لم يحظَ خبر عزل ترامب ومن ثم تبرئته أكثر من تغطية ثانوية في الشرق الأوسط مقارنةً بالقضايا الإقليمية أو المحلية. إذ اكتفى العديد من المواقع الإلكترونية والصحف الصادرة باللغة العربية بترجمة مقالات غربية وإعادة نشرها بدلاً من تأليف محتواها الخاص حول المسألة، ومنها على سبيل المثال "الجزيرة" التي نشرت نسخةً مترجمة عن افتتاحية "ذي غارديان". بالإضافة إلى ذلك، اكتفت المقالات بمجملها بشرح الوقائع أو إجراءات العزل عوضاً عن توضيح معناها وأهميتها. وبينما ذهب بعضها إلى حدّ الإشادة بوجود آلية سلمية لعزل الرئيس، علّق معظمها على استبعاد إقالة ترامب وعلى الاستقطاب غير المسبوق الذي تشهده أمريكا اليوم.
أما المقالات التي كتبت افتتاحياتها بنفسها، فانقسمت ما بين معارضٍ وموافقٍ حول ما إذا كان العزل يخدم الحملة الانتخابية لترامب أو يضرّ بها. وكانت المقالات الصادرة في دول الخليج ميّالة إلى تصوير العزل على أنه "حالة انتقام" سياسية للحزب الديمقراطي ضد ترامب "الذي فاز رغماً عنهم" ("سكاي نيوز عربية"). وافترضت معظم الصحف الخليجية أن ترامب سيستفيد في النهاية خلال انتخابات 2020 "بعد أن أثبت براءته أمام مجلس الشيوخ" ("السياسة"). إلا أن التغطية القطرية للحدث انحرفت عن المسار الخليجي العام. فقد أكّدت مثلاً إحدى مقالات "الجزيرة" على أن قضية عزل ترامب "بسيطة ولا يثبتها فقط المسؤولون الذين يتكلمون تحت القسم ولكن أيضاً كلماته وأفعاله".
في المقابل، شهدت الصحف المصرية انقساماً أكبر حول تأثير العزل على الانتخابات، في حين ألمح الإعلام المعادي لأمريكا في سوريا إلى أن العزل سيضر بترامب حيث كتبت صحيفة "البعث": "تشير جميع المعطيات إلى أن آمال ترامب بالعودة ثانية إلى البيت الأبيض قد تلاشت". لكن الصحف اللبنانية تبنّت موقفاً أكثر حيادية، فكتبت صحيفة "الأخبار" التابعة لـ «حزب الله»: "في سيناريوهات إضعاف ترامب قبل الانتخابات الرئاسية احتمالات إضعاف مماثل لمنافسه الرئيسي المحتمل بايدن"، مجادلةً أن الشبهات تحيط أيضاً بهذا الأخير.
أما الصحف الإيرانية فمالت بمعظمها إلى نسخ مقالاتها عن المصادر الغربية، ولكن طغا موضوعان على وسائل الإعلام التي قدّمت محتوى مبتكر، وهما تصوير العزل على أنه فضيحة لوّثت إرث ترامب الرئاسي، وتقديم تحليل حيادي حول تضرر حظوظ ترامب الرئاسية أو عدمه بسبب العزل. وأشارت مقالات تحليلية قليلة إلى أن ترامب قد يتمكّن من تحويل الفضيحة إلى حسنةٍ يستخدمها في حملته الانتخابية لأنها قد "تؤدي إلى تعاظم شعبيته لدى أبناء الطبقة الوسطى". وبينما جاءت معظم المقالات الإيرانية معاديةً لترامب، إلا أن قليلاً منها أشاد بالديمقراطيين.
من ناحية المقالات التركية، اعتبرت عموماً هذه الأخيرة أن العزل بمثابة "هدية" لحملة ترامب. فادّعت مؤسسة "سيتا" البحثية الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان أن "ما لم يقتل ترامب سيزيده قوةً"، بينما كتب مصدر إعلامي آخر موالٍ لأردوغان، وهو "صباح نيوز"، أن العزل سوف "يوحّد السيناتورات الجمهوريين وأعضاء مجلس النواب حوله".
وسائل الإعلام العربية
الإمارات العربية المتحدة:
سكاي نيوز عربية: "محاكمة الرئيس...!" أحمد الفراج، 27 كانون الثاني/يناير 2020.
- جادلت المقالة بأن الإعلام الحر أصبح ذراعاً للديمقراطيين واليسار عموماً، بدلاً من أن يكون سلطة خامسة تبحث عن الحقيقة بموضوعية ونزاهة.
- اعتبرت أن تركيز الديمقراطيين على الانتقام من ترامب أصبح واضحاً بشكل أكبر بعد العزل، حين انتقدوا اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، بحيث جاء فيها: "فهم غاضبون لأن ترامب سجّل نقطة في رصيده الشعبي، وقيّموا مقتل سليماني من خلال هذا الإطار، وهذا على حساب الأمن القومي ومصالح أمريكا العليا."
البيان: "عزل ترامب ليس هو الهدف"، 25 كانون الثاني/يناير 2020
- لفتت هذه المقالة إلى أن إجراءات عزل ترامب تجري في مناخ أكثر استقطاباً من محاكمات العزل السابقة
- "العديد من النواب الديمقراطيين الذين انتُخبوا في عام 2018 يضعون حماية الدستور وتطبيقه في مقدمة أولوياتهم على حساب المصالح الانتخابية."
الخليج 365: "قرار عزل ترامب والعواقب المنتظرة"، 26 كانون الأول/ديسمير 2019
- "يترسخ بنجاح بين غالبية الأمريكيين السرد القائل إن الديمقراطيين يسعون إلى عزله لأسباب سياسية وليست قانونية، ومن ثمَّ تبدو عملية العزل انتهازية ومضللة وغير موثوق بها على نطاق واسع من قبل الناخبين، ومن المحتمل أن يضر ذلك بفرص الديمقراطيين في انتخابات عام 2020."
السعودية:
العربية: "خطورة المؤامرة ضد الرئيس ترامب"، نجاة السعيد (مؤلفة إماراتية) ، 9 كانون الأول/ديسمبر 2019
- "وبهذا يتضح لنا، أن السياسة الأمريكية حتى على الصعيد الداخلي، قد اختلفت ولم تعد كالمعتاد، فكيف سيكون تعامل دول المنطقة، وتحديداً دول الخليج، مع هذا الوضع السياسي المهترئ؟"
لبنان:
الأخبار (تابعة لـ «حزب الله»)، 03 تشرين الأول/أكتوبر 2019
- اعتبرت هذه المقالة أن صعود ترامب كان "إيذاناً بصعود اليمين الشعبوي في أوروبا، كما ارتفعت احتمالات تقوّض بنية الاتحاد الأوروبي نفسه".
مصر:
الشروق: "محاكمة وأزمات وانتخابات.. عام عصيب أمام ترامب"، 2 كانون الثاني/يناير 2020
- " لا شك أن عام 2020 سيكون عاماً عصيباً على العاصمة واشنطن، لكن لا أحد يعتريه القلق مثل الرئيس ترامب."
- "حتى مع عدم عزل ترامب فالمحاكمة تستنزف ترامب وتستنزف الحزب الجمهوري"
المصري اليوم: "السياسة بالأمريكاني"، محمد كمال، 16 كانون الأول/ديسمبر 2019
- "باختصار ما نشهده في واشنطن اليوم ليس معركة قانونية تستهدف عزل الرئيس، ولكنه رهان سياسي يرتبط بانتخابات الرئاسة القادمة، ومن الأرجح أن يخسر الديمقراطيون هذا الرهان."
وسائل الإعلام الإقليمية:
سي أن أن بالعربية: "بشار جرار يكتب عن ثالث عزل لرئيس في التاريخ الأميركي: عزل منقوص أم فوز مهزوز؟"، "22 كانون الأول/ديسمبر 2019
- "إنها لحظة تاريخية فارقة لا تملك كأمريكي إلا أن تفخر بها ولا تملك كمراقب للشأن الأمريكي إلا أن تثير إعجابك واحترامك... فإن مجرد قدرة ممثلي الشعب على محاكمة من انتخبوه في هذه الآلية المبنية على أسس عالية من الدقة والانضباط والفاعلية تشير إلى عظمة "الآباء المؤسسين" للعالم الجديد."
- "كثيرون وأنا منهم أصبح أكثر يقيناً من فوز ترامب بولاية ثانية بعد الفشل المتكرر للماكينة الديمقراطية بدءاً بتقرير مولر، مروراً بمداولات العزل وانتهاءً بما قد يكون تراجعاً عن تقديم القرار إلى مجلس الشيوخ. إنها الديمقراطية الأمريكية يا سادة، ذات مذاق خاص لا مثيل له في العالم."
وسائل الإعلام الإيرانية
إيصال: "عزل ترامب: الوجه الآخر للعملة"، أحمد أميني، 19 كانون الأول/ديسمبر 2019
- اعتبرت هذه المقالة أن عزل ترامب، حتى إذا لم تتم إقالته، قلّص حظوظه بإعادة انتخابه.
- جادلت بأن ترامب والجمهوريين يظنون أنهم ضمنوا أصوات الناخبين الوسطيين الذين يبحثون عن خيار ثالث.
- شجبت ترامب بشدة مع التشكيك بشكل كبير في كلا الحزبين.
رجانيوز: "ما تداعيات عزل ترامب؟" (ترجمة لمقالة صادرة في صحيفة "ناشيونال إنتريست")، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019
- "حين تصبح الثقة حرفاً ساقطاً بين الجهات الحكومية، تصاب السياسة الخارجية للولايات المتحدة بالشلل".
- "إن غياب الرئاسة المركزية/القوية في الولايات المتحدة يجعل الدولة أكثر عرضةً لردود الفعل المحلية العنيفة، وهذا يضعف موقفها في العالم".
وسائل الإعلام التركية
"سيتا" (مؤسسة بحثية موالية للرئيس أردوغان): "ترامب سيفوز"، حسن يلجن، 21 كانون الأول/ديسمبر 2019
- "يبدو أن الديمقراطيين، الذين تصرفوا تحت تأثير الغضب، سيضرّون أنفسهم في النهاية"
- "حين تصدر النتائج بتبرئة ترامب بدلاً من إقالته، سيكون قد حقق نصراً عظيماً".
قام بتجميع هذا المقال إليز بور، وزياد بشلاغم، ومحمد العقدة، ودنيز يوكسل، وجوناثان سامياخ، وجميعهم مساعدي باحثين ومتدربين في معهد واشنطن.