"المقاومة الإسلامية في العراق" تعدّ لوحة نتائج للهجمات التي بدأت منذ 200 يوم
يختلف الرسم البياني عن الادعاءات المسجلة لـ"المقاومة الإسلامية في العراق" بطرق مهمة، ويبدو أنه يبالغ في الضربات ضد إسرائيل ويقلل من أهمية الضربات على سوريا والأردن.
في 25 نيسان/أبريل 2024، نشر حساب "المقاومة الإسلامية في العراق" على تلغرام رسماً بيانياً (الشكل 1) يعدد الهجمات التي تبنتها الجماعة منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023. واحتفى الرسم البياني بمرور 200 يوم على بدء الحرب وادّعى أن "المقاومة الإسلامية في العراق" شنت 243 عملية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية خلال هذه الفترة، من بينها 90 هجوماً على مواقع أمريكية في العراق و65 هجوماً على مواقع أمريكية في سوريا، بالإضافة إلى 88 هجوماً على "الكيان الصهيوني" (إسرائيل).
تعداد "المقاومة الإسلامية في العراق" للهجمات التي تبنتها
قامت "الأضواء الكاشفة للميليشيات" أيضاً بإحصاء جميع الهجمات التي تبنتها "المقاومة الإسلامية في العراق" منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر في متتبعها عبر الإنترنت، ولاحظت فرقاً مثيراً للاهتمام بين أرقامنها والرسم البياني الذي نشرته "المقاومة الإسلامية في العراق":
- تدّعي "المقاومة الإسلامية في العراق" أنها نفذت 88 هجوماً على إسرائيل في 25 نيسان/أبريل، لكن "الأضواء الكاشفة للميليشيات" لم تسجل سوى 59 هجوماً من هذا القبيل تبنته "المقاومة" حتى ذلك اليوم.
- تدّعي "المقاومة الإسلامية في العراق" أنها نفذت 65 هجوماً على أهداف (أمريكية) في سوريا، لكن "الأضواء الكاشفة للميليشيات" لم تسجل سوى 105 هجمات من هذا القبيل.
- لا تعدد "المقاومة الإسلامية في العراق" أي هجمات في الأردن في الرسم البياني الذي نشرته بتاريخ 25 نيسان/أبريل، ولكن "الأضواء الكاشفة للميليشيات" سجلت 4 هجمات من هذا القبيل (على البرج 22/ الركبان) في الفترة الممتدة حتى 25 نيسان/أبريل.
- تدّعي "المقاومة الإسلامية في العراق" أنها شنت 90 هجوماً على أهداف (أمريكية) في العراق، وهو العدد ذاته الذي سجلته "الأضواء الكاشفة للميليشيات" في الفترة نفسها (لم تحصِ "الأضواء الكاشفة للميليشيات" الهجمات التي لم يتم تبنيها على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد أو "مركز بغداد للدعم الدبلوماسي" أو الهجمات التي لم يتم تبنيها على منشأة غاز خور مور، ويبدو أن "المقاومة الإسلامية في العراق" لم تقم بذلك أيضاً).
بعض النظريات حول الاختلاف في مقاييس تبني الهجمات
تشمل أبرز الاختلافات بين الرسم البياني الاسترجاعي الخاص بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" والإحصاء اليومي الذي تعده "الأضواء الكاشفة للميليشيات" للهجمات التي تتبناها "المقاومة الإسلامية في العراق" هو تبني هذه الأخيرة المزيد من الهجمات على إسرائيل بنسبة تقارب الثلث. وإذا كان الرسم البياني الخاص بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" صحيحاً، فإن ذلك يشير إلى أحد الأسباب العديدة. وربما لم يتم الإعلان عن بعض الهجمات التي شنتها "المقاومة" على إسرائيل في وقت الهجوم، على الرغم من أن ذلك يبدو غير مرجح نظراً للطبيعة المتميزة ومنخفضة التكلفة لهذه الهجمات في ظل أزمة غزة. ويتمثل احتمال آخر في محاولة "المقاومة الإسلامية في العراق" إعادة تصوير هجماتها المناهضة للولايات المتحدة بشكل أساسي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 على أنها أكثر دعماً بشكل مباشر للقضية الفلسطينية، ومبالغة في ضرباتها ضد إسرائيل. وربما فخورة جداً بضرباتها داخل العراق لدرجة أنها غير قادرة على خفض تلك الضربات، على الرغم من أنها أحرجت الحكومة العراقية، وبالتالي فهي تبالغ بدلاً من ذلك في تبنيها للهجمات خارج العراق.
إن الفارق الكبير بين عدد الهجمات التي تم تبنيها في سوريا وفقاً لـ "الأضواء الكاشفة للميليشيات" (105) وعدد الهجمات الوارد في الرسم البياني الخاص بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" (65) مثير للاهتمام بشكل خاص. فلطالما تعاملت "الأضواء الكاشفة للميليشيات" مع الهجمات في سوريا بحذر خاص، لأن بعض الهجمات التي أفادت عنها بعض التقارير وقعت بالقرب من القواعد الأمريكية (كونوكو والعمر على وجه التحديد) ربما كانت تستهدف مواقع مجاورة تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية". وينطبق ذلك إلى حد كبير على الهجمات بصواريخ الكاتيوشا من عيار 107 ملم غير الموجهة أو قذائف الهاون، والتي ربما كانت قد نفذتها الميليشيات العربية المدعومة من إيران.
ومع ذلك، حرصت "الأضواء الكاشفة للميليشيات" على إسناد معظم الهجمات التي تم إحصاؤها في سوريا إلى مزاعم "المقاومة الإسلامية في العراق". وبالتالي فإن دافع هذه الأخيرة للتقليل من شأن حملتها في سوريا غامض. وينطوي أحد الاحتمالات على أن بعض الهجمات ضد قاعدة التنف كانت موجهة في الواقع نحو إسرائيل، كما كان عليه الحال مع عملية اعتراض أمريكية واحدة على الأقل في التنف في 2 نيسان/أبريل (والتي أحصتها "الأضواء الكاشفة للميليشيات" ضمن الهجمات الموجهة نحو إسرائيل). وإذا كان الأمر كذلك، يمكن استبعاد بعض الضربات السورية وإضافة بعض الضربات الإسرائيلية، علماً بأن "الأضواء الكاشفة للميليشيات" لن تعيد تصنيف أي ضربات في غياب معلومات جديدة.
أما التفسير الأخير والواضح نوعاً ما فهو أن الرسم البياني الذي نشرته "المقاومة الإسلامية في العراق" ليس دقيقاً للغاية، وأن إغفال أي ضربات في الأردن هو أحد المؤشرات على هذا الاتجاه. فليس لدى "المقاومة الإسلامية في العراق" أي دافع "للتساهل" مع الأردن، لا سيما وأن "كتائب حزب الله" تهدد المملكة الهاشمية بشكل نشط، ومن المعروف أن قاعدة البرج 22/الركبان تقع داخل الأردن. ومع ذلك، (فوفقاً لتقييم "الأضواء الكاشفة للميليشيات") حاولت "المقاومة الإسلامية في العراق" توخي الدقة في مقاييسها، على الأقل حتى الآن، لتتجنب على وجه التحديد خطر اتهامها بالمبالغة في عدد الهجمات التي تتبناها. ومن المؤكد أن القضايا مثل الاختلاف الكبير بين الادعاء الجديد لـ"المقاومة الإسلامية في العراق" منذ بدء الحرب قبل 200 يوم والادعاءات اليومية تشير إلى ديناميكية مثيرة للاهتمام داخل الجماعة الإرهابية وأجنحتها الإعلامية.