داعية لميليشيا عراقية يروّج لقاليباف لمنصب الرئيس الإيراني
أكد رئيس "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية" وعضو "كتائب حزب الله" حميد الحسيني على أهميته المتزايدة داخل "شبكة التهديد الإيرانية" من خلال إعلان تأييده العلني للمرشح الرئاسي الإيراني محمد باقر قاليباف، الأمر الذي ربما يعكس آراء "فيلق القدس" بشأن المرشح.
منذ 14 حزيران/يونيو، تم تداول مقطع فيديو لرئيس "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية" على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للنظام الإيراني. وفي المقطع، يبدو أن حميد الحسيني يعبّر عن دعمه للمرشح الرئاسي الإيراني محمد باقر قاليباف، الرئيس الحالي للبرلمان الإيراني وأحد المرشحين الخمسة المتشددين الذين يتنافسون على منصب الرئيس الإيراني المقبل (الشكل 1).
ماذا قال الحسيني عن قاليباف؟
قال الحسيني، وهو مواطن يحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية، وكان يتحدث باللغة الفارسية بمناسبة "مؤتمر الأربعين" في إيران، إن "الحاج قاسم (سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع «للحرس الثوري» الإيراني الذي تم اغتياله) كانت لديه أمنيتان. وكانت إحدى أمنياته أن يصبح السيد (أمير) عبد اللهيان وزيراً للخارجية". وكان حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني السابق الذي توفي في أيار/مايو 2024 في حادث تحطم طائرة هليكوبتر إلى جانب الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، معروفاً من قبل الميليشيات العراقية كـ "ممثل قاسم سليماني في وزارة الخارجية".
وأضاف الحسيني: "كانت أمنية (سليماني) الثانية أن يصبح السيد قاليباف رئيساً. لقد حاول جاهداً (الحرص على أن يصبح قاليباف رئيساً). سألته ذات مرة: لماذا تريد أن يصبح السيد قاليباف رئيساً؟ فأجاب:… بمجرد أن أنطق (بالحرف الأول)، يكون (قاليباف) قد حل المسألة (لبى طلباتي بالكامل). فهو يعرف جميع الأساليب (لدعم «فيلق القدس» التابع «للحرس الثوري» الإيراني) ومهتم بالمشاريع الكبرى. ولا يسعى وراء المسائل الصغيرة". ونشرت صحيفة "مشرق نيوز" التابعة «للحرس الثوري» الإيراني مقطعاً آخراً من زاوية مختلفة يُظهر الجزء الثاني من هذه التصريحات، التي تروّج لقاليباف (الشكل 2).
ما الذي يكشفه لنا كلام الحسيني؟
يعمل الحسيني على ما يبدو كبديل لقاليباف بصورة علنيةً، وهو أمر يصعب على "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" القيام به مباشرةً ضمن حدود السياسة الداخلية المتشددة في إيران. فالحسيني، على الرغم من أنه مواطن إيراني، يُنظر إليه بشكل أساسي على أنه شخصية تابعة "للمقاومة" العراقية. وهو يستخدم أسلوب الاقتباس من شخص متوفي، قاسم سليماني، الذي يعتبره النظام الإيراني بطلاً، للترويج لمرشح رئاسي إيراني. وبما أنه من المعروف على نطاق واسع أن حميد الحسيني كان مقرباً من قاسم سليماني، فإن تصريحاته تترك أثراً كبيراً.
وتكشف لنا تصريحات الحسيني والترويج لها ضمن المنصات القريبة من "الحرس الثوري" الإيراني عما يلي:
- يتمتع حميد الحسيني بعلاقات وثيقة مع "الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس" التابع له، اللذين يثقان به ليتحدث باسمهما حول المرشح الرئاسي الذي يدعمانه.
- من المحتمل أن تدعم شرائح مهمة من "الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس" التابع له المرشح قاليباف للرئاسة الإيرانية.
- بما أن حميد الحسيني هو أيضاً عضو رفيع المستوى في الميليشيا العراقية "كتائب حزب الله"، فيبدو أن جزءاً مهماً من "المقاومة" العراقية يدعم أيضاً المرشح قاليباف للرئاسة الإيرانية.
الأهمية المتزايدة لحميد الحسيني داخل شبكة التهديد الإيرانية
من الصعب التصديق أن الحسيني أدلى بمثل هذه التصريحات الحساسة دون التشاور مع بعض الشخصيات المؤثرة في النظام الإيراني، خاصة أنه تم نشر التصريحات بعد ذلك من قبل وسائل إعلام مرتبطة بـ "الحرس الثوري" الإيراني. فحميد الحسيني، الذي شوهد مؤخراً وهو جالس في قسم لكبار الشخصيات خلال حفل التأبين الذي أقامه المرشد الأعلى للرئيس الإيراني الراحل، أصبح بشكل متزايد عضواً أكثر نفوذاً في ذراع "الحرب الناعمة" لجماعات "المقاومة" المسلحة العراقية، مما يدركه العديد من المراقبين.
ووفقاً للأدلة المتاحة، تَعتبر سلسلة "الأضواء الكاشفة للميليشيات" أن الحسيني أصبح حلقة وصل مهمة تربط الميليشيات العراقية من ناحية مع "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" الإيراني ومكتب المرشد الأعلى من ناحية أخرى. فهو يؤدي مهمة فريدة لما يسمى بـ "محور المقاومة"، حيث يجمع بين أدوار مثل دعم وتوسيع آلة الدعاية الواسعة للجمهورية الإسلامية في العراق، والمشاركة في عملية صنع القرار لدى "كتائب حزب الله"، والاضطلاع بدور مهم كمصلح بين الميليشيات العراقية المختلفة والنظام الإيراني. هذا بالإضافة إلى دوره الاقتصادي المتزايد كميسّر للأنشطة الاقتصادية الإيرانية المتوسعة في العراق.