"حركة النجباء" تدّعي أنها ضحية سياسيي ميليشيات "الإطار التنسيقي"
تتصاعد التوترات بين "حركة النجباء" وميليشيات "المقاومة" المختلفة في العراق، حيث تزعم "حركة النجباء" أن منصاتها على الإنترنت واحتجاجات الشوارع مستهدفة من قبل سياسيي مليشيات "الإطار التنسيقي".
في 13 آب/أغسطس 2023، أصدرت "أصحاب الكهف"، وهي جماعة واجهة تديرها "حركة النجباء"، بياناً شديد اللهجة اتهمت فيه عناصر "المقاومة" الأخرى (الميليشيات المدعومة من إيران) بالتآمر مع ألد أعداء "المقاومة" لاعتقال أعضائها. وجاء في البيان: "يجب أن يعلم جمهور المقاومة الإسلامية بما يقع من ظلم واعتداء على أبنائهم وإخوتهم في مقاومتهم الإسلامية أصحاب الكهف؛ بتاريخ 22/3/2023، قامت قوة عراقية مشتركة مكونة من فاسدين محسوبين على الحشد وعناصر يتبعون لفصيل معين وقوة من وكالة الاستخبارات (تسمية مختصرة لمديرية الاستخبارات في وزارة الداخلية) وضباط من المكتب الخاص في جهاز المخابرات (جهاز المخابرات الوطنية العراقية) وعدد محدود من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية باعتقال ثلة من خيرة المجاهدين والمتخصصين بالعمل ضد الوجود الإسرائيلي حصراً [في العراق] (الشكل 1)". كما أشارت الاتهامات العبثية إلى تورط "استخبارات حلف الناتو" و "يهود متطرفين".
وتشير جماعة "أصحاب الكهف" إلى المداهمة التي وقعت في 22 آذار/مارس 2023 في البصرة، حيث قامت "دائرة التحقيقات والأمن الوقائي" التابعة لـ "قوات الحشد الشعبي" (وهي جزء من "المديرية العامة للأمن والانضباط" التابعة لـ "قوات الحشد الشعبي") باعتقال أعضاء من جماعة "أصحاب الكهف". وبما أن "دائرة التحقيقات والأمن الوقائي" التابعة لـ "قوات الحشد الشعبي" في البصرة يديرها مقاتل من "عصائب أهل الحق"، يبدو أن جماعة "أصحاب الكهف" تتهم "عصائب أهل الحق" بالتواطؤ مع أعداء "المقاومة".
ويُظهر هذا الحادث على ما يبدو أن جماعة "أصحاب الكهف" (وعلى نطاق أوسع "حركة النجباء") تتعرض لضغوط متزايدة. وربما تم استهداف وجود جماعة "أصحاب الكهف" على الإنترنت على وجه التحديد من قبل حكومة السوداني و"هيئة الإعلام والاتصالات" التابعة لها تحت غطاء حظر شامل على تطبيق "تيليجرام" في العراق والذي تم رفعه لاحقاً، ولكن مع استمرار إزالة قنوات جماعة "أصحاب الكهف". واضطرت قناة جديدة تابعة لجماعة "أصحاب الكهف" تم افتتاحها على "تيليجرام" إلى إعادة بناء قاعدة متابعيها التي كانت قد بنتها بصعوبة، والتي وصل عددها إلى ما يقرب من عشرة آلاف مشترك قبل الحظر، إلا أنه لم يعد يبلغ حالياً سوى ثلثي ذلك العدد تقريباً. فقد تحركت "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" للسيطرة على التعديلات الاستخباراتية الجديدة في وكالات الاستخبارات العراقية هذا الصيف، وربما تنظران إلى جماعة "أصحاب الكهف"، التي تتولى وظيفة استخباراتية لصالح "حركة النجباء"، كمنافس لهما. ومن الواضح أن بيان جماعة "أصحاب الكهف" المذكور أعلاه يهدف إلى تصوير مكاسب "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" في الأدوار الاستخباراتية كنتيجة لحلول الوسط التي تم التوصل إليها مع المصالح الأجنبية (الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي).
واشتكى بيان جماعة "أصحاب الكهف" أيضاً من إحباط جهودها للاحتجاج أمام السفارة الأمريكية في 14 تموز/يوليو 2023 من قبل "أولئك الذين يخضعون لأمريكا و[أولئك] الذين يتملقونهم ويجلسون معهم"، الأمر الذي يمكن أن يشير منطقياً فقط إلى أعضاء "الإطار التنسيقي" مثل نوري المالكي، ورئيس "منظمة بدر" هادي العامري، وعمار الحكيم. وحتى أن جماعة "أصحاب الكهف" تتهم هذه القوات بـ "اختطاف" "الشباب المتمردين" من التجمع أمام السفارة الأمريكية والتجمع في كربلاء خلال إحياء شهر محرم، وهما تجمعان دعت إليهما (جماعة الواجهة) "الباسيج العراقي"، وهي حركة تعبئة في الشوارع أنشأتها حديثاً جماعة "أصحاب الكهف"، وبصورة موسعة "حركة النجباء".
وفي ذلك الوقت، اتهمت جماعة "الباسيج العراقي" "محافظ كربلاء المقدسة وبعض مدعي المقاومة" بهدم موكبهم [مبنى يشيَد عادةً لغرض الحداد] (الشكل 2). ومن المرجح أن تكون جماعة "أصحاب الكهف" قد تجاوزت الحدود من خلال محاولتها تنظيم تحرك في الشارع في كربلاء، والتي تعاملت معها ميليشيات "المقاومة "(إلى جانب النجف) مؤخراً على أنها مناطق محايدة حيث لا تهيمن هناك أي ميليشيا أو تقود احتجاجات أحادية الجانب. وهذا يمكن أن يفسر التعليقات التي أدلى بها أبو علي العسكري، المسؤول الأمني لـ "كتائب حزب الله"، في أوائل تموز/يوليو، عندما وبخ الفصائل مطالباً إياها "بجعل محافظة كربلاء المقدسة خارج دائرة التنافس السياسي والتجاذب الحزبي" وحذر "من المساس بالوضع المثالي القائم في كربلاء" (الشكل 3).
وتستوجب إشارات التوتر الحقيقي بين "حركة النجباء" (وفرعيها جماعة "أصحاب الكهف" و"الباسيج العراقي") والجهات الفاعلة الأخرى في "المقاومة" و "الإطار التنسيقي" مراقبة مستمرة ومفصلة. وستشكل الجهود الجديدة التي قد يبذلها "الباسيج العراقي" لتنظيم احتجاجات أو فعاليات في المدن المقدسة إشارات على استمرار التحدي، كما قد تكون إعادة بناء جماعة "أصحاب الكهف" على "تيليجرام" بشكل عدواني (ربما عبر المتابعة الجماعية المدفوعة من خلال برامج الروبوت). وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت جماعتا "أصحاب الكهف" و"الباسيج العراقي" ستحاولان الإضرار بالحملات الانتخابية لـ "عصائب أهل الحق" في الفترة التي تسبق انتخابات مجالس المحافظات في كانون الأول/ديسمبر 2023.