ردود فعل الميليشيات على حجب العراق لتطبيق "تيليجرام"
قد يكون حظر التطبيق المفضل "للمقاومة" على وسائل التواصل الاجتماعي الذي صدر في 6 آب/أغسطس مؤقتاً، لكن ردود الفعل تجاهه قد أبرزت بشكل مفيد الانقسامات داخل إطار الميليشيات الشيعية.
في 6 آب/أغسطس 2023، أمرت وزارة الاتصالات العراقية مزودي خدمات الاتصالات بحجب تطبيق المراسلة "تيليجرام" ("تلغرام") عن المقيمين في العراق، وذلك بناء على توجيهات تتعلق بالأمن القومي صادرة عن "السلطات العليا" (أي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني). وفي اليوم ذاته، امتثل مزودان للتوجيهات ("إيرثلنك" و"زين" ومقرهما في بغداد)، بينما استمر المشغلان "كردستان نيت" و"كورك تيليكوم"، ومقرهما في كردستان، بالسماح بالوصول إلى التطبيق في مناطق تغطيتهما. وفي موازاة ذلك، طالبت الوزارة "تيليجرام" بغلق "منصات محددة تسرّب البيانات الرسمية لمؤسسات الدولة والبيانات الشخصية للمواطنين". ولا يزال من الممكن الوصول إلى "تلغرام" في العراق من خلال استخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN).
لماذا تم تقييد استعمال تطبيق "تيليجرام"؟
مع دخول العراق موسم الحملة الانتخابية لانتخابات المحافظات المتنازع عليها بشدة التي ستُنظم في 18 كانون الأول/ديسمبر، يبدو أن التحالف السياسي الرئيسي للميليشيات - "الإطار التنسيقي" - منقسماً حول دور "تيليجرام" في العملية. ويبدو أن رئيس الوزراء السوداني قد انحاز إلى فصيل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في دعم حملة حجب التطبيق، على الأرجح من أجل منع خصوم المالكي الأكثر ذكاءً في استعمال "تيليجرام" من استخدام المنصة خلال الحملة الانتخابية - أي "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله"، وفي المقام الأول، منافس المالكي الأكثر مرارة، مقتدى الصدر. ويمكن لمثل هذه القيود أن تمنع الصدريين من حشد المعارضة بسرعة ضد البنية التحتية الانتخابية للمالكي في جنوب العراق، كما فعلوا عندما تم استهداف عدد من المكاتب التابعة لجماعة المالكي في 17 تموز/يوليو. ولم يسجَل رد فعل يذكر حتى الآن، ربما لأن القيود ستُزال قريباً.
وفي المقابل، سرعان ما انتقدت قنوات "تيليجرام" التابعة "للمقاومة" السوداني وحكومته، وخاصة وزيرة الاتصالات هيام الياسري ورئيس "هيئة الإعلام والاتصالات" علي حسين المؤيد واتهمتهما بالانصياع لأوامر السفيرة الأمريكية. ونشرت "صابرين نيوز" صورة تضمنت وزيرة الاتصالات ورئيس "هيئة الإعلام والاتصالات" والسفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي، مرفقة بالتعليق التالي: "عرابي حجب وغلق التلغرام بالعراق. #أمة رومانوسكي" (الشكل 1).
ونشرت بعض الميليشيات الرئيسية في العراق صورة أخرى تُظهر تسع قنوات "تيليجرام" تواجه مصطفى الكاظمي، وجو بايدن، وألينا رومانوسكي، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، قائلةً: "لا تكن ناكراً للجميل. نحن من قاومنا أساليبهم الخبيثة وكشفناها. والله لن نسكت" (الشكل 2).
وفي أحد المنشورات على حساب "صابرين نيوز"، تم تسريب رسالة تحمل شعار "هيئة الإعلام والاتصالات" تمنح رئيس الهيئة علي حسين المؤيد، وهو أحد أقارب عمار الحكيم، زعيم "تيار الحكمة الوطني" وعضو "الإطار التنسيقي"، اثنتين وسبعين ساعة لرفع الحظر عن "تيليجرام" وإلا ستُنشر أدلة تُثبت أن المؤيد أساء استخدام منصبه الرسمي ليأمر بشكل غير قانوني مزودي خدمات الاتصالات "زين" و"آسياسيل" و"أثير" بتقديم خدمات الرسائل النصية المجانية غير المحدودة لترويج التجمعات السياسية لـ "تيار الحكمة الوطني" (انظر الشكل 3).
الخاسرون الكبار - "عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله" و "حركة حزب الله النجباء"
غرد المتحدث العسكري باسم "عصائب أهل الحق" جواد الطليباوي على تويتر: "استغربنا من مسألة حظر هذا التطبيق "(تيليجرام") في العراق، في إجراء غير مفهوم تم التجاوز فيه على أهم المكتسبات التي تحققت بعد الخلاص من الدكتاتورية، وهو حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور، ونطالب الحكومة بإعادة النظر في هذا الإجراء الذي ألحق الضرر بحق من حقوق العراقيين، كما ندعوهم لمعالجة الخروقات لأمن المواطن والدولة بطرق وأساليب صحيحة ومدروسة بعيداً عن حظر التطبيق وإغلاق المنصات التي كان لها دوراً بارزاً في الدفاع عن الوطن والمقدسات" (الشكل 4).
وناشدت قنوات "تلغرام" التابعة "للمقاومة" النواب والسياسيين المرتبطين بها لتقديم المساعدة. وانتقد مصطفى سند، النائب الصاعد من البصرة المرتبط بـ"كتائب حزب الله"، تصرف الحكومة وقال في بيان، إن "المواقع الحكومية تتوجه من التليغرام الروسي إلى فايبر الكيان الصهيوني" (الشكل 5)، (واصفاً تطبيق "فايبر" بشكل غير صحيح بأنه شركة إسرائيلية. فمؤسسا "فايبر" الأصليان تالمون ماركو وإيغور ماغازينيك إسرائيليان، ولكن منذ عام 2014، أصبح تطبيق "فايبر" مملوكاً لشركة "راكوتين" اليابانية).