- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
«حزب الله» وإسرائيل يصعدان الموقف ضد بعضهما البعض
في 29 تموز/يوليو، ذكرت بعض التقارير أن طائرة إسرائيلية بدون طيار هاجمت سيارة كانت تقل ثلاثة أعضاء من «المقاومة الوطنية السورية»، وهي جماعة مقرها في الجولان تابعة لنظام الأسد و «حزب الله». وتم ضرب السيارة - التي ربما كانت تقل أيضاً اثنين من عناصر «حزب الله» - بالقرب من قرية خضر الدرزية السورية على بعد أميال قليلة من الحدود الإسرائيلية.
وفي الماضي، اتخذت إسرائيل إجراءات على طول الحدود عندما كان هناك تهديد محدق بقواتها هناك، كما حدث في الغارة التي شنتها في 26 نيسان/أبريل على مجموعة من المقاتلين الدروز كانوا يسعون إلى وضع عبوة ناسفة على الحدود. وأصبحت تتكرر محاولات زرع العبوات الناسفة في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن الضربة التي وجهتها إسرائيل في نيسان/أبريل لم تردع «حزب الله» ووكلائه من محاولة القيام بذلك مرة أخرى. وكان الضحايا الثلاثة المؤكدين للغارة التي شُنت في 29 تموز/يوليو من خضر، نفس القرية الدرزية التي جَنّد منها «حزب الله» مقاتلين لعملية زرع العبوات الناسفة في نيسان/أبريل. وقد يكون هدف الضربة الأخيرجديدة تحقيق نفس الهدف [الذي كانت تصبو إليه إسرائيل] من ضربة نيسان/أبريل، وعلى وجه الخصوص: وقف التهديد المحدق بقوات جيش الدفاع الإسرائيلي على الحدود.
وأشارت تقارير أخرى بأن الضربة كانت تهدف الإصابة بـ سمير القنطار، الإرهابي الذي كان قد أُدين بقتل عائلة إسرائيلية عام 1979 ولكن أُفرج عنه في وقت لاحق في عملية تبادل للأسرى مع «حزب الله». والقنطار هو درزي لبناني يُعتبر من كبار المُجنِدين لـ «حزب الله» في مرتفعات الجولان ويقود ميليشيا محلية نشأت في خضر (انظر المرصد السياسي 2437، "دروز سوريا تحت التهديد"). وإذا كان القنطار هو فعلاً الهدف من شن العملية، قد تُشير الضربة إلى أن دوره في عمليات «حزب الله» في الجولان كان مهماً بما يكفي لتبرير القيام بعملية حساسة دبلوماسياً عبر الحدود، كما كان عليه الحال عندما استهدفت إسرائيل جهاد مغنية وقادة آخرين من «حزب الله» في المنطقة ذاتها. وجاءت تقارير متضاربة حتى الآن حول سلامة القنطار بعد الهجوم. وقد نفت عائلته جميع التقارير عن موته.
وعلى أي حال، يبدو أن «حزب الله» عازماً على تجنيد السكان المحليين من الجولان لاستهداف الجيش الإسرائيلي، وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها «الحزب» مقاتلين من الخارج لإخفاء وجوده. ففي الماضي، دربت الجماعة مقاتلين فلسطينيين وأرسلتهم لمهاجمة إسرائيل من الحدود اللبنانية، بهدف التسبب في سقوط ضحايا، في الوقت الذي تجنبت فيه القيام برد عسكري قاسي. ويتمتع الدروز من خضر بالعديد من الخصال التي تجعلهم يحتلون مكانة جيدة تؤهلهم خدمة هدف «حزب الله» المزدوج بقتل الإسرائيليين مع الحفاظ على الإنكار: فهم ليسوا شيعة، وعلى دراية بالتضاريس، ويعرفون عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي المتكررة على الحدود، ولديهم اتصالات مع نظام الأسد، الأمر الذي يساعد «حزب الله» على النأي بنفسه بصورة أكثر من أي هجمات يقومون بها.
المحصلة
توضح الضربة الجوية الأخيرة - مثلها مثل غيرها من العمليات على الحدود بين إسرائيل وسوريا خلال العام الماضي - أن إسرائيل ستتصرف عندما تشعر بأنها مهددة من وجود عناصر من «حزب الله» ووكلائه في مرتفعات الجولان. وفي الوقت نفسه، يُبيّن ظهور خلية أخرى مرتبطة بـ «حزب الله» قريبة جداً من الحدود أن التنظيم لم يرتدع من هجمات إسرائيل السابقة ضد كبار قادته وعناصره. وبدلاً من ذلك، واصل «الحزب» تطوير بنيته التحتية وإعداد وكلائه في الجولان على الرغم من معرفته بأن إسرائيل تتابع تحركاتهم.
من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الاتفاق النووي مع إيران سيزيد من جرأة «حزب الله»، ولكن واقع استعداد التنظيم لاستهداف إسرائيل في ظل القيود الحالية أمر لافت للنظر. وقد بدأت جبهة الجولان تصبح ساحة المعركة الجديدة بين إسرائيل و «حزب الله»، ويزداد الوضع أكثر خطورة لأن كلا الجانبين يصعدان الموقف. وهذا جزء من السبب وراء قيام إسرائيل بنقل المزيد من بطاريات الدفاع الصاروخي المعروفة بـ "القبة الحديدية" نحو الشمال، من أجل التحضير لتصعيد محتمل.
نداف بولاك أكمل مؤخراً دراسة الماجستير في جامعة برينستون، وسيعود قريباً لينضم كزميل باحث في معهد واشنطن.