- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
الرجال المسؤولون عن تفجير مركز "آميا" معروفون وما زالوا طلقاء
في مقالته شديدة اللهجة لموقع "موزايك"، يوثق آفي وايس بدقة التاريخ المؤلم للتستر على التفجير المدمر لمبنى مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين ("آميا") في بوينس آيرس في تموز/يوليو عام 1994، ويصفه كـ "أكبر هجوم منفرد"، على حد تعبيره، "ضد جالية يهودية في الشتات منذ المحرقة"، ذلك الهجوم الذي ترك 85 قتيلاً ومئات الجرحى.
ولم تكن التغطية ناجحة "تماماً". فعلى الرغم من الخلل المبكر للتحقيق الأرجنتيني في التفجير، إلّا أن الطرد النهائي للسياسيين والقضاة الفاسدين سمح لفريق جديد من المدّعين العامين بإنتاج سرد نهائي للمخطط وجناته، رغم كل الصعاب. وكانت نتيجته واضحة تماماً.
وتم اتخاذ القرار بتنفيذ هجوم "آميا" وتنظيمه من قبل كبار المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية في ذلك الوقت، و. . . أصدر هؤلاء المسؤولون تعليمات إلى «حزب الله» اللبناني - جماعة خضعت تاريخياً للمصالح الاقتصادية والسياسية لنظام طهران - لتنفيذ الهجوم.
إلّا أن ذلك لا يزال يترك الكثير الذي لم يتم القيام به. فعلى الرغم من نشر ثلاثة تقارير مفصّلة حول تفجير "آميا" نفسه، حول دور «حزب الله»، وحول العملاء الإيرانيين في الأرجنتين، إلّا أنه لم يتم القبض على أحد من [المسؤولين] الرئيسيين المشتبه بهم، ناهيك عن محاكمتهم أو إدانتهم. على العكس من ذلك: إن الفشل في تحميل إيران أو «حزب الله» المسؤولية عن التفجير، كان له تداعيات سلبية في الحياة الواقعية على السياسة والمجتمع الأرجنتيني - ناهيك عن الجالية اليهودية في البلاد. وفي الوقت نفسه، عزز هذا الفشل قادة إيران و«حزب الله» وشجعهم.
...............................
وكما يؤكد آفي وايس مراراً وتكراراً في مقالته، هناك شيء واحد واضح تماماً: إن الفشل في تحميل إيران و«حزب الله» المسؤولية حالياً لن يضمن سوى المزيد من هذه المؤامرات في المستقبل.
"موزايك" ("فسيفساء")