قناة "الاتجاه" تبثّ تهديدات ضد الحكومة العراقية
خلال مداخلاته في قناة "الاتجاه" مؤخراً، اعتمد الكاتب والمعلق المعروف أحمد عبد السادة الذي اشتهر بظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون للدفاع عن مواقف "المقاومة"، موقفاً هجومياً بشكل خاص، مهدداً رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته على خلفية اعتقال قاسم مصلح بتهم الإرهاب، حيث قال: "ما حدث بالأمس في «المنطقة الدولية» يشبه تجربة «أنصار الله» في اليمن. وإذا اتخذ الكاظمي خطوة أخرى مماثلة تجاه «الحشد الشعبي»، ستكون تجربة «أنصار الله» مضاعفة [وسيضطر] الكاظمي إلى الفرار إلى السليمانية أو سيُقتل في طريقه إليها".
غاصت مدونة "ميليشيا سبوتلايت" مؤخراً في تفاصيل جهود الخداع التي تبذلها "المقاومة" لإعطاء طابع كاذب بأنه تمّ إطلاق سراح قاسم مصلح قائد "لواء الطفوف"، الميليشيا التابعة لـ «كتائب حزب الله»، بعد اعتقاله في 26 أيار/مايو لقتله ناشطين عراقيين. وفي البداية، انحصرت جهود الخداع هذه عموماً على "تلغرام" و"تويتر" وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن بحلول 27 أيار/مايو، انتقلت جهود الخداع إلى شاشات التلفزيون. فخلال بثها المسائي، استضافت قناة "الاتجاه" التابعة لـ «كتائب حزب الله» ضيفين لمناقشة الموضوع (الشكل 1). يُذكر أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد حجبت مواقع إلكترونية تابعة للقناة بسبب ارتباطها بـ «كتائب حزب الله».
وأحد ضيفي قناة "الاتجاه" هو أحمد عبد السادة كاتب ومعلق معروف اشتهر بنشاطه على منصات التواصل الاجتماعي، وبظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون للدفاع عن مواقف "المقاومة". ومن بين أنشطته السابقة، إطلاقه تهديدات علنية ضد خصوم الميليشيا (الشكل 2).
وخلال مداخلاته في الفقرة التي بثّتها قناة "الاتجاه" مؤخراً، اعتمد عبد السادة موقفاً هجومياً بشكل خاص، مهدداً رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته على خلفية اعتقال قاسم مصلح بتهم الإرهاب، حيث قال:
"على مرتزقة الكاظمي ومستشاريه أن يصغوا بتنبّه: «قوات الحشد الشعبي» هي القوة الأعظم... وفي اللحظة التي تقرر فيها [حكومة الكاظمي] العمل ضد «قوات الحشد الشعبي»، سيضطر أعضاؤها إلى الفرار إلى بلد آخر كلاجئين".
وتابع عبد السادة وصف احتشاد «قوات الحشد الشعبي» حول «المنطقة الدولية» في بغداد في اليوم السابق باعتباره رسالة ردع:
فقال: "إن محاصرة «المنطقة الدولية» وتطويقها وإغلاق بواباتها... من قبل «قوات الحشد الشعبي» هي رسالة مهمة للردع... فـ «قوات الحشد الشعبي» دخلت «المنطقة الدولية» وسيطرت عليها، [ولم يسع] فريق الكاظمي سوى الهرب أو الاختباء".
وبقوله هذا كان عبد السادة يشير إلى محاولات فاشلة من قبل ألوية «قوات الحشد الشعبي» الموالية للمقاومة (وعلى الأقل بعضها ينتمي إلى «كتائب حزب الله» و«كتائب الإمام علي») للسيطرة على «المنطقة الدولية». وتابع عبد السادة على الهواء مصرحاً بأن:
"ما حدث بالأمس في «المنطقة الدولية» يشبه تجربة «أنصار الله» في اليمن. وإذا اتخذ الكاظمي خطوة أخرى مماثلة تجاه «الحشد الشعبي»، ستكون تجربة «أنصار الله» مضاعفة [وسيضطر] الكاظمي إلى الفرار إلى السليمانية أو سيُقتل في طريقه إليها".
وكان أحمد عبد السادة يستشهد مباشرة بالوضع في اليمن حيث سيطرت حركة «أنصار الله» (المعروفة أيضاً باسم الحوثيين) المدعومة من إيران على العاصمة اليمنية في انقلاب جرى في أيلول/سبتمبر 2014.
أما الضيف الثاني، أحمد نصرالله، فكان نائب مصلح في محور "عمليات الحشد غرب الأنباء" (الشكل 3). ورغم أن نصرالله كان يعرف بالتأكيد أن مصلح لا يزال رهن الاحتجاز لدى الحكومة، إلا أنه كرر المزاعم الكاذبة بأن مصلح قد تم الإفراج عنه [وتسليمه] إلى «قوات الحشد الشعبي». ولكن بخلاف عبد السادة، تبنى نصر الله نبرة أكثر اعتدالاً في العلن، رغم أنه قد يكون عدائياً للغاية في المجالس الخاصة: ففي كانون الأول/ديسمبر 2020، وخلال اتصال هاتفي مسرّب بين أحمد نصرالله وضياء محمد (رئيس أركان في "قيادة عمليات الأنبار")، قال نصرالله إنه إذا حاول أي ضابط في الجيش العراقي إزالة صور أبو مهدي المهندس "سنقطع [أذرعه] من الكوع ونرسلها إليكم في الأنبار". وعبر قناة "الاتجاه"، وصف نصرالله تواجد «قوات الحشد الشعبي» في «المنطقة الدولية» بطريقة غير تصادمية قائلاً: "نحن متواجدون في «المنطقة الدولية» لمساعدة إخواننا... نحن أشخاص مسالمون وكلما أدركنا أن الدولة في خطر، والمواطنين في خطر... نتدخّل".
ويتماشى ما تقدّم مع الاتجاهات التي تمّت ملاحظتها. فمعلقون من أمثال عبد السادة وغيره من أتباع "المقاومة" الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، غالباً ما يهددون أي شخص ينتقد إيران ووكلائها. وبالمثل، فإن قادة "المقاومة" الذين يختبئون وراء أسماء مزيفة (مثل أبو علي العسكري) لا يترددون في تهديد رئيس الوزراء وغيره من المسؤولين العراقيين. وفي المقابل، يميل أولئك الذين يضطلعون بأدوار رسمية في «قوات الحشد الشعبي» إلى استخدام لغة ملطفة في العلن، من أجل الحفاظ على حدّ أدنى من الاحترام. وتجدر الإشارة إلى أن «قوات الحشد الشعبي» تُعتبر رسمياً جزءاً من القوات المسلحة العراقية بموجب قانون «الحشد الشعبي» لعام 2016، حيث يتعين على ألويتها الخضوع لرئيس الوزراء وأعضائها (من جملة أمور أخرى) لـ "قانون العقوبات العسكرية لسنة 2007".