«حركة النجباء» تعتبر نفسها جزءاً من "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"
ما الذي يمكن استنتاتجه من اعتراف المتحدث باسم «حركة النجباء»، نصر الشمري، بأن ميليشيته عضو في "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"؟
في مقابلة تلفزيونية في 28 شباط/فبراير، اعترف المتحدث باسم حركة النجباء، نصر الشمري، بأن ميليشيته تنتمي إلى "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" ("التنسيقية")، الأمر الذي يجعل من «حركة النجباء» العضو الثالث الذي يعلن [في ذلك الوقت] عن انتمائه إلى "الهيئة التنسيقية".
وظهرت "التنسيقية" في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2020، عندما أصدرت الهيئة (المجهولة آنذاك) بياناً لإعلان هدنة مشروطة وإعطاء "القوات الأجنبية فرصة مشروطة... لإعداد جدول زمني محدّد ومحدود" لسحب قواتها من العراق. ومنذ ذلك الحين، بدأت الميليشيات الأم تدّعي انتماءها إلى "التنسيقية"، وأشركت نفسها في الهيئة المنسقة وأظهرت سيطرتها على الصواريخ وخلايا التفجيرات.
الأولى بين الجماعات المتساوية: «كتائب حزب الله»
بعد يوم واحد من بيان "التنسيقية"، بدا أن المتحدث باسم كتائب حزب الله، محمد محي، يشير إلى أن هذه «الكتائب» قد تولت قيادة "التنسيقية" بإصدارها أول بيان دعماً للهدنة. وقال لرويترز: "الفصائل قدمت وقفاً مشروطاً لإطلاق النار... ويشمل [ذلك] جميع فصائل المقاومة (المناهضة للولايات المتحدة) بما فيها تلك التي كانت تستهدف القوات الأمريكية."
وفي 6 و 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أدلى محيي بتصريحات لاحقة بدا فيها وكأنه يتحدث باسم "التنسيقية" حدد فيها «كتائب حزب الله» و"التنسيقية" في المقابلة الأخيرة بالقول: "كما قلنا سابقاً، ثمة شروط محددة لكي يتم احترام الهدنة." وفي مقابلة أخرى مع قناة "العالم" الإيرانية، نُشرت في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، حدد محيي «كتائب حزب الله» مجدداً كعضو في "التنسيقية"، قائلاً: "ما زلنا نتمسك بمبادئنا، ولهذا أعطيناهم هذه الفترة المشروطة وهذه الفرصة المشروطة". كما قال محيي لقناة "بي بي سي" الفارسية: "لا موعد نهائي وسنمنح الوقت اللازم لانسحاب أمريكي كامل"، معترفاً مجدداً بأن جماعته هي إحدى الميليشيات التي قررت وقف الهجمات على القوات والمصالح الأمريكية.
الجماعة التالية: «عصائب أهل الحق»
زعمت عصائب أهل الحق أيضاً أنها جزء من "التنسيقية"، وبالتالي فهي مسؤولة عن بعض الهجمات. وتم بث هذا الاعتراف بعد يومين من الهجوم الصاروخي على السفارة الأمريكية في بغداد في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، والذي ارتبط لاحقاً (20 كانون الأول/ديسمبر) بـ «عصائب أهل الحق» من خلال إلقاء القبض [على الفاعل].
وفي 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، ظهر الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، على قناة "العراقية" وتحدث عن هجمات ضد القوات الأمريكية، حيث قال: "أدركنا أن العمليات بدأت تؤتي ثمارها. فقد بدأ الجانب الأمريكي يتعرض للأذى ولم يستطع تحمل هذا الوضع، لذلك بدأت الضغوط النفسية باحتمال نقل السفارة وأن ذلك سيكون ضاراً بالعراق". وتابع قائلاً إن الهدنة انتهت - "لم تتحقق الشروط وانتهت الهدنة" - وهذا اعتراف واضح بأنه أحد القادة الذين يقررون الهدنة أو الحرب.
الحساسية تجاه مكانة «حركة النجباء» ودور الخزعلي
في محاولة لإحداث رد فعل من نصر الشمري على الأرجح، نقل المذيع في بث 28 شباط/فبراير عن أحد المصادر قائلاً، إن «حركة النجباء» ليست جزءاً من "التنسيقية" وإن «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» و«كتائب سيد الشهداء» و«كتائب الإمام علي» تتمتع بكامل العضوية في هذه الهيئة. وتابع أنه وفقاً لمصدره، فإن الأمين العام لـ «عصائب أهل الحق»، الخزعلي، مسؤول عن تبني مواقف الهيئة والإعلان عنها.
وبدا الشمري غير متأثر بهذه المعلومة وأصرّ على أن جماعته هي بالفعل عضو في «الهيئة التنسيقية للمقاومة». وشكّك في الدور القيادي للخزعلي قائلاً: "ليس هناك شخص معيّن يتبنى مواقف «الهيئة التنسيقية». فالمواقف تُقرّر بالإجماع". لذلك من المحتمل أن «حركة النجباء» لم تكن تنوي الكشف عن دورها في "التنسيقية"، ولكنها اضطرت إلى ذلك بسبب عدم رغبتها في الظهور على أنها تابعة لـ «عصائب أهل الحق». ويُعتبر كل من الخزعلي وزعيم «حركة النجباء»، الشيخ أكرم الكعبي، منشقّين عن التيار الصدري ولديهما تاريخ من التنافس في الملفات الإعلامية، وتجنيد القوى العاملة من االصدريين، والمكانة.