تتنافس "حركة حقوق" رأساً برأس مع فصائل أخرى من المقاومة مثل "تحالف الفتح" بزعامة هادي العامري و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، في دوائر شيعية رئيسية مدعومة من إيران، من بينها مناطق نفوذ «عصائب أهل الحق».
ستقدم القائمة الانتخابية لـ "حركة حقوق"، التي يتزعمها عضو "كتائب حزب الله" حسين مؤنس فرج المحمداوي (أبو علي العسكري)، 32 مرشحاً في جولتها الأولى من الانتخابات في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021. ويمكن استخلاص الكثير من قائمة مرشحي "الحركة" والدوائر الانتخابية التي ستتنافس فيها، وعلى وجه الخصوص، تنافسها على أصوات نفس الناخبين الذين ستسعى عناصر أخرى مدعومة من إيران مثل "تحالف الفتح" بزعامة هادي العامري و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، الحصول على أصواتهم.
"حركة حقوق" تركز على الناخبين الشيعة في جنوب ووسط العراق
ركّزت "حركة حقوق" معظم جهودها على إحدى عشرة محافظة، عشرة منها ذات أغلبية شيعية في العراق. وتطرح الحركة مرشحاً واحداً في كل من الدوائر الانتخابية التالية:
الدوائر الانتخابية في بغداد، الأولى (نهروان)، والثانية (مدينة الصدر)، والثالثة (مدينة الصدر)، والرابعة (مدينة الصدر، حيث يترشح حسين مؤنس)، والخامسة (شارع فلسطين)، والسابعة (الرصافة)، والتاسعة (بغداد الجديدة)، والحادية عشر (الشعلة)، والرابعة عشر (عرب جبور) والخامسة عشر (الرضوانية).
الدوائر الانتخابية في البصرة، الأولى (مدينة البصرة) والثالثة (مدينة البصرة)، والرابعة (الزبير)، والخامسة (القرنة والمدينة) والسادسة (الفاو).
الدوائر الانتخابية في ذي قار، الثانية (الناصرية في الجنوب)، الثالثة (الفجر والرفاعي وقلعة سكر) والخامسة (الشطرة).
الدوائر الانتخابية في النجف الأولى والثانية والثالثة.
الدائرتان الانتخابيتان في بابل، الثالثة (المحاويل) والرابعة (المسيب، قرب قاعدة «كتائب حزب الله» في جرف الصخر).
الدائرتان الانتخابيتان في ميسان، الأولى والثانية (العمارة).
الدائرتان الانتخابيتان في كربلاء، الثانية (الهندية، جنوب جرف الصخر) والثالثة (طويريج).
الدائرتان الانتخابيتان في القادسية، الأولى والثانية (الديوانية).
الدائرة الانتخابية في واسط، الأولى (مدينة الكوت).
الدائرة الانتخابية في ديالى، الرابعة (خناقين، جلولة).
الدائرة الانتخابية في المثنى، الأولى (السماوة).
تُظهر هذه اللائحة أن "حركة حقوق" لا تسعى إلى تحقيق مكاسب في مناطق "جديدة" (على سبيل المثال، مناطق التركمان الشيعة، أو مناطق الأيزيديين، أو أجزاء من الأنبار حيث تتمتع «كتائب حزب الله» بوجود عسكري محلي قوي) ولكنها بدلاً من ذلك، تتنافس بشكل مباشر في الدوائر الانتخابية نفسها التي يترشح فيها "تحالف الفتح" و"ائتلاف دولة القانون". وفي حين تجنبت عناصر "الفتح" (وبشكل أساسي "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق") بحذر أي صدام بين قوائم مرشحيها، إلّا أن "حركة حقوق" تبدو على استعداد للإخلال بهذا الترتيب، مذكرةً بالحادثة التي وقعت الشهر الماضي والتي انتقد فيها مؤنس الأحزاب السياسية الحاكمة، وهو ما اعتبره "ائتلاف الفتح" بأنه مشمولاً في الانتقاد أيضاً.
ومن الصعب التأكد مما إذا كانت "حركة حقوق" تستهدف أي جزء معين من قاعدة قوة "الفتح"، على سبيل المثال الدوائر الانتخابية التي تركز عليها «عصائب أهل الحق». وبالنظر إلى العلاقات السيئة بين «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق»، وحملة "حقوق" المحدودة في معقل "منظمة بدر" في ديالى، فقد يكون ذلك ممكناً. وتجدر الملاحظة أن "حركة حقوق" ابتعدت عن جميع الدوائر الانتخابية الرئيسية لـ «منظمة بدر» في ديالى، باستثناء الدائرة الرابعة حيث لـ «عصائب أهل الحق» الوجود الكبير الوحيد في المحافظة. وعموماً، يبدو أن "حقوق" توجّه جهودها نحو مناطق التيار الصدري (العمارة، ومدينة الصدر، والنجف، ووادي نهر الغراف)، سواء كانت تلك الدوائر الانتخابية مرتبطة بلائحة "سائرون" المدعومة من مقتدى الصدر أو بفصائل بقيادة قيس الخزعلي و«عصائب أهل الحق».
ويسلّط تجمّع مرشحي «كتائب حزب الله» في الدوائر الانتخابية المحيطة بقاعدة «الكتائب» في جرف الصخر الضوء على الطريقة التي تسعى فيها «الكتائب» إلى السيطرة على الدائرة الريفية الجنوبية لبغداد وشمال كربلاء وممرات الطرق المؤدية إلى الأنبار. وسيكون خطر ترهيب الناخبين في المناطق السنية في جنوب بغداد (الرضوانية، عرب جبور، المسيب) مرتفعاً بسبب وجود قوات «كتائب حزب الله». وبالفعل، قد تحاكي «الكتائب» طريقة استخدام «عصائب أهل الحق» للميليشيات عندما سيطرت على مراكز الاقتراع السنية في شمال بغداد عام 2018.
مرشحو "حركة حقوق"
تسير "حركة حقوق" على خطى سلفها، كتلة "صادقون" التابعة لـ «عصائب أهل الحق» (التي فازت بمقعد واحد في عام 2014 وخمسة عشر مقعداً في عام 2018) من خلال تقديم مرشحين يبدون ذوي مظهر تكنوقراطي في المقام الأول، معظمهم في الأربعينيات من عمرهم (والذين يعتبرون شباباً في السياسة العراقية). ويبدو أن نصف المرشحين الاثنين والثلاثين على الأقل التابعين لـ "الحركة" هم من الجامعيين الحاصلين على درجات علمية في العلوم السياسية، أو قانون إدارة الأعمال، أو الدراسات الإعلامية. ويُذكر أن 7 مرشحين هم من النساء، من بينهم مرشحة تعرّف نفسها على أنها "مؤيدة لحقوق النساء"، وأخرى مدافعة صريحة عن "حقوق المرأة" ومرشحة لديها اهتمام انتقائي في التكنولوجيا النانوية. وهناك مرشحة واحدة أو اثنتين فقط لديهما ارتباط مزعوم بـ «قوات الحشد الشعبي».
وواقع الحال أن المرشحين الأوفر حظاً في "حركة حقوق" هم مؤنس في دائرة بغداد الرابعة (مدينة الصدر)، وعباس فلاح عناد العرداوي (مؤسس مركز الأبحاث "شبكة الهدف للتحليل السياسي والاعلامي") في دائرة بغداد الحادية عشر (الشعلة)، ومحافظ واسط السابق مالك خلف وادي الدريعي (في دائرة واسط الأولى). وتسعى "حركة حقوق" إلى التفوّق على الظهور الانتخابي لـ «عصائب أهل الحق» في عام 2014 (مقعد واحد)، ولكن من غير المرجح أن تضاهي المقاعد الخمسة عشر التي فازت بها لائحة "صادقون" في عام 2018. ومع ذلك، ستكسب الحركة موطئ قدم يمكن توسيعه. ويندرج ذلك في إطار تطوير الأذرع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لـ «كتائب حزب الله»، لتتماشى مع جناح العمليات الخاصة (أبو حسين) والجناح العسكري/«قوات الحشد الشعبي» (أبو فدك).