هل يتمّ الكشف عن هوية العائلة الحاكمة في «كتائب حزب الله»؟ مرئيات من تسريبات حديثة
أدّى الكشف عن صورة أبو حسين وأشقائه إلى وضع مسؤول «كتائب حزب الله» المخلوع على الطرف المتلقي لتكتيكه المفضل، وهو تسريب وجوه وأسماء الخصوم.
في 20 شباط/فبراير، نشر حساب مجهول الهوية على موقع "تويتر" ليس لديه عدد كبير من المتابعين ومضى على إنشائه ستة أعوام ((@ahm_ks90 سلسلة من التغريدات تتضمن معلومات غير معلنة سابقاً بشأن الأمين العام المعزول لـ"كتائب حزب الله"، أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف أيضاً بأبو حسين) وعدد من أفراد عائلته ممن يشغلون أدواراً رئيسية في هذه الميليشيا المدعومة من إيران. وكان أبو حسين قد خسر تصويت القيادة في مجلس الشورى الخاص بـ «كتائب حزب الله» في 29 تموز/يوليو 2021، ولكنه رفض التنحي.
وفي أحد التعليقات تمّ الكشف علناً عن وجهه للمرة الأولى (الشكلان 1 و 2). ففي السابق، تمّ التقاط صوره وهو يضع قناعاً ونظارات شمسية وغطاء للرأس وذلك خلال ظهوره العلني الوحيد في 6 تشرين الثاني/نوفمبر حين شارك في مراسم عزاء أحد أعضاء "المقاومة" الذي لقي حتفه أثناء محاولته اقتحام "المنطقة الدولية" في بغداد.
وفي 23 كانون الثاني/يناير، نشر الحساب نفسه على "تويتر" صورتيْن أخرتين جنباً إلى جنب، زاعماً أنهما تُظهران زيد، نجل أبو حسين، وهو يوفر الحماية لوالده في مراسم 6 تشرين الثاني/نوفمبر، ليعود ويصحح في 6 آذار/مارس جزءاً من هذا الادعاء على الحساب ويشير إلى أن صورة الشخص غير المقنّع على اليمين لا تعد لزيد بل لأحد أقرباء أبو حسين لم يتمّ الكشف عن اسمه.
وشملت معلومة أخرى نشرها الحساب في 20 شباط/فبراير الموقع المزعوم لمنزل أبو حسين، وهو شارع المضمار في منطقة البلديات في بغداد (الشكل 5).
كما زعمت التعليقات في 20 شباط/فبراير أن خمسة من أشقاء أبو حسين شغلوا مناصب مهمة في «كتائب حزب الله»، وهم أرفد وأوقد وأسد وأمجد وأخلد (الشكل 5).
ووفقاً لحساب "تويتر"، سبق أن شغل أرفد (المعروف أيضاً بأبو كرار الحميداوي) منصب مقدّم في الجيش العراقي وقُتل لاحقاً في سوريا. وترافق التعليق مع صورة له مرتدياً الزي العسكري العراقي (الشكل 6).
كذلك، أتى الحساب على ذكر أسد (المعروف أيضاً بأبو علي الحميداوي) للمرة الأولى بشكل علني، والذي وصفه بالمسؤول عن العلاقات القبلية في «كتائب حزب الله». وشمل ذلك عضوية نشطة للغاية في أحد فروع قبيلة الحميداوي يُدعى "درع آل حميد" (الشكل 7).
أما أوقد، فيُزعم أنه المسؤول عن عمليات تبييض الأموال في «كتائب حزب الله»، ولا سيما عبر تركيا. ويدّعي الحساب أنه يدير شركة سياحية في بغداد تُستخدم لهذا الغرض (الشكل 8).
ومن المثير للاهتمام أن حسابات "المقاومة" على غرار "صابرين نيوز" التزمت الصمت حيال هذه التسريبات الواضحة لهوية الحميداوي وأشقائه. ورغم أن الحسابات الميليشياوية الرئيسية غالباً ما تحجب التعليق على مثل هذه النشرات لعدة أسباب، إلا أنها تميل في الوقت نفسه إلى الاستهزاء بمعلومات يسهل دحضها، ولكنها لم تفعل ذلك في هذه الحالة.
وفي كافة الأحوال، تتماشى المعلومات المسربة عن هوية أبو حسين وعنوان منزل عائلته وأسماء أشقائه مع نشرات أخرى اطلعت عليها "الأضواء الكاشفة للميليشيات". فعلى سبيل المثال، كشفت المنصة بصورة مستقلة هوية أرفد وصورته ومعلومات عن دوره في «كتائب حزب الله» وعن الظروف المحيطة بمقتله في سوريا.
ومن المرجح أن تكون تسريبات 20 شباط/فبراير مثالاً على الوسائل المختلفة التي يمكن لأعداء أبو حسين داخل «كتائب حزب الله» وخارجها استخدامها من أجل إضعافه، وذلك عبر الكشف عن هويته وصورته. وربما يكون هذا التسريب بشكل خاص بمثابة انتقام عن خطوات سابقة اتخذتها «كتائب حزب الله»، بما في ذلك تسريب معلومات عن باسم محمد حسب المجيدي ونجله، علماً أن المجيدي هو الرجل الذي حصل على أصوات أكثر من أبو حسين في اجتماع القيادة المنعقد في 29 تموز/يوليو. وكبديل، قد يكون خصم أو عدو متضرر آخر لأبي حسين هو من سرّب المعلومات. وضمن هذه الجماعة التي تعطي الأولوية لعدم الكشف عن هويتها، ربما يكون لأبو حسين وأسرته الكثير من الأعداء بحيث يصعب الحفاظ على الخصوصية.