المعهد يقدّم جائزة "رجل الدولة-الباحث" المرموقة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الحفل يكرم قادة المعهد ويندي وجيم شرايبر
خلال حفل أُقيم في مدينة نيويورك، قدّم "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أعلى تكريم له - جائزة "رجل الدولة-الباحث" - للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، لدوره الريادي في إرساء السلام التام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والتزامه بالتسامح الديني.
ونظراً لشؤون الدولة الملحة التي حالت دون سفر ولي العهد إلى الولايات المتحدة لحضور الحفل، قدّم المدير التنفيذي للمعهد د. روبرت ساتلوف الوسام للشيخ محمد خلال احتفال خاص أُقيم في أبوظبي في تشرين الثاني/أكتوبر.
وأثنى د. ساتلوف على قرار ولي العهد بإحلال السلام مع إسرائيل عبر "اتفاقيات إبراهيم" ورحّب بازدهار التنوع الديني في الإمارات، قائلاً: "تكرّم جائزة "رجل الدولة-الباحث" التي نمنحها للقادة والشخصيات العامة الذين ترتكز إنجازاتهم على أسمى المثل العليا التي نقدّرها: أي المعرفة والحنكة السياسية - فالحنكة السياسية هي قدرة نقل شعبك وبلدك وأمّتك ومؤسستك إلى أماكن لم يسبق لهم أن تواجدوا فيها؛ والمعرفة هي القدرة الكبيرة على إدراك أنك بحاجة إلى معرفة المكان الذي كنتَ موجوداً فيه من أجل الوصول إلى حيث تريد، والفهم العميق للعالم من حولك. وأنتم بالتأكيد تستحقون هذه الجائزة يا سيدي".
وخلال مقابلة نادرة أجراها ولي العهد مع د. ساتلوف فور تسلّمه الجائزة، ناقش محمد بن زايد آل نهيان الحوافز التي دفعته إلى إرساء السلام مع إسرائيل، قائلاً: "هذا القرار مهم لأسباب كثيرة. أولاً، للفلسطينيين أنفسهم. ثانياً، لإرسال رسالة واضحة للعالَم وللمنطقة أننا ساعين لهذا السلام. ثالثاً، هي رسالة نحن ورثناها من المؤسس الشيخ زايد، رحمة ربي عليه. هو صاحب رسالة سلام، هو صاحب رسالة محبة، من بداية حياته في إنشاء هذه الدولة. هذه هي رؤيته، ونحن على هذا الطريق نسير".
وقال الشيخ محمد إن بلده فهم المخاطر التي تترافق مع توقيع اتفاق سلام سبّاق مع إسرائيل: "لكل قرار مخاطر، من دون شك. نحن نعيش أيضاً في منطقة الشرق الأوسط الصعبة. ولكن المكافآت تشكل حافزاً، والنتائج التي نحصل عليها أكبر بكثير من الخسائر. لمّا قررنا هذا القرار، كنا نتطلع إلى تعاون أكبر من السلام نفسه. ولكن دولة الإمارات تطمح إلى سلام أكبر من ذلك، وهو النفع العام".
Download a transcript of Sheikh Mohammed's remarks.
ومثّل سفير الإمارات يوسف العتيبة، الذي هو أحد أهم مهندسي "اتفاقيات إبراهيم"، ولي العهد في حفل نيويورك، وشارك في نقاش حول شؤون الشرق الأوسط الراهنة مع د. ساتلوف.
وأرسل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ شريطاً مصوراً إلى الحفل هنّأ فيه ولي العهد وأشاد به، قائلاً: "تشكّل «اتفاقيات إبراهيم» والخطوات التي اتخذها الشيخ محمد بن زايد للترحيب بأتباع المعتقدات الابراهيمية كافة في الإمارات منعطفاً تاريخياً لمنطقتنا، وهو منعطف يؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً، لجميع الأمم والشعوب في الشرق الأوسط. إنه تحوّل تام، وأنا أحيّي كل الذين شاركوا في التوصل إلى «اتفاقيات ابراهيم» وأهنّئهم".
Download a transcript of President Herzog's remarks.
وكان من أبرز الأحداث في هذه المناسبة هو فرصة تكريم ويندي وجيم شرايبر، الرئيس الفخري للمعهد، للإشادة بعقود من قيادتهما وتفانيهما والتزامهما بمهمة هذه المؤسسة البحثية. وأشاد رئيس المعهد جاي بيرنشتاين بالزوجين قائلاً: "لمدة 25 عاماً، كان جيم عضواً في مجلس إدارتنا، ثم رئيساً لمجلس الأمناء، وهو مصدر ثابت للبصيرة والحكمة في كل ما نقوم به. وجنباً إلى جنب مع ويندي، يقود هذان الزوجان نموذجاً يحتذى به في كل ما يقومان به - بدءاً من أعمالهما الخيرية في الولايات المتحدة، وإلى نشاطهما المدني في الخارج، والذي قادهما مؤخراً للمساعدة في إنقاذ مئات الأفغان المعرضين للخطر من حركة «طالبان»".
وسبق أن كرّمت جائزة "رجل الدولة - الباحث" التي مرّ خمسة عشر عاماً على إنشائها قادة في الولايات المتحدة وخارجها، ومن بينهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزراء الخارجية الأمريكيين كوندوليزا رايس وهنري كيسنجر وجورج شولتز.
وكان من بين رؤساء الحدث المشاركين في هذه المناسبة حاييم سابان، وجون شابيرو، وشوني سيلفربيرغ، وزاك ولوري شرايبر، وجيمس وميريل تيش.