- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
مخاطر الألغام الأرضية ستدوم على الأرجح أكثر من حرب اليمن
حتى في الوقت الذي عادت فيه الأطراف المتحاربة في اليمن إلى الالتزام بعملية السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة في الإسبوع الثالث من تموز/يوليو، يستمر النزاع في تدمير السكّان المدنيين. وتطرح مئات آلاف الألغام الأرضية المتبعثرة في جميع أنحاء البلاد تهديداً سيدوم أكثر من أي سلام ممكن تحقيقه.
الصورة العامة: نشر الثوّار الحوثيون المدعومون من قبل إيران معظم الألغام الأرضية، إلا أن بقايا الذخائر العنقودية المُستخدَمة من قبل التحالف المعارض بقيادة السعودية تطرح أخطاراً مماثلة. وأودت هذه الذخائر غير المنفجرة بحياة مئات الأشخاص، بينما شرّدت اليمنيين من منازلهم وأعاقت الوصول إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية.
التفاصيل: سيجعل كلٌّ من العدد الهائل للألغام الأرضية وتوزيعها العبثي عملية إزالتها بطيئة وخطيرة.
تتوفر الألغام الأرضية بسهولة في المخزونات العسكرية المحلية ومن السهل نسبيّاً إنتاجها بكميات كبيرة، مما يجعلها سلاحاً يتم اللجوء إليه حالياً كما في النزاعات اليمنية السابقة.
زرع الحوثيون الألغام الأرضية على الساحل، وعلى الحدود مع السعودية، وحول البلدات الرئيسية، وعلى طول طرق النقل.
تم زرع الألغام من دون اتباع أي نمط يسمح بتمييزها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأعاصير والفياضانات أن تبعثر هذه الألغام من مواقعها الأولية، مما يعقّد عملية التحقق من الأراضي التي تم تطهيرها.
ما الذي يحدث: إن بعض جهود إزالة الألغام هي قيد التنفيذ، بدعم من "المشروع السعودي لنزع الألغام" (مسام) و"المركز اليمني لمكافحة الألغام" الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وقد موّلت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عقوداً من جهود إزالة الألغام في اليمن وتواصل القيام بذلك بشكلٍ مباشر وعبر منظمات الأمم المتحدة على حد سواء.
نعم ولكن: عمليات التمويل والتدريب لمبادرات إزالة الألغام غير كافيتيْن.
وتزيد عملية إزالة الألغام الأرضية من قيمة الأراضي، مما يثير أو يؤجّج الخلافات حول ملكية الأراضي التي يصعب تسويتها في ظل غياب نظام مناسب لتسجيل الأراضي في اليمن.
وغالباً ما لا تتّبع جهود إزالة الألغام في اليمن الإرشادات الدولية، الأمر الذي يعرّض أرواح الناس للخطر ويبرز الحاجة إلى التدريب والإشراف بشكلٍ أفضل.
خلاصة القول: ستبقى الألغام الأرضية تشكل تحدّياً هائلاً في اليمن، لكنّ جهود إزالتها يمكن أن تُحدث أثراً كبيراً جداً، خاصة إذا كانت مدعومة بتحسينات في الحوكمة المحلية.
إلينا ديلوجر، هي زميلة أبحاث في "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.
"أكسيوس"