حركة "النجباء" تقود ردود فعل "الثلاثة الكبار" على حظر تطبيق "تيليجرام"
قادت حركة "النجباء"، ردود الفعل على الإنترنت، وربما واجهت عملية حجب استهدفت قناة "أصحاب الكهف" على "تيليجرام"، وسط تعاطف حركة "عصائب أهل الحق" وميليشيا "كتائب حزب الله".
يبدو أن رد فعل حركة "النجباء" كان الأقوى من بين ردود مختلف جماعات "المقاومة" وأعضاء ائتلاف "الإطار التنسيقي" الحاكم الذين انتقدوا القيود التي فُرضت على تطبيق المراسلة "تيليجرام" داخل العراق. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن جماعة الواجهة الأساسية الخاصة بـ حركة "النجباء" قد استُهدفت على وجه التحديد على ما يبدو، تحت غطاء قيود أوسع نطاقاً على "تيليجرام".
رد فعل "النجباء"
جاء التعليق الأكثر صرامة من حركة "النجباء" عندما أشار رئيس مجلسها السياسي، علي الأسدي، إلى أن تحرك الحكومة العراقية لحظر "تيليجرام" قد حدث نتيجة للضغوط الأمريكية.
وقال الأسدي في تغريدة على تويتر "إن دعوة القيادة العسكرية العراقية إلى البنتاغون... وبرعاية (المندوب السامي العمة الينا رومانوسكي)، في توقيت يصاحبه تعطيل (التلكرام)، ما هو إلا مدعاة للريبة، وخطوة لتكبيل جديد للعراق، يراد منه استمرار طائلة الاحتلال...". وتابع قائلاً: "فليعلم المتآمرون أن الأحرار ليسوا غافلين عما يدور في الغرف المغلقة. فهناك موقف يزلزل الأرض تحت أقدام الخونة، وللشجعان القول الفصل، والنهايات التي يريدونها ستتحقق لا محالة" (الشكل 1).
وعلى الرغم من أن قنوات "المقاومة" المختلفة استشهدت بالضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية باعتبارها الدافع وراء حظر "تيليجرام"، إلّا أن أي شخصية رسمية من الميليشيات لم تتبنَ رواية "النجباء". وتتماشى سردية الأسدي مع رواية "أصحاب الكهف" - واجهة حركة "النجباء" - التي زادت في الأشهر الأخيرة من تهديداتها ضد الولايات المتحدة ونظمت احتجاجاً ضد السفارة الأمريكية في بغداد. كما بدأت قناة "تيليجرام" التابعة لجماعة "أصحاب الكهف"، والقنوات الشقيقة لها، في انتقاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بسبب ما وصفوه بتقاعسه عن "طرد قوات الاحتلال" من العراق. وفي المقابل، يبدو أن حكومة السوداني قد نجحت في إقناع "تيليجرام" بإغلاق القناة الرئيسية لـ "أصحاب الكهف". ومن المحتمل أن يكون الحظر الأوسع نطاقاً (وربما المؤقت) للتطبيق محاولة للتغطية على هذا الإجراء المستهدف.
"عصائب أهل الحق"
انتقدت قيادة "عصائب أهل الحق" هذه الخطوة أيضاً، وإن كان ذلك بلهجة أقل شدة. وكتب سند الحمداني، القيادي رفيع المستوى لهذه الجماعة، ورئيس عملياتها الإعلامية، على "تويتر" أن "التضييق على التليغرام خطأ يحتاج لمراجعة"، وأن "التليغرام ميدان مناصري الاطار والمقاومة والسوداني لان الفيس حاجبهم ومانعهم..." (الشكل 2). وأعرب المتحدث العسكري باسم "عصائب أهل الحق"، جواد الطليباوي، عن صدمته من هذه الخطوة واصفاً إياها بأنها "إجراء غير مفهوم".
"كتائب حزب الله"
أعربت "كتائب حزب الله" أيضاً عن استيائها من تقييد تطبيق "تيليجرام". ففي اليوم نفسه الذي أُعلن فيه الحظر، وجه النائب سعود الساعدي، رئيس كتلة "حقوق" النيابية المنتمية إلى "كتائب حزب الله"، أربعة "أسئلة برلمانية" لوزيرة الاتصالات حول التحرك (الأخير) لحظر تطبيق "تيليجرام". وكان السؤال الثاني، "ما هي أسباب قيامكم بغلق تطبيق التيليغرام على الرغم من الدور الكبير الذي تؤديه هذه المنصة في مجال الإعلام ونشر المحتوى الهادف" (الشكل 3).
ومع ذلك، بعد بضعة أيام، طلب أبو علي العسكري، الذي يعتبر نفسه المسؤول الأمني لـ"كتائب حزب الله"، من المنصات الإعلامية والناشطين "التروي والتعامل بعقلانية مع قرار الحكومة الخاص بحجب (التيليغرام)، وأن يحذروا من الوقوع في فخاخ الأعداء" (الشكل 4). ويدل ذلك على أن هناك مفاوضات جارية بين الأطراف لإيجاد حل وسط لهذه المسألة.
التهدئة
بالاضافة الى ذلك، فإن المنصات الإعلامية التابعة لـ "المقاومة" على غرار شبكة "صابرين نيوز"، التي هاجمت بشكل محموم رئيس الوزراء السوداني ورئيس "هيئة الإعلام والاتصالات" علي المؤيد بعد نشر خبر حجب "تيليجرام"، خففت فيما بعد من روايتها المناهضة للحكومة.
وعلي المؤيد هو أحد أقارب عمار الحكيم، زعيم "تيار الحكمة" وعضو في "الإطار التنسيقي". واختار الحكيم عدم التعليق على حجب "تيليجرام"، وتعرض نتيجة لذلك إلى انتقادات قنوات "المقاومة" مثل "صابرين نيوز" (الشكل 5).