الميليشيات تشير إلى خفض التصعيد مع الولايات المتحدة، والعودة إلى الضربات الشكلية ضد إسرائيل
أشارت الجماعات العراقية التي تُطلق على نفسها اسم "المقاومة" إلى رغبتها في إنهاء سلسلة الضربات المتبادلة مع الولايات المتحدة والعودة إلى عمليات ضد إسرائيل دون تكلفة.
في 12 آب/أغسطس، أصدرت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية") بياناً قصيراً جاء فيه: "إن تنسيقية المقاومة العراقية غير ملزمة بأي قيود، إذا ما تورطت قوات الاحتلال الأمريكي مرة أخرى باستهداف أبنائنا في العراق، أو استغلال أجوائه لتنفيذ اعتداءات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فإن ردنا حينها لن توقفه سقوف" (الشكل 1). وجاءت هذه الرسالة في أعقاب جولة أخرى من الضربات الأمريكية في اليوم السابق ضد ميليشيات تنتمي إلى الجماعة التي تُطلق على نفسها اسم "المقاومة" (الشكل 2). وعلى الرغم من النبرة التهديدية التي تضمنها البيان، يبدو أن التنسيقية تحاول وضع حد للتبادلات الانتقامية مع القوات الأمريكية والتي بدأت منذ 25 تموز/يوليو.
هل الهدف تخفيف التصعيد؟
يبدو أن الميليشيات تشير إلى أنه إذا استمرت القوات الأمريكية في مهاجمة أصولها، فلن تلتزم بعد الآن باتفاقها مع الحكومة العراقية، الذي تم التوصل إليه في شباط/فبراير بعد هجومها على قاعدة "البرج 22" في الأردن الذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد من القوات الأمريكية وتحفيز الضربات الأمريكية المضادة. ومن خلال تبني هذه النبرة، ربما تحاول ببساطة إنهاء دورة العنف الحالية (التي ربما تكون غير مقصودة) مع الولايات المتحدة، وإعادة تركيز هجماتها على إسرائيل، والاستعداد لتصعيد وشيك محتمل بين ما يسمى "محور المقاومة" وإسرائيل. من الجدير بالذكر أن "المقاومة الإسلامية في العراق "التي كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية في الأشهر الماضية - توقفت عن تقديم مثل هذه الادعاءات بعد بدء دورة المواجهة الحالية مع الولايات المتحدة في العراق وسوريا في 24 تموز/يوليو.
قد يكون هذا التوقف والتحذير الجديد من جانب التنسيقية مرتبطان أيضاً باحتمال تنفيذ هجمات انتقامية بقيادة إيران ضد إسرائيل رداً على الهجمات الأخيرة على قادة بارزين من "حزب الله" و"حماس" في بيروت وطهران. وتلقي إيران باللوم على إسرائيل في اغتيال إسماعيل هنية أمام أعينها، وقد ترد قريباً بهجمات عسكرية. ويبدو أن "التنسيقية" تحذر الولايات المتحدة من استخدام المجال الجوي العراقي لضرب إيران إذا ما حدث هذا الانتقام.
نظرة إلى المستقبل
إن هذا الجهد الواضح الذي تبذله "المقاومة" لردع التحركات الأمريكية في العراق (وبدرجة أقل في سوريا) لا يتماشى بشكل مريح مع الهجوم الصاروخي المُبلغ عنه في 14 آب/أغسطس على قاعدة "كونكو" الأمريكية في سوريا. (راجع جدول تَتَبُّع هجمات الميليشيات التابع لـ "الأضواء الكاشفة للميليشيات" للحصول على قاعدة بيانات تغطي هذا الهجوم وغيره من الهجمات في العراق وسوريا). ومع ذلك، لم يتم تبني هذا الحادث وربما كان يستهدف أهدافاً تابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" المتمركزة إلى جانب القوات الأمريكية.
ومن وجهة نظر "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، فإن "المقاومة" العراقية:
- تورّطت بشكل غير مقصود في دورة من الهجمات ضد الولايات المتحدة بين 24 و31 تموز/يوليو، والتي ربما شهدت رد القوات الأمريكية على ضربة بطائرة مسيرة ضد إسرائيل كانت في طور الإعداد (انظر أدناه)؛
- كان عليها أيضاً أن تأخذ في الاعتبار فترة "استعادة الأنفاس" لـ «محور المقاومة» الأوسع نطاقاً قبل الانتقام المحتمل ضد إسرائيل بعد 31 تموز/يوليو.
ومع الهجوم الذي تبنته "المقاومة الإسلامية في العراق" في 18 آب/أغسطس ضد إسرائيل - وتحديداً هجوم بطائرة مسيرة في مرتفعات الجولان، وهو أول هجوم ضد إسرائيل منذ 24 تموز/يوليو - ربما تعود "المقاومة" إلى نمطها السابق في الادعاء بتنفيذ ضربات "مقاومة" شكلية إلى حد كبير ضد إسرائيل، مع وجود أدلة قليلة على وصول آثارها الفعلية إلى الأراضي الإسرائيلية.
وبالنسبة لمعظم فصائل الميليشيات العراقية، فإن كل ما يهمها حقاً هو منع الانتقام الأمريكي داخل العراق، وخاصة ضد كبار شخصيات الميليشيات. لقد تحول العديد من شخصيات "المقاومة" إلى قلة من الأثرياء الذين يركزون على المال بشكل متزايد، ويستمتعون بالعيش بأساليب حياة مترفة بشكل علني في بغداد. وعلى هذا النحو، فإنهم لا يريدون وضعاً يكونون فيه دائماً في خوف من الموت بواسطة ضربة بطائرة مسيرة أمريكية. وقد يشير الهجوم على قاعدة "كونكو" في 14 آب/أغسطس، إذا نُفذ من قبل مقاتلين من "كتائب حزب الله" أو "حركة حزب الله النجباء" المدعومين من إيران، إلى وجود وجهة نظر منحرفة بشأن هذه القضية، مما قد يتسبب في زيادة الخلافات داخل مشهد "المقاومة".