"ربع الله" التابعة لـ "كتائب حزب الله" تشن هجمات لم تتبناها على العلامات التجارية الأمريكية
يبدو أن جماعة الاقتصاص استهدفت شركات ذات علامات تجارية أمريكية في بغداد مع حرصها على عدم إعلان مسؤوليتها عن الهجمات، الأمر الذي أحرج الحكومة العراقية.
منذ 24 أيار/مايو، تعرضت مجموعة من العلامات التجارية المرتبطة بالولايات المتحدة لهجمات وحصار في بغداد:
فروع "كنتاكي فرايد تشيكن" (KFC) في بغداد. في 26 أيار/مايو، أطلق مهاجمان يستقلان دراجة نارية النار وألقيا قنبلة على فرع "كي إف سي" في شارع فلسطين، دون تسجيل إصابات (الشكل 1). وفي 27 أيار/مايو، قام رجال ميليشيا ملثمون يستقلون سبع سيارات رباعية الدفع ومسلحون بالعصي بنهب فرع آخر لـ "كنتاكي فرايد تشيكن" في حي الكرادة ببغداد (الشكل 2). ويشبه أسلوب الهجوم وملابس الجناة تلك المستخدمة في الحوادث الماضية التي كانت جماعة "ربع الله" متورطة فيها، وهي جماعة اقتصاص تديرها ميليشيا "كتائب حزب الله" التي تموّلها الدولة. ومع ذلك، فقد تم تصوير الهجمات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للـ"مقاومة" على أنها أمثلة أساسية لـ "شباب غاضبين" يحتجّون على حرب غزة.
مطعمان آخران مرتبطان بالولايات المتحدة. في 26 أيار/مايو أيضاً، ألقى اثنان من المشتبه بهم يستقلان دراجة نارية قنابل يدوية على مؤسستين تحملان علامة تجارية أمريكية هما "تشيلي هاوس" و"ليز" في شارع فلسطين. ولم تتلقَ هذه الهجمات سوى القليل من الدعم العلني من وسائل إعلام "المقاومة"، لكن الاتصالات على الأرض تشير إلى أن "ربع الله" نفذت واحدة منها على الأقل.
"كاتربيلر". في 30 أيار/مايو، تم استهداف شركة "كاتربيلر" لمعدات البناء في حي الجادرية ببغداد بقنبلة صاعقة أو جهاز "قنبلة صوتية" مماثل.
"معهد كامبريدج البريطاني". في 30 أيار/مايو، تم استهداف "معهد كامبريدج البريطاني" الواقع في شارع فلسطين أيضاً بقنبلة صوتية.
وفي المقابل، فإن الحادث الذي وقع في 28 أيار/مايو في شركة "بغداد للمشروبات الغازية" (التي تقوم بتعبئة مشروبي "بيبسي" و"سفن أب") كان مجرد احتجاج على خلفية نزاع بين العمال، وليس هجوماً من قبل جماعة ميليشياوية.
وقد كانت المساحة الإعلامية للـ"مقاومة" المحيطة بهذه الأحداث هادئة ومنظمة بشكل جيد بما يثير الريبة. وقد أحرج هذا الوضع الحكومة العراقية وتَعارض مع رسالتها المؤيدة للاستثمار. ورداً على ذلك، أدانت وزارة الداخلية بشدة الهجمات وأقالت قادة فرق وألوية في "الشرطة الاتحادية". بالإضافة إلى ذلك، اعتُقل شخص مرتبط بـ"ربع الله"، ليتم إطلاق سراحه بعد تدخل الأمين العام لـ"كتائب حزب الله" أبو حسين (المعروف أيضاً باسم أحمد محسن فرج الحميداوي) من خلال تواصله مباشرةً مع وزير الداخلية عبد الأمير الشمري.
إن واقع كَوْن "كتائب حزب الله" هي التي تنظم على ما يبدو هجمات "المقاومة" الغوغائية على العلامات التجارية الأمريكية هو مدعاة للسخرية بالنظر إلى أن "كتائب حزب الله" نفسها أنشأت أول فرع غير مصرح به لمقهى "ستاربكس" في بغداد في عام 2020، من خلال إفراغ رفوف فروع "ستاربكس" الأردنية، للحصول على كافة المستلزمات لإنشاء فرع عراقي مستنسخ بشكل مقنع. حتى أن "كتائب حزب الله" قامت بترهيب المحامين العراقيين الذين تم توكيلهم للتعامل مع انتهاك العلامة التجارية، والذين تخلوا عن "ستاربكس" كعميل في غضون يوم واحد من تعيينهم من قبل إحدى أشهر العلامات التجارية في العالم، في خير مثال على الآثار السلبية للميليشيات على النجاح التجاري للعراق. ومؤخراً، وفي مواجهة الغضب الشعبي المتزايد في الولايات المتحدة، يبدو أن "كتائب حزب الله" قد أعادت تسمية فرع "ستاربكس" الخاص بها، مقدمةً بذلك حالة مثيرة للاهتمام لمنظمة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة تنأى بنفسها عن العلامات التجارية الأمريكية بسبب الضرر المحتمل الذي قد يلحق بسمعتها.