"الباسيج العراقي" التابع لفصيل "أصحاب الكهف" وتهديده للسفارة الأمريكية في بغداد
أسّست ميليشيا "أصحاب الكهف" جماعة احتجاج جديدة تحمل اسم فارسي ودعت الغوغاء لاقتحام مجمع السفارة.
في 14 تموز/يوليو، نظمت جماعة الواجهة "أصحاب الكهف" احتجاجاً أمام السفارة الأمريكية في بغداد، وهو حدث برز لثلاثة أسباب:
• كان أول احتجاج من نوعه في عهد حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
• كانت هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها جماعة "أصحاب الكهف" احتجاجاً.
• استغلت "أصحاب الكهف" المناسبة للكشف عن حركة "شعبية" جديدة تسمى "التعبئة الشعبية في العراق" (المعروفة بـ "الباسيج العراقي").
وقد بدأت القنوات الشقيقة لجماعة "أصحاب الكهف" بالإعلان عن الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر باستخدام هاشتاغ "حاصروا السفارة". وفي صباح يوم 14 تموز/يوليو، نشرت قناة التواصل الاجتماعي الرئيسية لجماعة "أصحاب الكهف" رسالة تطلب فيها من أنصار "المقاومة" اقتحام السفارة الأمريكية، وجاء فيها: "المطلوب أعداد بسيطة [من المتظاهرين] لكن قلوبهم كزبر الحديد حتى نستنزل الرحمة والعطف والمدد الآلهي لنعيد [حدث] خيبر ولنعيد حادثة 1979 في إيران" (الشكل 1).
ويشير اسم "خيبر" إلى "معركة خيبر" في عام 629، عندما حاصر فيها جيش المسلمين حصناً تابعاً لمجموعة من يهود "المدينة المنورة" ثم اقتحمه. وتشير "حادثة 1979" إلى اقتحام السفارة الأمريكية في إيران واحتجاز موظفيها كرهائن لمدة 444 يوماً. وتابعت رسالة "أصحاب الكهف": "يجب أن يبدأ التأسيس لمرحلة جديدة وهي تهديد مصالح اليهود في العراق ومن يعادي الإسلام لا أمان له".
ولم تنظم "أصحاب الكهف" احتجاجات قبل هذه المسيرة، بل ركزت على إدعائها بتبني هجمات على جانب الطريق ضد قوافل لوجستية وهجمات صاروخية عرضية. أما الآن، فقررت الجماعة على ما يبدو الانخراط في أعمال الشوارع المنظمة من خلال حركتها الجديدة، "الباسيج العراقي". و"الباسيج" مصطلح فارسي يعني حرفياً "التعبئة" ويشير أيضاً إلى الجماعات شبه العسكرية الإيرانية التي تعمل بقيادة "الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني.
وفي المرحلة القادمة، قد يلعب "الباسيج العراقي" دوراً تولّته سابقاً الجماعات التي تأخذ القانون بأيديها مثل "ربع الله"، التي كانت مسؤولة عن الكثير من الاحتجاجات والأنشطة غير القانونية خلال فترة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي (على سبيل المثال، حرق مكاتب القنوات التلفزيونية وتلك التابعة للأحزاب السياسية). وتم تشكيل هذه الجماعات وقيادتها من قبل ميليشيا "كتائب حزب الله" المدعومة من إيران، علماً أن "الكتائب" تبدو الآن أقل اهتماماً بمثل هذه الأنشطة. ومع ذلك، يبدو أن ميليشيا "حركة حزب الله النجباء" المدعومة من إيران أصبحت نشطة في هذا المجال من خلال جماعة الواجهة "أصحاب الكهف" التابعة لها و"الباسيج العراقي" الجديد.
وفي النهاية، فشلت جماعة "أصحاب الكهف" في حشد أعداد كبيرة للمشاركة في الاحتجاج، مما يعكس على الأرجح الانقسامات الداخلية في صفوف الميليشيات الكبرى. وعلى الرغم من إعلان حسابات شقيقة لجماعة "أصحاب الكهف" بأنه سيتم توفير وسائل النقل والطعام مجاناً للمتظاهرين القادمين من مدن أخرى، إلّا أن بعض قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للمقاومة أوضحت أن تحالفها السياسي الرئيسي، الهيئة "التنسيقية" أو "الإطار التنسيقي"، ليس من نظّم الحدث (الشكل 2).
كما أدى غياب التوافق إلى امتناع البنية التحتية الإعلامية الواسعة النطاق التابعة "للمقاومة" عن الترويج للمسيرة. ويشمل ذلك "صابرين نيوز"، قناة التواصل الاجتماعي التابعة "للمقاومة" والتي كانت المسؤولة الرئيسية عن تنظيم مثل هذه الاحتجاجات في عهد الكاظمي.
وفي أغلب الأحيان، كانت الميليشيات الرئيسية توّاقة في أن يُنظر إليها على أنها تؤيد سبب هذا الاحتجاج دون الترويج للمسيرة نفسها علناً. وقد شارك في الاحتجاج لفترة وجيزة بعض النواب التابعين "للمقاومة"، مثل حسن سالم من كتلة "الصادقون" النيابية التابعة لحركة "عصائب أهل الحق" وسعود الساعدي من "كتلة حقوق" التابعة لـ "كتائب حزب الله". وشكّلت هذه الخطوة على ما يبدو محاولة من قبل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" لتجنب الانتقادات من قاعدة دعم "المقاومة" الأساسية على خلفية فشلهما في ترويج الحدث المناهض لأمريكا، مما يشير إلى أنه إذا اكتسبت احتجاجات مماثلة زخماً في المستقبل، فبإمكان جذب الميليشيات الكبرى لدعمها بصورة أكثر علانية على الإنترنت وفي الشارع.