- تحليل السياسات
- المرصد السياسي 3797
الشرق الأوسط الجديد: هجوم "حماس"، إسرائيل في حالة حرب، والسياسة الأمريكية
خبراء مختصون يبحثون التداعيات الاستراتيجية الأوسع نطاقاً للحرب الجارية بين إسرائيل و"حماس"، فضلاً عن العوامل التي مكنت الحركة من الوصول إلى مستواها الحالي من النفوذ الإقليمي الخبيث.
"في 10 تشرين الأول/أكتوبر، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع روبرت ساتلوف، وإيهود يعاري، وماثيو ليفيت، ونعومي نيومان، وغيث العمري. وساتلوف هو "المدير التنفيذي للمعهد - زمالة "سيغال". ويعاري هو "زميل ليفر الدولي" في المعهد. وليفيت هو "زميل فرومر-ويكسلر" ومدير "برنامج راينهارد للاستخبارات ومكافحة الإرهاب" في المعهد. ونيومان هي زميلة زائرة في المعهد ورئيسة سابقة لوحدة الأبحاث في "وكالة الأمن الإسرائيلية". والعمري هو زميل أقدم في زمالة "مؤسسة روزاليند وآرثر جيلبرت" في المعهد. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم؛ إنقر هنا لإنزال النص الكامل باللغة الانكليزية".
روبرت ساتلوف
تُمثل هذه اللحظة نقطة انعطاف في الشرق الأوسط، ويتطلب نطاقها المماثل لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، إعادة التفكير في النموذج الأساسي الذي يحدد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ونهجها في التعامل مع مجتمعات المنطقة وصراعاتها.
لكن التشبيه مع أحداث 11 أيلول/سبتمبر غير كافٍ لفهم عواقب هذه الهجمات على إسرائيل ودلالاتها، وذلك لعدة أسباب. أولاً، تَسبب هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر في وقوع عدد أكبر بكثير من ضحايا 11 أيلول/سبتمبر نسبياً. ثانياً، إسرائيل أصغر بكثير من الولايات المتحدة، وبالتالي فإن مقربة كل إسرائيلي من شخص تضرر في الهجمات، أو تم نشره عسكرياً رداً على الهجمات، هما أقرب بكثير منها في الولايات المتحدة. ثالثاً، شملت الهجمات الكثير من الإعتداءات الفردية المتوحشة، بما في ذلك الاغتصاب. رابعاً، استمر الإرهابيون في عملياتهم على الأراضي الإسرائيلية لعدة أيام بعد الهجمات الأولى. خامساً، للمرة الأولى في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قام المسلحون باحتجاز عدد كبير من الرهائن ونقلهم عبر الحدود. سادساً، يبدو أن هذه الهجمات قد تكون المرحلة الأولى من صراع أكبر بكثير.
كما أن التشبيهات مع حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 غير وافية. إذ أن هجمات "حماس" كانت مفاجئة بالتأكيد، ولم يتم نشر القوات الإسرائيلية رداً على ذلك كما ينبغي. أما حرب عام 1973 التي شنها الرئيس المصري أنور السادات، والتي أدت إلى "اتفاقيات كامب ديفيد"، فقد كان هدفها تحفيز السلام. ومن المؤكد أن "حماس" لم تشن هجماتها لتحقيق السلام أو للدفع قدماً بحل الدولتين، بل كانت تهدف إلى تفعيل تهديدها المتعدد الجبهات ضد إسرائيل، وملء الفراغ في القيادة الفلسطينية، ووقف التقدم نحو السلام الإقليمي، كما يتجلى في اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي المحتمل.
وهذه ليست مجرد مرحلة أخرى من الصراع الدوري بين إسرائيل و"حماس"، فالاختلاف جوهري لأن إسرائيل ستسعى إلى قطع رأس القيادة العسكرية للحركة، وتدمير ما تبقى من قدراتها العسكرية. كما ستحاول إعادة ثقة الجمهور في الحكومة الإسرائيلية وجيشها، واستبدال التصورات الإقليمية عن ضعف إسرائيل وهشاشتها بصور القوة الإسرائيلية التي لا تقهر.
وسوف تستلزم هذه المساعي جهداً عسكرياً كبيراً وموسعاً، في إطار التهديد بنشوب صراع أوسع نطاقاً، بما في ذلك المعارك في الساحة الفلسطينية، وربما في لبنان وسوريا وإيران أيضاً. وبالمثل، سيكون لشركاء الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة دور حيوي أيضاً. ومع أن "حماس" لم تستهدف شركاء إسرائيل العرب حالياً بشكل مباشر، إلا أن ضعف إسرائيل يجعلهم أكثر عرضة للخطر. كما تُعتبر هجمات "حماس" أكبر عمل إرهابي ضد الأمريكيين خارج الأراضي الأمريكية منذ عام 2002 على الأقل. وبالفعل، لا تزال "حماس" متحالفة مع إيران في معركتهما المشتركة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
ايهود يعاري
هذه هي أحلك لحظة في تاريخ إسرائيل منذ "حرب الاستقلال" عام1948 . ومن المرجح جداً أن إسرائيل كان لديها ما يكفي من المعلومات الاستخباراتية لتوقع هجوم "حماس"، لكنها علِى الرغم من ذلك كانت غير مستعدة. فمن ناحية، لم تتوقع وكالات الاستخبارات تغييراً في نوع العنف الذي استخدمته "حماس" في الصراعات السابقة. ومن ناحية أخرى، لم يعنِ التفوق التكنولوجي الإسرائيلي الكثير في هذه الحالة، لأن الدفاع عن السياج الحدودي حول غزة لم يكن مناسباً، فالحراس الإسرائيليون قُتلوا في مواقعهم، واستغرق تدخل القوات الأخرى ساعات طويلة. ولم يبق في غلاف غزة، الذي كان يضم أكثر من عشرين كيبوتساً سوى كيبوتس واحد فقط.
وعلى الأرجح، تم تنظيم هذه الهجمات من قبل "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" من أجل عرقلة التقدم نحو التطبيع الإسرائيلي السعودي، الذي اعتبرته إيران تهديداً مباشراً لأمنها. علاوة على ذلك، لم يكن زعيم "حماس" في غزة، يحيى السنوار، راغباً في السابق لغزو إسرائيل دون الاستعانة بدعم خارجي. ومن المرجح جداً أن إيران و"حزب الله" اللبناني وعدا "حماس" بفتح جبهة شمالية، إذا بدا أن القيادة العسكرية لـ "حماس" معرضة للخطر.
وحالياً، لا يزال القادة الإسرائيليون في مرحلة تحديد زمن الغزو البري الهائل (المتوقع) وكيفية شنّه، وسط غارات جوية مستمرة. فالهدف الآن هو التقليل من قدرة "حماس" على المقاومة، علماً أن عدد الرهائن الذين تحتجزهم الحركة غير معروف.
وتعرضت إسرائيل لهذا الوضع في عهد حكومة ورئيس وزراء فقدا مصداقيتهما لدى أكثر من نصف الشعب الإسرائيلي. وقد استغرق بنيامين نتنياهو أياماً طويلة لتحديد ما إذا كان سيشكل حكومة حرب مع المعارضة أم لا. ففي حين يقوم معظم الإسرائيليين بتجسير الانقسامات السياسية التي اتسعت بسبب الإصلاح القضائي الأخير، إلّا أن نتنياهو لا يزال غارقاً على ما يبدو في صراعات السياسة الحزبية.
ماثيو ليفيت
ثمة اعتقاد خاطئ بأنه بعد استيلاء "حماس" على غزة بالقوة في عام 2007، خففت الحركة من التزامها بالأنشطة الجهادية وتم انشغالها بالحوكمة. ولكن في الواقع، كانت الحركة تقوم تدريجياً ببناء بنية تحتية لا يمكن تخيل وجودها عند معظم الجماعات الإرهابية، بما في ذلك مخابئ ضخمة للأسلحة الصغيرة والصواريخ وكوادر من المقاتلين جاهزين للمعركة في تاريخ تختاره الحركة. وقد شجعت "حماس" هذا المفهوم الخاطئ، وقادت حملة تضليل أقنعت الإسرائيليين بإمكانية ردعها من خلال الحوافز الاقتصادية.
لقد دحضت "حماس" اليوم الفكرة القائلة بأن الحوكمة من شأنها أن تردع إرهابها. لذلك يجب أن يُنظر إليها، بدلاً من ذلك، على أنها مجموعة لا يمكنها تنفيذ هجمات إرهابية اعتيادية فحسب، بل باستطاعتها نشر مئات المقاتلين في هجمات منسقة أيضاً. والآن لا يمكن إنكار أهداف "حماس". فالحركة لا تركز على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو تحقيق حل الدولتين، بل إلى تدمير إسرائيل وتصوّر رؤيتها لدولة إسلامية في كل فلسطين التاريخية.
ومنذ الهجوم، ركز "سلاح الجو الإسرائيلي" على تدمير أكبر قدر ممكن من القدرات العسكرية للحركة، بما في ذلك الصواريخ والعناصر الدفاعية وأنظمة الأنفاق. أمّا الولايات المتحدة فستقدم من جانبها الدعم الاستخباراتي لإسرائيل، في حين سيستخدم "مكتب التحقيقات الفيدرالي" فرقة تعمل خارج الحدود الأمريكية لفتح ملف قضائي لكل أمريكي وقع ضحية هذا الهجوم. ومن المحتمل أن تكون هذه الجهود، إلى جانب العروض الإقليمية للقوة العسكرية مثل إعادة الانتشار البحري، هي الحد الأقصى للدعم الأمريكي. وعلى الصعيد المحلي، سوف تركز سلطات إنفاذ القانون الأمريكية على احتمال ارتكاب جرائم كراهية في الولايات المتحدة.
وبالنظر إلى المستقبل، قد يظهر خطر التصعيد الأفقي من خلال "حزب الله" في لبنان، والميليشيات الشيعية في سوريا، وإطلاق الحوثيين الصواريخ من اليمن على جنوب إسرائيل. لقد ارتكبت "حماس" هذا الهجوم وهي تعلم تماماً أن الرد الإسرائيلي سيكون شديداً، وتـؤمن، على الأرجح، بأن "حزب الله" وغيره من وكلاء إيران سيفتحون جبهات إضافية للنزاع إذا لزم الأمر.
إن المناقشات الحالية حول دور إيران في الهجوم تفتقد الهدف، لأن دعم طهران المستمر منذ عقود لحركة "حماس" يجعل منها شريكاً متواطئاً تحت أي ظرف من الظروف. ومع ذلك، تشير طبيعة العملية ونطاقها )الواسع( إلى أن إيران و"حزب الله" قدّما على الأقل التوجيهات الاستراتيجية. وفي الواقع، يبدو أن هجوم "حماس" استمد الوحي من قواعد لعبة "حزب الله". فعلى مدى سنوات تدربت "القيادة الشمالية" للجيش الإسرائيلي على مواجهة هذا النوع من العمليات عبر الحدود على وجه التحديد. وعلى أي حال، سيكون رد إسرائيل مختلفاً بشكل جوهري عن ردها على الهجمات السابقة لـ "حماس" نظراً لكثرة عدد الضحايا، ومعظمهم من المدنيين.
ويُثبت الهجوم أيضاً السبب وراء ضرورة اعتبار إيران ووكلائها، من قبل المعتدلين في المنطقة، تهديداً خطيراً. ومن مصلحتهم التنسيق مع إسرائيل.
نعومي نيومان
كانت هذه الهجمات مفاجأة كاملة لإسرائيل وتتطلب تغييراً نموذجياً في غزة، وربما في الساحة الفلسطينية بأكملها. إن هدف إسرائيل المباشر هو الإطاحة بقيادة "حماس"، الأمر الذي سيستغرق قدراً هائلاً من الوقت والجهد وسيؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، يجب على إسرائيل العمل مع الشركاء الدوليين من أجل التخطيط لإعادة تشكيل الشرق الأوسط والساحة الفلسطينية بعد (توقع) هزيمة "حماس".
عندما استولت الحركة على غزة لأول مرة في عام 2007، ردت إسرائيل بحصار القطاع. ولكن هذا النهج لم يسفر عن النتيجة المرجوة، بل عرّض أمن إسرائيل ومصالحها للخطر بسبب التهديد الوشيك بحدوث أزمة إنسانية. ومن دون حل مناسب - وفي ضوء الحقيقة أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تريدان العودة إلى غزة - نشأ تعايش مؤقت من نوع ما بين إسرائيل و"حماس". وقد أسيء فهم الإجراءات العملية للحركة، خلال هذه الفترة، على أنها اعتدال تدريجي في أيديولوجيتها. وفي حين خففت إسرائيل من الحصار، قامت "حماس" ببناء قدراتها العسكرية في ساحات متعددة. وعندما خُيّرت "حماس" بين مصالح المدنيين الفلسطينيين ومصالحها العسكرية اختارت الأخيرة، مراراً وتكراراً.
كانت عملية "حارس الجدران" الإسرائيلية عام 2021 نقطة تحول بالنسبة لـ "حماس"، فتلك الجولة من الصراع لم تشهد إطلاق الحركة للصواريخ من غزة فحسب، بل شملت أيضاً قيام المجتمعات الفلسطينية في "القدس الشرقية" و"الضفة الغربية من تلقاء نفسها بتنفيذ أعمال موحَّدة ضد إسرائيل. وأظهر هذا التطور لطهران و"حزب الله" أن التعاون مع "حماس" يمكن أن يضعف إسرائيل ويحوّل تركيزها بعيداً عن إيران.
وبالفعل، لطالما كانت إيران مصدر إلهام لحركة "حماس"، وتقدم لها الدعم من خلال الأموال والوسائل والخبرات. وقد تدربت الحركة على هذا الهجوم لفترة طويلة، ومن المرجح أنها رأت في التطورات الأخيرة في إسرائيل دليلاً على ضعفها. علاوة على ذلك، تشير طبيعة أعمالها في الأسبوع الأول من الحرب إلى أنها لا تزال حركة متطرفة تركز بشكل استثنائي على تدمير إسرائيل.
أما بالنسبة لمرحلة "ما بعد حماس"، فيجب أن يبدأ التخطيط الإسرائيلي لهذه المرحلة على الفور بالتعاون مع الولايات المتحدة والهيئات الدولية ودول المنطقة و "السلطة الفلسطينية". وهذا سيُمكن الجهود المبذولة لإعادة تشكيل الساحة الفلسطينية، وإلى حد كبير، الشرق الأوسط أيضاً.
غيث العمري
لطالما كان للمجتمع الفلسطيني، كغيره من المجتمعات العربية الأخرى، مكونات إسلامية. وفي الساحة الفلسطينية بقي الإسلاميون تاريخياً خارج "النضال التحرري" إلى أن جاءت الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما أنشأ الفرع الفلسطيني المنتمي إلى "جماعة الإخوان المسلمين" حركة "حماس"، التي لم تكن في ذلك الوقت أكثر من مجرد مصدر إزعاج عنيف.
ولكن بعد بروز "اتفاقية أوسلو"، ميزت "حماس" نفسها عن "منظمة التحرير الفلسطينية" من خلال معارضتها القوية لأي شكل من أشكال التسوية مع إسرائيل والتزمت بالعنف. وخلال الانتفاضة الثانية، اشتهرت "حماس" بهجماتها الإرهابية ضد إسرائيل، وازدادت سمعتها عندما تبنت حركة "فتح" بعضاً من التكتيكات نفسها.
وبحلول عام 2006، كانت "حماس" تستغل صدمة الانتفاضة الثانية للفوز في الانتخابات البرلمانية على أساس برنامج سياسي يعارض فساد "السلطة الفلسطينية". وفي أعقاب الحرب الأهلية التي اندلعت بين حركتي "فتح" و"حماس" في عام 2007، استولت "حماس" على غزة وأصبحت السلطة الحاكمة في القطاع منذ ذلك الحين.
وإلى جانب الأهداف الإرهابية المستمرة لـ "حماس"، استخدمت الحركة فكرة الحوكمة لإضفاء الشرعية على نفسها في الخطاب الدولي. ولا تتلقى الحركة دعماً من إيران فحسب، كما هو معروف، بل أيضاً من قطر وتركيا، اللتين عززتا علامتها التجارية. على سبيل المثال، أشادت بعض الجهات الفاعلة الدولية بـ "الوثيقة السياسية" التي أصدرتها "حماس" عام 2017، والتي تنص على أنها ستقبل بدولة فلسطينية بحدود ما قبل عام 1967. وقد تجاهلت هذه الأصوات واقع عدم تمثيل الوثيقة تعديلاً رسمياً لميثاق "حماس" التي لا تزال ترفض وجود إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، تواجه "حماس" تحديات الحوكمة المختلفة في غزة، حيث انخرطت، على غرار "السلطة الفلسطينية"، في الفساد المستشري، ولا تحظى الآن بشعبية وهي مضطرة إلى الحكم بالقوة.
كما حوّلت الحركة تركيزها بشكل كبير إلى "الضفة الغربية"، حيث لديها ثلاثة أهداف رئيسية، وهي: فتح جبهة أخرى للهجمات الإرهابية، وتعبئة سكان "الضفة الغربية" نحو انتفاضة ثالثة (إلّا أن "السلطة الفلسطينية" اتخذت خطوات لمنعها)، والسعي إلى انهيار "السلطة الفلسطينية" نفسها. وعلى الرغم من أن السياسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة قد أدت بالتأكيد إلى إضعاف "السلطة الفلسطينية"، إلا أن سبب ضعف رام الله يعود إليها إلى حد كبير، وذلك بسبب الفساد وسوء الإدارة. واليوم، يشعر معظم الفلسطينيين أن "السلطة الفلسطينية" تشكل عائقاً عليهم.
ومن المرجح أيضاً أن "حماس" كانت تأمل في أن تؤدي هجمات الأسبوع الأول من الحرب إلى إثارة أعمال عنف طائفية بين العرب واليهود الإسرائيليين، وربما يؤججها أعضاء في الحكومة الإسرائيلية. ولكن بدلاً من ذلك، حث سياسيون إسرائيليون بارزون، مثل رئيس "القائمة العربية الموحدة" منصور عباس، على وقف التصعيد.
وبغض النظر عن الكيفية التي تنتهي بها هذه الحرب، يجب ألا يُسمح لـ "حماس" بإظهار أي نجاح من خلال استخدام الإرهاب. وتتمثل إحدى الطرق لتسهيل هذا الهدف في إشراك الشركاء الإقليميين مثل مصر والأردن والإمارات في جهود الوساطة المستقبلية، مع استبعاد مؤيدي "حماس" مثل قطر وتركيا من أي محادثات إلا من المفاوضات بشأن الرهائن.
وأخيراً، لن تكون "السلطة الفلسطينية" قادرة على السيطرة الفورية على غزة في أعقاب الحرب، ولا يمكن حل هذا القصور من خلال المساعدات المالية وحدها. كما يجب إصلاح مؤسسات "السلطة الفلسطينية" وإعادة بنائها في الضفة الغربية أولاً، ثم في غزة لاحقاً.
أعدّ هذا الملخص ديفيد باتكين.