الجماعات العراقية والحوثيون في اليمن يعلنون مسؤوليتهم عن المزيد من الهجمات المشتركة على إسرائيل
أضافت "المقاومة" العراقية ورفاق دربها المدعومين من إيران في اليمن مثالاً جديداً لهجماتهم المشتركة إلى قائمتهم المتزايدة من الادعاءات عن تعاونهم.
في 13 حزيران/يونيو، ألقى عبد الملك الحوثي، قائد جماعة "أنصار الله" (المعروفة أيضاً باسم الحوثيين)، أحد خطاباته النموذجية على شاشة التلفزيون أوضح فيه الأنشطة الحركية الأخيرة للحركة اليمنية. لكنه ادّعى هذه المرة أن الحوثيين يعملون مع "المقاومة الإسلامية في العراق" لشن هجمات ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان: "في الجولان [السوري] هناك أيضاً المسار المهم في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، وهو العمليات المشتركة بين إخواتنا الأعزاء المجاهدين في «المقاومة الإسلامية في العراق» والجيش اليمني [في إشارة إلى الحوثيين]" (الشكل 1).
العمليات المشتركة لـ "كتائب حزب الله" مع الميليشيات الإقليمية الأخرى
يأتي الادعاء المتعلق بالجولان في أعقاب مكالمة هاتفية أجراها أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف أيضاً باسم أبو حسين)، زعيم ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، مع زعيم الحوثيين في أواخر أيار/مايو لمناقشة "التنسيق العالي بين قوى المحور، وبالأخص بين العراق واليمن" (الشكل 2). وكانت هذه هي المحاولة الثالثة لـ"كتائب حزب الله" في الأشهر الأخيرة لتوسيع دورها الإقليمي. ففي شهرَي آذار/مارس ونيسان/أبريل، حاولت الميليشيا فتح جبهة جديدة في الأردن من خلال تسليح عناصر "حماس" لاستغلال الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في المملكة الهاشمية. وفي أيار/مايو، ساعدت "كتائب حزب الله" الميليشيا البحرينية "سرايا الأشتر" على شن هجمات بطائرات مسيّرة ضد إسرائيل.
ويبدو أن التعاون الأخير مع الحوثيين هو جزء من هذا الاتجاه الأوسع نطاقاً، على الرغم من أن الميليشيات قد لا تكون هي التي تقوده. ويعمل "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" على تنظيم هجمات يقوم بتنفيذها وكلائه الإقليميين منذ بدء حرب غزة، كما يقود على الأرجح هذه المرحلة الجديدة من التعاون بين الميليشيات العراقية والجماعات المتمركزة في مناطق أخرى. ووفقاً لذلك، قد ينخرط أيضاً أعضاء آخرون في "المقاومة الإسلامية في العراق" (مثل "حركة حزب الله النجباء").
ادعاءات عراقية - حوثية جديدة
جاءت هذه التصريحات حول التعاون في الجولان في أعقاب ادعاءين - صدرا بالتوازي من قبل الحوثيين و"المقاومة الإسلامية في العراق" - بشأن العمليات المشتركة ضد أهداف إسرائيلية. أولاً، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن هجومين مشتركين بطائرات مسيّرة على ميناء حيفا في 6 حزيران/يونيو. وأطلق الحوثيون الادعاء ذاته، لكن بيانهم تضمن المزيد من التفاصيل حول الهجمات المزعومة: "نفذ [الحوثيون] عمليتين عسكريتين مشتركتين مع «المقاومة الإسلامية في العراق». الأولى استهدفت سفينتين كانتا تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا. والثانية استهدفت سفينة انتهكت قرار حظر الدخول إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة" (الشكل 3). ولم يتم نشر أي لقطات لهذه الضربات المزعومة بطائرات مسيّرة.
وصدر إدعاء ثانٍ عن شن هجمات مشتركة في 12 حزيران/يونيو. وهذه المرة، أشارت "المقاومة الإسلامية في العراق" بأنها نفذت عمليتين عسكريتين مشتركتين مع القوات المسلحة اليمنية استهدفت "هدفاً حيوياً في مدينة إسدود بالصواريخ" والثانية استهدفت "هدفاً مهماً في مدينة حيفا بواسطة الطيران المسيّر" (الشكل 4).
ولم يُذكر نوع الصواريخ التي زُعم أنها استخدمت في هذه الضربة، لكن إطلاقها بدا مشابهاً لعمليات إطلاق سابقة نفذتها "المقاومة الإسلامية في العراق". ويُعد هذا خروجاً عن الأسلوب المعتمد في الأشهر الأخيرة والمتمثل في وصف الصواريخ المستخدمة في جميع الهجمات المزعومة بأنها "صواريخ "الأرقب" الجوالة المحدثة طويلة المدى". ولم يتضمن بيان الحوثيين حول هذه الهجمات معلومات أكثر بكثير من بيان "المقاومة الإسلامية في العراق"، باستثناء وصف الأسلحة المستخدمة كما يُزعم بـ"الصواريخ المجنحة".
تيارات التهديد المميزة
في ضوء هذه الحوادث الأخيرة، تبرز حالياً ثلاثة تيارات واضحة من الهجمات ضد إسرائيل مصدرها العراق:
- هجمات تبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها حصراً
- هجمات تبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن شنها، ويبدو أن تنظيمها كان من قبل "كتائب حزب الله"، بالشراكة مع عناصر مقاومة إقليمية أخرى مثل جماعة "سرايا الأشتر" البحرينية (إدعاء عن المسؤولية بتاريخ 27 نيسان/أبريل يتعلق بطائرة بدون طيار من طراز صماد/"كي إي أس-04" ذات جناح بشكل V) والحوثيين (إدعاء عن المسؤولية بتاريخ 6 و 12 حزيران/يونيو تتعلق بطائرات مسيّرة غير محددة وصاروخ "كروز" غير محدد)
- هجمات تبنتها "سرايا أولياء الدم" (في 30 أيار/مايو و 2 و 8 و 14 حزيران/يونيو؛ ضربات بطائرات مسيّرة من طراز "شاهد-101" حصراً).