- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
ثمانية أيام في الشرق الأوسط تضع دبلوماسية بومبيو في الاختبار
ما هي الأمور المتعلقة بالجولة الموسعة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الشرق الأوسط؟ الإجابة المختصرة هي أنه يحاول النهوض بسياسة الرئيس بوش المتمثلة "بمغادرة سوريا" ونقلها إلى أصدقاء أمريكا. ولا تشكل سوريا إحدى الاهتمامات الرئيسية لهذه الدول. بل هي أكثر اهتماماً بتأثير إيران وأنشطتها العسكرية هناك. ومن الواضح أن العناصر الرئيسية للرحلة كانت مخططة سلفاً قبل قرار الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا. وتتضمن زيارة بومبيو إلقاء خطاب في القاهرة، وإجراء حوار استراتيجي ثنائي سنوي مع قطر وآخر مع الكويت. ولكن واقع قيام بومبيو بزيارات لثمانية عواصم خلال ثمانية أيام قد يعكس مقدار التوضيح الذي عليه القيام به.
وربما يتم إعداد نوع من الانقلاب الدبلوماسي. فقد أشارت مقالة في صحيفة "وول ستريت جورنال" في السادس من كانون الثاني/يناير إلى احتمال توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرياض. ويبدو ذلك أمراً مستبعداً، ولكن ربما يتم الإعداد لاجتماع في مكان آخر.
وفي غضون ذلك، سيكون الموضوع الرئيسي المحتمل هو الخطاب الموجه إلى الجمهور المصري حول "التزام الولايات المتحدة بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط". فما الذي سيتضمنه هذا الخطاب؟ هل سيكون ذو أهمية كبيرة؟ بالتأكيد سيكون مهماً، لكن هل سيكون قاطعاً؟ ربما فقط حتى التغريدة القادمة للرئيس ترامب.
وبالنسبة للعديد من العواصم التي سيزورها الوزير بومبيو، من المرجح أن تكون صور الاجتماعات أكثر تفصيلاً من البيانات الصحفية. فعندما اجتمع بومبيو مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تشرين الأول/أكتوبر للتحدث حول المعارض السعودي المقتول جمال خاشقجي، أدّت ابتسامة وزير الخارجية الأمريكي، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى "إثارة انتقادات واسعة النطاق لرحلته". ولكن الاجتماع هذه المرة سيُعقد في جو تم الإعداد له من قبل مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية لم يُكشف عن اسمه الأسبوع الماضي، كان قد أطلع وسائل الإعلام بأن تنشر بأن تفسير المملكة لظروف مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر لم يصل بعد إلى "عتبة المصداقية والمساءلة".
هناك توتر معيّن بين حلفاء واشنطن الذي ربما قد يتحسن قليلاً - وهو الخلاف بين قطر والائتلاف الذي تقوده السعودية والذي يضم الإمارات والبحرين ومصر. ومن الواضح أن واشنطن تعتبر الشجار الدبلوماسي مُناف للعقل وبعيد عمّا يجب أن يكون مخاوف مشتركة لدول الخليج العربي من تأثير إيران الخبيث. (تجدر الإشارة إلى أن قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة).
وهناك شظية من التفاؤل لها ما يبررها. ففي ساعة متأخرة سمحت الإمارات لفريق كرة قدم قطري بالمشاركة في كأس آسيا 2019 الذي تستضيفه حالياً. ومن المقرر أن يتبارى الفريق القطري ضد السعودية في أبو ظبي في 17 كانون الثاني/يناير. (يجب تحذير المشاهدين من أنه منذ قطع العلاقات الدبلوماسية في عام 2017، لم يكن إظهار الدعم لقطر أمراً قانونياً في دولة الإمارات). كما يقوم وفد رسمي مصري بزيارة قطر، نظرياً من أجل دراسة ظروف العمال المصريين هناك.
من النادر استخدام كلمة "دفء" في دول الخليج والأمريكيون لا يهتمون كثيراً بكرة القدم، ولكن في هذه المرحلة من الصعب التمييز بين النتائج الإيجابية الأخرى المتعلقة بالرحلة.
سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.
"ذي هيل"