الأمين العام لـ "كتائب حزب الله" يحاول منع الضربات الأمريكية في العراق أو إيران
كشف الأمين العام لـ "كتائب حزب الله" أحمد محسن فرج الحميداوي عن مناورة مثيرة لمحاولة تعطيل العمل الانتقامي الأمريكي بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في 27 كانون الثاني/يناير.
في 30 كانون الثاني/يناير 2024، أصدر الأمين العام لـ"كتائب حزب الله"، أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف أيضاً باسم أبو حسين) بياناً مفاجئاً عبر حساب "كتائب حزب الله" على تطبيق "تلغرام" باسم "KAF"، وجاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون)
إن طريق ذات الشوكة صعب عسير وضرائبه كبيرة، والأحرار السائرون فيه يُدركون أن الأثمان مهما عظمت تهون أمام تحقيق رضا الله ونصرة المستضعفين، وقد اتخذت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله قرارها بدعم أهلنا المظلومين في غزة الصمود بإرادتها، ودون أي تدخل من الآخرين، بل إن إخوتنا في المحور، لا سيما في الجمهورية الإسلامية لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيراً ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، والتزاما منا بأداء تكليفنا الإنساني والعقائدي، فقد عملنا بحكمة وتدّبر ومراعاة الموازين الشرعية والأخلاقية بشكل دقيق في أشد الظروف وأقساها. إننا إذ نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال - دفعا لإحراج الحكومة العراقية - سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى، ونوصي مجاهدي كتائب حزب الله الأحرار الشجعان بـــ الدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم، (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ).
الامين العام لكتائب حزب الله
ابو حسين الحميداوي (الشكل 1)
لقد برزت هذه الجماعة، التي صنفتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، وبشكل كبير لتحدثها باسم المقاومة والجماعة الشاملة "المقاومة الإسلامية في العراق" خلال حرب غزة. ولم يرغب جناح الأمين العام لـ"كتائب حزب الله"، أبو حسين، في السماح لأكرم الكعبي، زعيم "حركة حزب الله النجباء"، بأن يكون الشخصية العامة الأولى للمقاومة. كما سخر جناح "كتائب حزب الله" علناً من "عصائب أهل الحق" لأنها غير عدوانية بما يكفي في مواجهتها للولايات المتحدة.
ووفقاً لتقييمنا الأولي، يهدف التحوّل الهائل (في سياسة) أبو حسين إلى تفادي عملية عسكرية أمريكية وشيكة تتمنى الحكومتان الإيرانية والعراقية تجنبها. وعلى وجه الخصوص، يسارع أبو حسين لكي يحاول إعفاء إيران من المسؤولية عن الضربات السابقة، ومن بينها هجوم 27 كانون الثاني/يناير الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين في منطقة الركبان بالأردن، والذي وقع داخل منطقة عمليات "كتائب حزب الله" المسؤولة عن العمليات المناهضة للولايات المتحدة.
ومن الواضح بنفس القدر أن "كتائب حزب الله" تحاول التضليل عندما تذكر أن إيران لا تكن على علم مسبق بهجمات الحركة، ومن غير الصحيح بنفس القدر أن إيران لا تملك القدرة على فرض إرادتها على "كتائب حزب الله" وتغيير قراراتها الداخلية. فهناك شخص بصفة "مساعد في الجهاد" من "الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني يشارك شخصياً في «مجلس شورى "كتائب حزب الله"»، وقد أثبتت "الكتائب" أنها تستجيب بدرجة عالية للتوجيهات التكتيكية الإيرانية سابقاً، ومن بينها التقيد الصارم بوقف إطلاق النار المؤقت في غزة في العام الماضي.