تنفرد البحرين بكونها الدولة العربية الخليجية الوحيدة التي تضمّ جالية يهودية من السكّان الأصليين. وبعد أن بلغَ عدد أبناء هذه الطائفة عدة آلاف سابقاً، استنزفت الهجرة هذا المجتمع على مرّ السنين، خاصة بعد إقامة دولة إسرائيل. ويبلغ العدد الحالي للجالية أقل من أربعين شخصاً؛ ومع ذلك، فهي تضم عضواً مُعيناً في "الجمعية الوطنية" وسفيرة سابقة في واشنطن.
لقد حَرِصَ يهود البحرين على البقاء بعيداً عن الأنظار، وحتى وقت قريب كانوا يمارسون شعائرهم الدينية في منازلهم بدلاً من مبنى الكنيس الصغير في الجزء القديم من العاصمة المنامة. وقد حماهم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي دعمَ شخصياً سياسة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي، والانخراط مع مجموعات أخرى مشتركة بين الأديان في مختلف أنحاء العالَم (وقد يشعر الملك أنّ "اتفاق ابراهيم" الذي وقّعت عليه الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل يحاكي جهوده الخاصة).
ومثل هذه السياسة، إلى جانب التعامل مع الشخصيات اليهودية الدولية، تعني أنّ الانخراط السياسي للبحرين مع إسرائيل كان مجرد مسألة وقت. وقد شهِدَ العام الماضي أو نحو ذلك تقدّماً وإخفاقات في الوقت نفسه. فقد تبددت آمال مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر للأعمال عُقِد في البحرين في نيسان/أبريل 2019، بعد أسابيع من غضب شعبي عارم من قبل جماعات عربية، التي احتجت على الحضور الإسرائيلي المقرر. (وقد حضر الإسرائيليون لاحقاً، لكن كأفراد وتجنبوا لفت الأنظار إليهم). ومع ذلك، ففي حزيران/يونيو 2019، تمكن الإسرائيليون من حضور ندوة اقتصادية في البحرين برعاية الولايات المتحدة كجزء من خطتها للسلام في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، أدّى مسؤولون وصحفيون إسرائيليون الصلاة في كنيس المنامة، الذي تم تجديده مؤخراً.
ونظراً إلى قُرب البحرين من السعودية (يرتبط البلدان بجسر) وعلاقتها المتوترة مع إيران (التي طالبت بأراضيها فيما سبق)، يُعد انفتاح البحرين على إسرائيل أكثر خطورةً من خطوة الإمارات. ويبدو أنّ الرياض، التي كانت تقف عائقاً في وقت سابق، قد شجّعت هذا التطور. ومن المؤكد أن طهران لن توافق [على هذه الخطوة]. وكان أعضاء من المجتمع المدني البحريني، من الشيعة والسنة، قد خرجوا بتصريحات ضد التطبيع الإماراتي، وبالتالي من المحتمل أن يرفضوا القرار أيضاً.
والسؤال الرئيسي هو إذا ما كان عداء إيران سيثير جولة جديدة من الاحتجاجات في صفوف الشباب الشيعي المتشدد في الشارع. وسيتأثّر المجتمع السنّي بشكل أكبر بأُسرة آل خليفة الحاكمة، التي بعض أعضائها من المتشددين فيما يتعلق بالتهديد الذي تطرحه إيران وقد يَعتبرون هذا التحوّل الدبلوماسي سابقاً لأوانه.
إنّ نفوذ واشنطن في البحرين كبير، بالنظر إلى تواجد مقرّ "الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية" في البلاد. وبفضل المنافع الاقتصادية التي تدرّها هذه المنشأة، فهي لا تثير الخلاف على الصعيد السياسي المحلّي. لقد كانت خطوة البحرين الدبلوماسية متوقعة ولكنها تُعد شجاعة أيضاً. وستكون علاقة البحرين المستقبلية مع إسرائيل بحاجة إلى الحماية من مجموعة من المخاطر، حتى أكثر من خطوة التطبيع الإماراتية.
سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.