العقل المدبر الإرهابي في "عصائب أهل الحق" عدنان فيحان يتولى منصب محافظ بابل
تم مؤخراً اختيار أحد أفراد الميليشيات العراقية المتورطين في جريمة قتل واختطاف خمسة أمريكيين في كربلاء عام 2007 محافظاً لبابل في العراق.
في 6 شباط/فبراير، اختار مجلس محافظة بابل عدنان فيحان الدليمي، رئيس كتلة "الصادقون" النيابية، محافظاً جديداً لبابل (الشكل 1). وتشكل كتلة "الصادقون" الجبهة السياسية لمنظمة "عصائب أهل الحق" المصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية. ونظراً لهذا السياق، تم التعيين تحت جنح الظلام في جلسة عُقدت في الصباح الباكر وقاطعها سبعة من أعضاء المجلس الثمانية عشر احتجاجاً على هذا الخيار.
وتُعد هذه خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لكل من "عصائب أهل الحق" (أي أول محافظ من قبلها) والدليمي، الذي كان أول نائب "للعصائب" في مجلس النواب ويقود حالياً كتلتها السياسية المتنامية. لكن هذه الخطوة تشكّل أيضاً لحظة قاتمة بالنسبة للعراق. فوفقاً لكل من قائد "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي والحكومة الأمريكية، فإن الدليمي إرهابي مدعوم من إيران، قاد جهود التخطيط لهجوم كانون الثاني/يناير 2007 الشهير على "مركز التنسيق المشترك في محافظة كربلاء"، الذي أسفر عن مقتل خمسة أمريكيين، أربعة منهم بواسطة الإعدام وبإجراءات موجزة وهم مقيدون ومعصوبو الأعين. وقد قاد أحد أقاربه (أزهر الدليمي) الهجوم الفعلي وقُتل على يد القوات الأمريكية في أيار/مايو من ذلك العام.
خلفية الدليمي حول قتله الأمريكيين
لفت الدليمي، وهو من مدينة الحلة في محافظة بابل، انتباه الحكومة الأمريكية للمرة الأولى عندما كان قائداً شاباً في التيار الصدري. ووفقاً لتقرير تحقيق تكتيكي أمريكي رُفعت عنه السرية في 30 آذار/مارس 2007، أكد الخزعلي - الذي كان معتقلاً كثير الكلام في ذلك الوقت - أن الدليمي "كان زعيم "الجماعات الخاصة" [الاسم العملي لخلايا "عصائب أهل الحق" في واشنطن] التابعة للتيار الصدري في وسط العراق التي تضم الديوانية وكربلاء والحلة والنجف".
كما ساعد الخزعلي في التحقق من أن الدليمي "جاء إلى منزله في مدينة الصدر في بغداد طالباً موافقته على خطة الهجوم على... «مركز التنسيق المشترك في محافظة كربلاء»، وضمان توافقه مع الشريعة الإسلامية، والحصول على دعم المعتقل للهجوم". وقد دعم "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" الهجوم من خلال منشآت التدريب داخل إيران، حيث التقطت الأقمار الصناعية الأمريكية صوراً لنموذج بالحجم الطبيعي عن "مركز التنسيق المشترك في محافظة كربلاء". واعتقلت السلطات الأمريكية الدليمي لاحقاً على خلفية أعمال إرهابية مناهضة للولايات المتحدة في العراق.
التجربة السياسية للخزعلي
عندما أطلقت الولايات المتحدة سراح الخزعلي والدليمي في عام 2010 مقابل جثث مدنيين بريطانيين مقتولين، تم تكليف الدليمي بالانخراط في شؤون السياسة. وقاد في البداية المكتب السياسي لـ "عصائب أهل الحق" في لبنان، حيث نظم مؤتمرات "محور المقاومة" المناهضة للغرب مع "حزب الله" وجماعات فلسطينية في عام 2011. ولا يزال يدعم علناً الإرهاب ضد إسرائيل، حيث قال في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023: "نبارك لأبطال المقاومة الفلسطينية على عملية «طوفان الأقصى» التي أثلجت صدور المؤمنين... نحن معكم بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا ندعو لكم وندعمكم ونشد على أيديكم حتى تحقيق النصر واستئصال هذه الغدة السرطانية"، في إشارة إلى إسرائيل (الشكل 2).
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق في عام 2011، عاد الدليمي إلى مسقط رأسه وأسس "الصادقون"، وهو أول حزب سياسي تابع لـ"عصائب أهل الحق"، وحقق أول فوز انتخابي له في الانتخابات النيابية لعام 2014. وبعد فوزه مباشرةً، انضم إلى "قوات الحشد الشعبي" التي تأسست حديثاً وشارك في أول انتصار لها في ساحة المعركة، في عملية استعادة منطقة جرف الصخر، حيث تم تصويره بوضوح مع قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" قاسم سليماني (الشكل 3). ومنذ ذلك الحين، قام الدليمي بحملته الانتخابية على أساس برنامج يرفض أي إعادة توطين للسنة في تلك المنطقة، باستثناء الأفراد المرتبطين بالوجهاء السنة الذين هم تحت سيطرة كتلة الميليشيات الشيعية (الشكل 4).
وقاد الدليمي أيضاً حملة "الصادقون" الناجحة للغاية لتخويف الناخبين وحشو صناديق الاقتراع، في الانتخابات النيابية لعام 2018، مما أدى إلى زيادة عدد مقاعد "عصائب أهل الحق" من مقعد واحد إلى خمسة عشر مقعداً في عملية تصويت شابتها عيوب كثيرة. وخدم لفترة ثانية في لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب، حيث عارض باستمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق حتى عندما كان ذلك بدعوة من بغداد. ودافع عن مقعده مجدداً في عام 2021 واستمر في إدارة كتلة "الصادقون" إلى حين تعيينه محافظاً.
قائد إرهابي رئيسي هو الآن محافظ بابل
يُعتبر الدليمي أقرب مستشار سياسي للخزعلي، وهو قائد مصنف على لائحة الإرهاب الأمريكية، كما يُعد أيضاً التجربة السياسية الأكثر نجاحاً لـ"عصائب أهل الحق". على سبيل المثال، قبل وقت قصير من تعيينه في منصبه الجديد، كان ممثل "عصائب أهل الحق" في المجموعة الصغيرة، المؤلفة من فصائل "الإطار التنسيقي" التي تفاوضت على تقاسم أكثر من 2000 طلب يشوبه الفساد، وكان من المفترض أن يتم تسريع عملية قبولها في جهاز مكافحة الإرهاب النخبوي (المعروف أيضاً باسم "قيادة مكافحة الإرهاب" و "قوات العمليات الخاصة العراقية").