"السوداني هو مدير عام": هكذا تنظر المقاومة إلى رئيس الوزراء العراقي الجديد
وفقاً لزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، تنظر "المقاومة" العراقية إلى رئيس الوزراء السوداني كمدير تكنوقراطي، في حين سيتم تحديد التوجيه الاستراتيجي والقرارات الأمنية من قبل "الإطار التنسيقي" الذي تقوده الميليشيات.
في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، استضافت قناة "العراقية" زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي (الشكل 1)، الذي تحدّث عن سياسة "المقاومة" تجاه قوات التحالف في الفترة الماضية والأشهر القليلة المقبلة. وقال إن "«الإطار التنسيقي [الشيعي]» كان منخرطاً في تشكيل الحكومة، ومن المؤكد أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى الهدوء. لذلك أعطت فصائل «المقاومة» هدنة لـ «الإطار التنسيقي» إلى حين اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة". وقد يفسر هذا الأمر التراجع الواضح في العمليات الحركية ضد قوات التحالف في الأشهر القليلة الماضية، بما فيها هجمات القوافل اللوجستية التي شكلت بشكل أساسي استعراضاً دعائياً (أدائياً أو مقاومة وهمية) في السنوات الأخيرة.
كما عرض الخزعلي رؤية "المقاومة" فيما يتعلق بوجود قوات التحالف في العراق في المستقبل المنظور. وقال: "سيبدأ القائد العام [أي رئيس الوزراء] [عملية] مفاوضات حقيقية. وأُشدد على أنها يجب أن تكون حقيقية وغير شكلية أو خادعة، كما جرت العادة في الماضي [في عهد رئيس الوزراء الكاظمي]، وذلك للتوصل إلى اتفاقٍ على أساس نقطتين هامتين هما السيادة والدستور. وهذا ما ننتظر حدوثه الآن...".
وذكر أيضاً أن "المقاومة" لا تضغط حالياً على رئيس الوزراء محمد السوداني للبدء بهذه المفاوضات لأن "هناك فهم لحجم المشاكل التي يواجهها رئيس الوزراء و[لإعطائه] الوقت". وأضاف: "لكن هذه مسألة لن نرضى أبداً بحل وسط بشأنها. إن الوجود العسكري للولايات المتحدة غير قابل للتفاوض، ولن نقدّم أبداً حل وسط [في هذا الصدد]".
كما تطرّق الخزعلي إلى نظرة "الإطار التنسيقي" والمقاومة إلى رئيس الوزراء، مشبهاً إياه بـ"المدير العام". ووصف الخزعلي الاتفاق بينهم وبين رئيس الوزراء قائلاً إن "النقطة الأساسية هي أنه تم التمييز بين قرارات الدولة وإدارة الحكومة... يجب ألا يحتكر رئيس الوزراء قرارات الدولة، بل [عليه] أن يرجع إلى "الإطار التنسيقي"... لاتخاذ القرارات الاستراتيجية، سواء كانت [قرارات] سياسية أو اقتصادية أو أمنية. إن تنظيم الحكومة... هو عمل رئيس الوزراء. فهنا يصبح رئيس الوزراء كمدير عام".
وهذا دليل واضح على أن "المقاومة" أصبح لها الآن كلمة رفيعة عندما يتعلق الأمر بالقرارات الاستراتيجية التي تتخذها الحكومة، وهو امتياز لم تكن تتمتع به في عهد رئيس الوزراء الكاظمي. ويفسر ذلك لماذا بدا الخزعلي راضياً جداً عن السوداني كرئيس للوزراء عندما قال: "في الماضي، كانت لدينا اعتراضات وملاحظات [لأنني] كنت أعرف أن نوايا الحكومة السابقة أو رئيس الحكومة السابقة كانت سيئة، لذا وقفنا ضد [تحركاته]. وفي الوقت الحالي، رئيس الوزراء هو رئيس وزراء "الإطار التنسيقي"، وبالتالي لا توجد شكوكٍ حول وجود نوايا سيئة".
وتعكس ملاحظات قيس الخزعلي الثقة العالية التي تشعر بها "المقاومة" في هذا الوقت. ويُظهر تصريحه عن خضوع "القرارات السياسية والاقتصادية والأمنية" لسيطرة "الإطار التنسيقي" أن حكومة السوداني تتمتع بمجال محدود لمقاومة توجيهات الميليشيات بشأن الخيارات والتعيينات غير التافهة المتعلقة بالسياسات.