- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
البحرين تكشف عن زيارة رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي
يسلّط اجتماع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مع زعماء البحرين الضوء على التركيز المستمر على التهديد الإيراني بقيادة الولايات المتحدة، والقوة التي تشكل أساس "اتفاقيات إبراهيم".
في هذا الأسبوع، حضر رئيس الأركان العامة الجديد للجيش الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي، مؤتمراً حول الأمن الإقليمي عقدته "القيادة المركزية الأمريكية" في دولة البحرين الخليجية. ولكن لم يُكشَف عن حضوره إلى أن أفادت صحيفة محلية تصدر باللغة العربية عن اجتماعٍ عُقد لاحقاً مع رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حيث ظهر اللواء هليفي في إحدى الصور وهو يجلس باللباس المدني على بُعد مقعدين من ولي العهد الذي كان يتحدث مع الجنرال في الجيش الأمريكي مايكل كوريلا. وفي حين لم تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر الرحلة في وقت سابق، سواء لأنها لم تعلم بأمرها أو لأنها تلقت أمراً بالتكتم عنها، سارعت بعد ذلك إلى الإعلان عنها وكشفت أن هليفي توجه إلى البحرين مباشرةً عبر المجالين الجويين الأردني والسعودي.
وكانت هذه الرحلة الأولى التي يقوم بها اللواء إلى الخارج منذ تعيينه رئيساً للأركان العامة في الشهر الماضي. وقد زار سلفه اللواء أفيف كوخافي البحرين مرة واحدة على الأقل، كما فعل وزير الدفاع السابق بيني غانتس في شباط/فبراير 2022 والرئيس إسحاق هرتسوغ في كانون الأول/ديسمبر. ويشير الاجتماع الذي عُقد هذا الأسبوع بعد وقت قصير من مناورات "جونيبر أوك" العسكرية الرئيسية، التي شاركت فيها طائرات وسفن أمريكية وإسرائيلية، إلى تزايد العلاقة متانة وتقدماً.
ولا يمكن إلا تخمين سبب سماح البحرين بانتشار نبأ الاجتماع. فوسائل الإعلام المحلية تخضع بشدة لنفوذ الحكومة وربما لسيطرتها أيضاً، لذلك من شبه المؤكد أن التسريب كان متعمداً. ويشير ذلك إلى أن المسؤولين البحرينيين فخورون بعلاقتهم مع إسرائيل، وليسوا قلقين بصفة خاصة بشأن تزايد التوترات مؤخراً في الضفة الغربية. كما قد يشكل هذا التسريب طريقةً اعتمدتها المنامة لتعزيز صورة العلاقة، التي لا تبدو مهمة مقارنةً بعلاقات إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة. فعلى الرغم من توقيع الدولتين على "اتفاقيات إبراهيم" في عام 2020، شملت جهود التطبيع في الإمارات تعاوناً تجارياً وسياحياً أعمق بكثير إلى جانب العلاقات الأمنية.
وعلى المستوى المحلي، تُظهر الزيارة المكانة الرفيعة التي يتمتع بها ولي العهد الأمير سلمان، الذي غالباً ما يطغى على مكانته العسكرية فردان آخران من عائلة آل خليفة المالكة وهما: المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد، القائد العام لـ"قوة دفاع البحرين"، واللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد، قائد "الحرس الملكي البحريني" والأخ الأصغر غير الشقيق لسلمان. ويُعتبَر كلاهما متشدداً ضد إيران، وصارماً في التعامل مع المعارضة الشيعية التي تشكل أغلبية سكان البحرين، ولا يزال المئات من أبنائها محتجزين دون محاكمة من قبل الحكومة بقيادة السنّة. (في الواقع، حثت زيارة الرئيس هرتسوغ الأخيرة الشيعة على تنظيم مظاهرة في المنامة).
وقد تنطوي الخطوة التالية على الساحة الخليجية على رد فعل عدائي من إيران التي كانت تعتبر البحرين سابقاً إحدى محافظاتها، والتي نشر "الحرس الثوري الإسلامي" التابع لها في هذا الأسبوع صورة تُظهر صاروخاً كُتب عليه رسالة "الموت لإسرائيل" باللغة العبرية (مع خطأ إملائي). يأمل المرء أن تكون واشنطن قد توقعت حدوث رد فعل من هذا القبيل واستعدت له.
سايمون هندرسون هو "زميل بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.