- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
قوات الأمن السعودية تقتل مسلحين متشددين شيعة بالقرب من منشآت نفطية كبرى
في أعقاب الصدام الذي وقع في 7 كانون الثاني/يناير في منطقة القطيف في "المنطقة الشرقية" بالمملكة العربية السعودية، كانت التفاصيل بطيئة في الظهور، باستثناء صورة لمبنى تعرّض لأضرار بالغة. وقد انتظرتْ السلطات يومين قبل أن تكشف عن مقتل ستة مسلحين وجرح آخر، بالإضافة إلى إصابة خمسة من أفراد الأمن بجراح. وهذا ما يجعل الصدام أسوأ حادث من نوعه منذ منتصف عام 2017، عندما قُتِل ضابط أمن سعودي وأصيب عدة أشخاص آخرين بجراح خلال هجوم في المنطقة نفسها.
يمكن القول أن موقع إطلاق النار هو نقطة الصفر للتوترات بين الرياض وكل من إيران والسكان الشيعة السعوديين. فالمنطقة هي موطن حقول النفط الرئيسية والبنية التحتية لتصدير النفط في المملكة. كما أنها قريبة من البحرين التي ترتبط بالسعودية بجسر وتستضيف مقر الأسطول الأمريكي الخامس. والأهم من ذلك، أن غالبية المواطنين في كل من "المنطقة الشرقية" والبحرين هم من معتنقي المذهب الشيعي ذاته المعتنق في إيران، التي تقع على بعد 120 ميلاً فقط عبر "الخليج العربي". وكان الرجال المتورطون في اشتباك هذا الأسبوع من الشيعة أيضاً - وهي حقيقة تم تأكيدها من أسمائهم المنشورة ولكن لم يتم ذكر ذلك في الصحيفتين السعوديتين باللغة الانكليزيةArab News أو Saudi Gazette. وفي مؤشر آخر على حساسية القضية، وصفتهمArab News على نحو صحيح بـ "المسلحين المتشددين"، لكن Saudi Gazette اختارت تسميتهم بـ "الإرهابيين" لأسباب غير معروفة.
ومن المؤكد تقريباً أن إيران كانت المصدر الأساسي للأسلحة والذخائر التي تم ضبطها في أعقاب الحادث وعرضها بعد ذلك، وكانت نموذجية للمخابئ التي عُثِر عليها في البحرين في السنوات الأخيرة (أي الأسلحة الآلية، والرصاص، والقنابل اليدوية). ويُعرف عن الشبان المتشددين في الجزيرة - الذين غالباً ما يتم تهميشهم اجتماعياً وسياسياً في وطنهم وينجذبون إلى خطاب الجمهورية الإسلامية - بأنهم تلقوا تدريباً في إيران أو جنوب العراق.
ووفقاً لتقارير سعودية، كان مسلحو القطيف يستهدفون أفراد الأمن ويعطّلون مشاريع التنمية المحلية - في إشارة واضحة إلى عملية إعادة البناء المثيرة للجدل للمنطقة الوسطى من بلدة العوامية، التي استمرت عامين وأدت إلى اندلاع اشتباكات سابقة حيث تم تجريف المخابيء في البلدة المجاورة. وفي اليوم الذي سبق الصدام الأخير، عرض الإعلام السعودي صور وفيديوهات لبلدة العوامية الجديدة. ولم تتضح بعد الظروف الدقيقة لكيفية اندلاع القتال ومدة اندلاعه، لكن صورة المبنى الذي صمد فيه المسلحون تشير إلى أن القوات السعودية استخدمت صاروخ موجه أو قذائف دبابات بالإضافة إلى نيران المدافع الرشاشة.
وباستثناء تشكيل الحادث نقطة حوار في اللقاءات الوشيكة لوزير الخارجية مايك بومبيو في الرياض والمنامة، من الصعب التنبؤ بنتائجه. وفي هذا الصدد، يجدر بالذكر قيام المملكة بإعدام رجل الدين الشيعي المتشدد من سكان القطيف نمر النمر في كانون الثاني/يناير 2016، مما أدى إلى اقتحام السفارة السعودية في طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية. ومن غير الواضح ما إذا كانت طهران أو الخلايا السعودية المحلية ستشعر مرغمة على الانتقام من قتل ستة مسلحين.
سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.