استعراض الميليشيات تحت راية «قوات الحشد الشعبي» (الجزء الثاني): أنظمة القتال البرية
عززت إيران القدرات القتالية البرية للميليشيات التي تعمل بالوكالة عنها داخل «قوات الحشد الشعبي» في العراق. كما تعمل طهران جاهدة لتجهيز بعض وحدات «الحشد الشعبي» بقدرات المراقبة والتنقل المحمي. وتسيطر «منظمة بدر» على الوحدات التقليدية الثقيلة التابعة لـ «الحشد الشعبي» (المدرعات والمدفعية)، في حين تسيطر «كتائب حزب الله» على معظم أنظمة الاستخبارات والطائرات بدون طيار.
في 26 حزيران/يونيو، أجرت «قوات الحشد الشعبي» («الحشد الشعبي») العراقية استعراضها العسكري الأكبر حتى اليوم في "معسكر أشرف" بمحافظة ديالى، بحضور ميليشيات تنفّذ جزءاً من عملياتها تحت راية «الحشد الشعبي» (على غرار «منظمة بدر» و"كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"). واستُعرضت في الحدث مجموعةٌ من أنظمة الأسلحة الإيرانية المصدر والتي تهدف إلى إظهار «الحشد الشعبي» كقوة عسكرية كاملة مكتملة توازي قدرات الجيش العراقي وأجهزة مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية أو تفوقها. وتناول الجزء الأول من هذه المدونة الأنظمة المستعرضة للطائرات بدون طيار؛ ويغطي الجزء الثاني أنظمة القتال البرية الأخرى التي زودتها إيران.
محطات "سراج" المتنقلة للتواصل الرقمي عبر الأقمار الاصطناعية
تُستخدم هذه المحطات في شبكات مراقبة الحدود والمناطق التي تضم نظاماً عالمياً لعُقد الاتصالات المتنقلة ("جي إس إم") (الشكل 1) ومركبات القيادة والتحكم. وتم إنشاء شبكة مماثلة على حدود إيران الشرقية والغربية باسم "شهيد كاوه". وشوهدت عشر آليات على الأقل من طراز "سراج" في الاستعراض.
أنظمة "سداد" الكهروضوئية
كانت متواجدة أيضاً عدة أنواع من أنظمة المراقبة الكهروضوئية المحمولة على المركبات والمنتمية إلى مجموعة "سداد" الإيرانية (الشكل 2)، بما فيها نماذج من "سداد 103" و"سداد-202"، وبعضها مجهَّز بكاميرا حرارية مبرّدة نهارية/ليلية "أر يو 1000" يستخدمها «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني» على نطاق واسع بالترافق مع أنظمة الدفاع الجوي للارتفاعات المنخفضة التي بحوزته. ويتم التسويق لهذه الأنظمة البصرية على كونها قادرة على كشف البشر من مسافة تصل إلى 10 كيلومترات والمركبات من مسافة تزيد عن 20 كم أثناء النهار أو الليل.
أسطول المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام (MRAP)
شاركت في الاستعراض أيضاً أعدادٌ كبيرة من عربات "طوفان" المضادة للكمائن والألغام (الشكل 3)، وهي من صنع شركة "شهيد كلاهدوز" للصناعات الإيرانية وتم تسليمها إلى «قوات الحشد الشعبي» بين عامَي 2018 و2020. وهي نسخة من نسخة، حيث عدّلت النسخة الروسية (المزودة بمحركات ديزل توربو "كاماز في 8") من نموذج "تايفون جي إس 300" الذي صنعته أساساً مجموعة "سترايت" الكندية المتعددة الجنسيات ومقرها الإمارات العربية المتحدة. وقد تم عرض ما لا يقل عن 14 عربة "طوفان"، لكن نادراً ما تشاهَد هذه المركبات في العمليات الأمامية لـ «قوات الحشد الشعبي»، لذلك ليس من الواضح عدد المركبات المتواجدة في الخدمة.
المدفعيات الصاروخية المجنزرة
يبدو أن «قوات الحشد الشعبي» قامت بتعديل وحدة النقل والقذف لصواريخ أرض-جو القديمة من طراز "أس آي-6" (2ك12 كاب) لتصبح قاذفة صواريخ قادرة على نقل صواريخ ذات عيار كبير (333-366 ملم) وإطلاقها، مع إمكانية أن تتضمن أشكالاً مختلفة من صاروخ "بركان" المتفجر بوقود الهواء والسيئ السمعة. وهي مشابهة في التكوين لقاذفة الصواريخ المتعددة من طراز "الجولان-1000" التابعة للجيش السوري. ولم يُعرض سوى مثال واحد منها (الشكل 4).
كما كشف الاستعراض عن قاذفات صواريخ متعددة جديدة من نوع "رعد-24" (الشكل 5) و "رعد-36" (الشكل 6) عيار 122 ملم. وكان النوع الأول منصوباً على شاحنة "إيفيكو" خفيفة الحجم إيرانية الصنع؛ وتم تركيب النوع الثاني على شاحنة "مان" 6×6 من إنتاج شركة "فتح للصناعات" قرب طهران - التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية - بموجب ترخيص من شركة "راينميتال" الألمانية.
تحديثات دبابات القتال الرئيسية
استعرضت «قوات الحشد الشعبي» أيضاً ما لا يقل عن ست دبابات (وربما ما يصل إلى اثني عشر دبابة) قتال رئيسية مدرعة من طراز "تي-72" تحمل صفائف دروع تفاعلية متفجرة إيرانية. ومن المرجح أنّ يكون كل من مركز "شهيد زين الدين" لتصليح وإعادة تركيب الدبابات جنوب أصفهان، التابع للقوات البرية لـ «الحرس الثوري»، ومصنع دبابات "بني هاشم" التابع لوزارة الدفاع بالقرب من دورود في غرب إيران، هما المسؤولان عن إجراء هذه التحديثات.
التحليلات
كما هو الحال مع الطائرات بدون طيار التي تم استعراضها في "معسكر أشرف"، سعت «قوات الحشد الشعبي» إلى استعراض قوتها من خلال الأنظمة البرية المعروضة، لكن لم يُعرف عدد الأنظمة المتوفرة فعلاً للاستخدام في العمليات. وقد تكون «قوات الحشد الشعبي» قادرة على نشر فرقة واحدة أو أكثر من الدبابات المزودة بترقيات لتحسين قابلية البقاء، وعدة وحدات من السريّات والبطاريات المدفعية مع معدات قتالية تقليدية. والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو جهود إيران لتجهيز بعض وحدات «الحشد الشعبي» بقدرات المراقبة والتنقل المحمي، وهي قدرات أكثر فائدة لوحدات «الحشد الشعبي» المنخرطة في مكافحة التمرد ومراقبة الحدود. ومن الواضح أن أنظمة الكاميرات الإيرانية الثابتة موضوعة في الخدمة في العديد من وحدات «الحشد الشعبي»، على الرغم من أن أنظمة "سراج" و"سداد" و"المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام" نادراً ما يمكن رؤيتها وقد تكون قدرات استعراضية أكثر مما هي أنظمة مُزوَّدة ومنتشرة على نطاق واسع. كما أن نشر مثل هذه الأنظمة يكشف عن رابط وطيد مع «الحرس الثوري الإيراني»؛ وفي الواقع، تسيطر «منظمة بدر» على الوحدات التقليدية الثقيلة التابعة لـ «قوات الحشد الشعبي» (المدرعات والمدفعية)، في حين تسيطر «كتائب حزب الله» على معظم أنظمة الاستخبارات والطائرات بدون طيار.