزيدي حساباً رسمياً على موقع "إكس/تويتر" يضم ما يقارب 56200 متابع ويتفاعل عبره بشكل منتظم. ولم يعد أبو عزرائيل عضواً في "كتائب الإمام علي" ولكنه كان يتفاخر بحضور رقمي متنوع خلال ارتباطه الطويل بالجماعة: حساب على "إكس/تويتر" يضم 113100 متابع (غير نشط منذ عام 2020)، وصفحة على "فيسبوك" تضم 15000 متابع (غير نشطة منذ أيلول/سبتمبر 2023)، وقناة "يوتيوب" نشطة للغاية تضم 801000 مشترك. وأصبحتا حالياً حساباته الأثنين على "تيك توك"، اللذان يضمان 210100 متابع و468800 متابع، على التوالي، قناتا الاتصال الرئيسية التي يعتمدها. ومن الجدير بالذكر أن صفحات المعجبين المخصصة له تفوق صفحات المعجبين المخصصة للزيدي عبر هذه المنصات، ما قد يكون السبب وراء خلافه مع زعيم "كتائب الإمام علي".