- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
حقل الغاز الإسرائيلي قرب لبنان يبدأ بالإنتاج
قد تكون سفينة التخزين العائمة الراسية فوق الحقل البحري هدفاً مغرياً لـ "حزب الله".
في 22 شباط/فبراير، بدأ الغاز الطبيعي بالتدفق من حقل "شمال كاريش" الواقع على مسافة 97 كيلومتراً تقريباً قبالة ساحل الشمال الإسرائيلي إلى "إنرجان باور"، وهي سفينة ضخمة عائمة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتصنيعه وتخزينه وهي راسية بجواره. وستتم معالجة الغاز على متن السفينة قبل نقله إلى الشاطئ جنوبي حيفا عبر خط أنابيب ممتد في قاع البحر. كما سيجري استخراج سوائل الغاز، أو النفط في الواقع، وتخزينها على متن السفينة لتحميلها في الناقلات التي ستنقلها إلى أسواق التصدير كل بضعة أسابيع.
تحمل شركة "إنرجان" اليونانية-البريطانية ترخيص تشغيل حقل "كاريش" وتملك السفينة العائمة التي تعمل منذ منتصف عام 2022 على استخراج الغاز من حقل "كاريش" جنوباً. ومن شأن ربط هذا الأخير بحقل "شمال كاريش" أن يسمح للجهات المشغّلة بالاستفادة بشكل كامل من القدرات العملاقة للسفينة. تجدر الإشارة إلى أن الحقلين صغيران نسبةً إلى حقلَي "ليفياثان" و"تمار" اللذين ينتجان معظم الغاز الإسرائيلي، لكنهما سيوفران كميات إضافية قيّمة.
على سبيل المثال، منع الغاز المستخرج من حقل "كاريش" حدوث نقص كان محتملاً عندما توقف حقل "تمار" عن الإنتاج لعدة أسابيع في بداية حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وفي وقت لاحق، قال الرئيس التنفيذي لشركة "إنرجان" لصحيفة "فاينانشال تايمز": "تحتّم علينا الإنتاج لكي تبقى الأضواء منارة في إسرائيل".
ومن المفارقات أنه لم يكن من الممكن لحقل "كاريش" ولا "شمال كاريش" أن يقعا في المياه الإسرائيلية لو أصر لبنان على ادعائه في عام 2020 بأن حدوده البحرية تمتد جنوباً، إلا أن المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة أقنعت البلدين في تشرين الأول/أكتوبر 2022 بقبول الحدود الحالية. علاوة على ذلك، تبددت آمال لبنان في تشرين الأول/أكتوبر 2023 في العثور على كميات مجدية اقتصادياً من الغاز في حقل "قانا" البحري الذي يقع على مسافة بضعة كيلومترات فقط من "شمال كاريش". وفي الأسبوع الماضي فقط، انسحب اتحاد الشركات الذي قام بالتنقيب في حقل "قانا" - والذي يضم "توتال إنيرجي" (فرنسا)، و"إيني" (إيطاليا)، و"قطر للطاقة" - من المفاوضات التي تجري مع بيروت بشأن إصدار المزيد من تراخيص التنقيب في المنطقة.
أما بالنسبة إلى شركة إنرجان "باور"، فستكون السفينة العائمة عرضة للأعمال العدائية مع استمرار تصاعد التوترات بين "حزب الله" وإسرائيل. فقد سبق للحزب أن أطلق طائرات بدون طيار نحو السفينة، واليوم تتمركز السفن الحربية الإسرائيلية على مقربة منه لحمايته. أما جنوباً فتقع منصة الإنتاج "ليفياثان" ضمن نطاق ذخائر "حزب الله"، في حين أن منصة الإنتاج "تمار" ومحطة "أشدود" البرية المجاورة معرضتان لخطر الصواريخ المتبقية لدى "حماس" من قطاع غزة.
ويُعدّ احتياطي الغاز لدى إسرائيل صغيراً وفق المقاييس العالمية ولكنه حقق الاكتفاء الذاتي على صعيد الطاقة في البلاد. وفي نهاية المطاف تبقى سلامة هذه الموارد والشركات الدولية التي تستخرجها مرتبطة بالتهديد الضمني باستخدام القوة الانتقامية، علماً بأن هذا الردع سيبقى تحت الاختبار.
سايمون هندرسون هو "زميل بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.