أربع جماعات مدرجة على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب تهرع لمساندة القاضي فائق زيدان
سارعت الميليشيات المدعومة من إيران للدفاع عن القاضي بعد اتهامه بأنه أداة للنفوذ الإيراني.
في 27 حزيران/يونيو، نشر عضو الكونغرس الأمريكي، مايكل والتز (الحزب الجمهوري - ولاية فلوريدا) تغريدة على منصة "تويتر/أكس" مفادها أن رئيس "مجلس القضاء الأعلى العراقي" هو محور المؤامرة التي تحيكها إيران لإعادة العراق إلى تبعيتها، مضيفاً: "لتفكيك شبكة التحكم التي يسيطر عليها آية الله، يجب أولاً ذكر أسماء الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ تعليماته". وجاءت تعليقات والتز بعد موافقة "مجلس النواب الأمريكي" على ميزانية المساعدات الخارجية السنوية التي وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية، وقد أجرى والتز تعديلاً عليها معتبراً أن "«مجلس القضاء الأعلى في العراق» بقيادة القاضي فائق زيدان" هو من "أدوات النفوذ الإيراني". وأثارت هذه التغريدة ردوداً غاضبة، لا سيما من جانب أولئك المدرجين في قائمة الولايات المتحدة للإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان الذين يدعمون زيدان.
"كتائب سيد الشهداء" تثني على زيدان
كان أبو آلاء الولائي المدرج على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب، والذي هو قائد جماعة "كتائب سيد الشهداء" المصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية، قد أصدر بياناً في هذا الشأن جاء فيه: "القضاء العراقي من دعائم الدولة وأركانها الراسخة، التي بُذلت لأجل تثبيتها أطهر الدماء وأقدس التضحيات فلا نسمح بالإساءة إليه أو التدخل في عمله أو إخضاعه أو إضعافه بأي شكل من الأشكل. ونؤكد أن التطاول على رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور فائق زيدان، هو أمر مرفوض... ونعدّه تعدياً سافراً على السيادة العراقية". (الشكل 1)
"كتائب حزب الله" تدافع عن زيدان
سارعت جماعة "كتائب حزب الله" المصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية، والتي قتلت ثلاثة جنود أمريكيين في 28 كانون الثاني/يناير 2024 للدفاع عن زيدان. وفي هذا الإطار، أصدر قائد "حركة حقوق"، وهي الجبهة السياسية لهذه الجماعة والمصنفة إرهابية، بياناً يدعم فيه زيدان جاء فيه: "ندين بأشد العبارات ما صدر عن أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي تجاه السلطة القضائية العراقية، وتحديداً رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور فائق زيدان، وهذا ما يؤكد أن مثل هذه التصريحات (المدفوعة الثمن) لا قيمة لها في بلدنا الرافض لسياسة واشنطن العدوانية". (الشكل 2)
"حركة النجباء" تحتشد خلف زيدان
قام علي الأسدي، وهو قائد المجلس السياسي في "حركة النجباء" المدرجة في قائمة الولايات المتحدة للإرهاب، بنشر تغريدة جاء فيها: "اليوم، لا بدّ أن نسأل السياسيين العراقيين الذين يعدّون الاحتلال الأمريكي شريكاً سياسياً: كيف لكم أن تثقوا وتروجوا لشريك يوجّه كل يوم إهانة إلى الدولة وأركانها؟ وهذا الامتهان والتقليل من الشأن العراقي على الصعد كافة، وآخره ما يتداول من مقترح من قبل النائب الأمريكي (مايك والتز) إلى الكونغرس والذي يقضي بتنصيف السيد فائق زيدان ومجلس القضاء الأعلى كأدوات لإيران!" (الشكل 3)
"عصائب أهل الحق": انتقاد زيدان "خط أحمر"
وفي السياق نفسه، صدر بيان عن حبيب الحلاوي، رئيس كتلة "الصادقون" النيابية، وهي الجبهة السياسية لجماعة "عصائب أهل الحق" المدرجة على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب، جاء فيه: "تصريحات النائب الأمريكي مايك ولتز تجاه رئيس مجلس القضاء الأعلى "لا يسمن ولا يغني من جوع" وتعتبر خرقاً للأعراف الدبلوماسية الدولية وتدخلاً في شؤون العراق الداخلية ونحن في السلطة التشريعية نرفض هذه التدخلات المستفزة والقضاء العراقي خط أحمر ولا نسمح بالتجاوزات التي تطال القاضي فائق زيدان وعلى الخارجية العراقية إصدار بيان استنكار وحفظ هيبة السلطة القضائية في العراق". (الشكل 4)
مزاعم الميليشيات عن ممارسة الضغط من قبل جهات سنية وكردية
لم تقتصر مؤازرة زيدان على الجماعات الشيعية الأربع الكبرى في العراق، فقد نال أيضاً الثناء من شبل الزيدي الذي صنفته الولايات المتحدة كمنتهك لحقوق الإنسان وفرضت عليه عقوبات نتيجة صلاته الوثيقة بـ "حزب الله" اللبناني، المنظمة الإرهابية الأجنبية المدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية. وقد لفت شبل، وهو مؤسس ميليشيا "كتائب الإمام علي"، الأنظار إلى صورة تجمع بين أيهم السامرائي، وزير كهرباء سابق من الطائفة السنية، ووالتز. وذهبت بعض حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى المرتبطة بالميليشيات إلى أبعد من ذلك لتتهم الأحزاب الكردية بتمويل جماعات ضغط في واشنطن لمهاجمة الحكومة العراقية والقضاء العراقي. وقد نشرت قناة "العهد" التابعة لـ "عصائب أهل الحق"، ملصقاً يظهر أن الأموال التي ترسلها الحكومة العراقية إلى الحكومة الكردية يتم إرسالها إلى جماعة الضغط الكردية في واشنطن.
وتكشف هذه التصريحات بمجملها الكثير عن عقلية ميليشيات "المقاومة" العراقية المدعومة من إيران. أولاً، تميل الميليشيات إلى اتهام والتز بأنه تلقى أموالاً مقابل موقفه تجاه زيدان، وذلك ربما لأن جماعات مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" تفرط في استغلال النواب العراقيين للقيام بهجمات مدفوعة الأجر. ثانياً، تفترض هذه الجماعات أن انتقاد زيدان يأتي من منطلق سياسي وبالنيابة عن طرف ثالث، وهم الأكراد في هذه الحالة، وذلك مجدداً لأن بيع المواقف البرلمانية وشراءها وتوجيهها نحو أفراد أمر مألوف في العراق اليوم. إن قيام نائب أمريكي بتبني موقف سياسي أمريكي قائم على أدلة وموقف مبدئي أمر مستغرب جداً بالنسبة "للمقاومة" ولن يخطر على بالها لأنه بعيد كل البعد عن تجربتها الديمقراطية.