تصاعد الاغتيالات التي تنفذها المليشيات، الجزء الأول: تهديدات "صابرين نيوز" و"الوحدة 10000" للقوات العراقية
تدعو الواجهتان الإعلاميتان علناً إلى قتل عناصر قوات الأمن العراقية في وقت تصاعدت فيه عمليات إطلاق النار والتفجيرات.
في 7 كانون الأول/ديسمبر، قُتل أربعة مدنيين في البصرة جرّاء انفجار دراجة نارية مفخّخة. وفي اليوم التالي، قام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بزيارة البصرة وقال إن "[هجوم] أمس كان محاولة اغتيال استهدفت ضابطاً في البصرة لأنه كان... يحقق في فرق الموت". و"فرق الموت" مصطلح تستخدمه الحكومة العراقية لوصف فرق الاغتيال التابعة للميليشيات المدعومة من إيران والتي استهدفت مجموعة واسعة من الناشطين والإعلاميين الذين تعتبرهم مضرين بمصالحها. وبالمثل نَسب مقتدى الصدر الدراجة النارية المفخخة إلى "الميليشيات المنفلتة التي تسيء استعمال السلاح بحجة المقاومة". وكان التفجير مجرد محاولة واحدة من عدة محاولات اغتيال ضد عناصر من قوات الأمن العراقية في الأسبوع الأول من كانون الأول/ديسمبر (تم تفصيل تفجير 7 كانون الأول/ديسمبر ونمط الاغتيالات الأوسع نطاقاً في الجزء الثاني المرافق لهذا المقال).
"صابرين نيوز" تهدد عناصر المخابرات العراقية
بدأت موجة جديدة من هجمات الميليشيات ضد قوات الأمن العراقية (قوى الأمن الداخلي) بعد الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات خارج "المنطقة الدولية". ففي 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، حاول متظاهرون تابعون لـ "المقاومة" اقتحام "المنطقة الدولية" التي تضم مركزاً حكوميّاً. وأدّت الاشتباكات بين وحدات قوات الأمن العراقية التي تحمي "المنطقة الدولية" والمتظاهرين التابعين لـ "المقاومة" إلى مقتل متظاهر واحد على الأقل. وفي اليوم التالي هددت "صابرين نيوز" بقتل عناصر من قوى الأمن الداخلي الذين كانوا يحمون "المنطقة الدولية" في ذلك اليوم. وجاء في منشور "صابرين نيوز": "سنجعلكم تدفعون الثمن، سنقتص منكم واحداً تلو الآخر... ستعيشون باقي أيام حياتكم وأنتم تتلفتون يميناً ويساراً في رعب، وسنقتص منكم في الوقت والمكان الذي لن تتوقعوه... تذكروا انتحار الزعفرانية ودفرة حي العدل وتويوتا البلديات جيّداً" (الشكل 1). وحُذفت هذه الرسالة بعد ساعات قليلة.
وأشارت "صابرين نيوز" بـ"انتحار الزعفرانية" إلى حادثة انتحار مزعومة انهى فيها ضابط في "جهاز المخابرات الوطني العراقي" حياته باستخدام مسدسه الخاص في منزله في حي الزعفرانية ببغداد في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. وتُلمّح "صابرين نيوز" إلى أن هذه الوفاة كانت عملية اغتيال.
وتعني "صابرين نيوز" بـ "دفرة حي العدل" اغتيال الضابط البارز في "جهاز المخابرات الوطني" محمود ليث محمد حسين الذي اغتيل في 21 آذار/مارس 2021 عندما اقترب القاتل من الضحية من الخلف وركله أرضاً وأطلق النار عليه (الشكل 2). وذكرت وسائل الإعلام أن الاغتيال وقع في حي المنصور في بغداد القريب جدّاً من حي العدل، ومن هنا استخدمت "صابرين نيوز" عبارة "دفرة حي العدل".
وأخيراً، أشارت "صابرين نيوز" بتسمية "[سيارة] تويوتا البلديات" إلى اغتيال الضابط البارز في المخابرات نبراس فرمان في 7 حزيران/يونيو 2021 في حي البلديات ببغداد. وكان القتلة قد استقلوا شاحنتيْ بيك أب من طراز "تويوتا" بنوافذ مظلمة وبدون رقم لوحة (الشكل 3).
وكما ذكرَتْ سابقاً "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، تنظر الميليشيات مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" إلى "جهاز المخابرات الوطني" كخصمها الرئيسي في العراق، وتقوم بإطلاق الصواريخ على مواقعه واغتيال أعضائه في محاولة لمعاقبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي (القائم بأعمال رئيس "جهاز المخابرات") أو ترهيبه.
"صابرين نيوز" و"الوحدة 10000" تكشف أسماء عناصر قوى الأمن
بعد اشتباكات 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بين المتظاهرين التابعين لـ "المقاومة" وقوى الأمن الداخلي، نشرت مواقع "المقاومة" على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء عناصر قوى الأمن الداخلي الذين زعمت أنّهم كانوا مسؤولين عن حماية "المنطقة الدولية" في ذلك اليوم. على سبيل المثال، هددت "صابرين نيوز" ضابط مخابرات مشارك في أمن "المنطقة الدولية"، وذكرت اسمه في منشور يضم الجملة التالية: "التاريخ لن يرحم. حضّروا المشانق" (الشكل 4). [لحماية هويته، أخفت "الأضواء الكاشفة للميليشيات" اسمه، الذي ظهر بوضوح في المنشور الأصلي].
وفي منشورات قليلة، نشرت أيضاً "الوحدة 10000" التي تسيطر عليها "كتائب حزب الله"، أسماء سبعة عشر من أفراد قوى الأمن الداخلي الذين كانوا يحرسون، كما يُزعم، "المنطقة الدولية" في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021. ونُشرت في أحد المنشورات أسماء أربعة من أفراد قوى الأمن الداخلي المسؤولين عن سيارات هامر (الشكل 5) [لحماية هويتهم، أخفت "الأضواء الكاشفة للميليشيات" جزءاً من أسمائهم، التي ظهرت بوضوح في المنشور الأصلي].
وأشارت "الأضواء الكاشفة للميليشيات" إلى خيبة أمل "صابرين نيوز" من غياب الدعم من وسائل الإعلام الإيرانية خلال أعمال الشغب خارج" المنطقة الدولية"، على الرغم من أن القناة نفسها مموّلة جزئياً من قبل إيران.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2021، دعت "صابرين نيوز" إلى قطع رؤوس المدنيين العراقيين في منشور على منصة "تلغرام" جرى حذفه (على غرار منشور 5 تشرين الثاني/نوفمبر الذي نوقش أعلاه)، ولكن ليس بالسرعة الكافية لتجنب الاحتفاظ بالأدلة. وتشير هذه الحوادث إلى أن الأمور ليست على ما يرام في "صابرين نيوز"، حيث يسعى مموّلو الشبكة الإيرانيون من أجل المحافظة على "رسالة" المقاومة والعمل ضمن الحدود القانونية والقومية العراقية.
ومن منظور قانوني، قد تكون "صابرين نيوز" وقد يُعتبر أي شخص يحرّض على القتل العمد لمسؤولين حكوميين، مسؤولين عن التواطؤ في الجريمة. أما عقوبات التواطؤ في جريمة فيمكن أن تكون مماثلة للعقوبات الأساسية بموجب "قانون العقوبات العراقي". بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عدم إبلاغ السلطات بارتكاب جريمة قد يؤدي أيضاً إلى تحمّل مسؤولية قانونية، من بينها العقوبات المالية والاحتجاز.
(في الجزء الثاني، راجع قائمة محاولات الاغتيال الأخيرة التي قامت بها الميليشيات، بما في ذلك تفجير 7 نوفمبر/تشرين الثاني في البصرة.
bombing in Basra.)