جماعة واجهة مرتبطة بإيران تتبنى خمس هجمات على الأمريكيين في العراق وسوريا
تبنى حساب جديد على تطبيق "تلغرام" هجمات ضد الولايات المتحدة، ويرتبط هذا الحساب بـ"فيلق القدس" الإيراني وبمنظمات أخرى مصنفة على قائمة الإرهاب.
منذ تصاعد أزمة غزة، تتبنى جماعة شاملة تُدعى "المقاومة الإسلامية في العراق" هجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا. وحيث وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها جماعة "غامضة"، يُستخدَم ببساطة هذا المصطلح الشامل لوصف العمليات التي تنفّذها جميع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بما فيها الضربات داخل سوريا. وغالباً ما كانت البيانات السابقة الصادرة عن جماعات مثل "كتائب حزب الله" تستخدم تسمية "المقاومة الإسلامية" قبل ذكر اسمها. أما الاستخدام الجديد لهذه التسمية بمفردها، من دون ذكر اسم الجماعات الفردية أو شعاراتها، فيمثّل مرحلة جديدة في إدراج الهجمات المناهضة لأمريكا ضمن إطار "المقاومة"، ولكن في ظل انخراط الجهات الفاعلة نفسها.
في البداية، لم تفهم كل الجماعات ذلك على ما يبدو، إذ أعلنت جماعة الواجهة "تشكيل الوارثين" بشكلٍ فرديٍ مسؤوليتها عن شن هجوم بطائرة مسيّرة في 17 تشرين الأول/أكتوبر على "قاعدة حرير الجوية". وبعد ذلك، أصدرت "المقاومة الإسلامية" إعلاناً مغايراً لنسخة إعلان "الوارثين"، فتم حذف إعلان هذا الأخير احتراماً لها.
ومنذ ذلك الحين، تبنت ذراع العلاقات العامة التي يبدو أنها تابعة للجماعة، وهي "الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في العراق"، جميع الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا (انظر الجدول 1)، باستخدام نموذج عام لا يحمل شعاراً ويضم عناصر موحدة في الغالب (الشكل 1). وتهدف هذه الطريقة على الأرجح إلى تحقيق غرضين.
أولاً، نظراً للأزمة الحالية في غزة واحتمال أن يتسع نطاق الحرب إقليمياً، ترغب الميليشيات المدعومة من إيران في إظهار الوحدة من خلال توحيد عملياتها تحت راية واحدة، وهي "تلبية النداء" كقوة واحدة بشكل أساسي (على الأقل في الوقت الحالي). ويشير ذلك بشدة إلى أن "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإسلامي الإيراني" يجمع سويّة وكلائه المتعددين في "المقاومة" العراقية، الذين يميلون في الأحوال العادية إلى الجدل حول القيادة المحلية.
ثانياً، قد ترى الميليشيات أن عدم تحديد الجماعات المسؤولة عن مهاجمة القواعد الأمريكية قد يعود بالفائدة عليها، خاصةً الآن بعد أن تسببت الضربات في وقوع إصابات متعددة في صفوف القوات الأمريكية (على الأرجح إصابات مؤلمة في الدماغ) ووفاة شخص واحد (من جراء نوبة قلبية نجمت عن إنذار بإطلاق صاروخ). وربما يكون استخدام تسمية شاملة بدون شعار هو الامتداد الأقصى لـ"استراتيجية الواجهة" التي اتبعتها إيران ووكلاؤها منذ عام 2019 لتجنب المساءلة عن الهجمات التي تستهدف الأمريكيين.
ونظراً إلى ما نعرفه عن مزاعم "المقاومة الإسلامية" حتى الآن، يمكن أن تستنتج واشنطن وشركاؤها ما يلي:
1. هناك جماعة إرهابية شاملة في العراق تحاول قتل الأمريكيين، بينما تعجز الحكومة العراقية عن حمايتهم.
2. أعلنت جماعات عراقية مسؤوليتها عن شن الهجمات في سوريا (لا سيما ضد "قاعدة التنف" والبنية التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي التابعة لشركة "كونوكو")، مما يُحمّل بغداد مجدداً مسؤولية منع هذه المحاولات لقتل الأمريكيين.
3. يدل هجوم 17 تشرين الأول/أكتوبر الذي تبنته على نحو مشتركٍ الجماعة الشاملة على وجود رابط مباشر بين "المقاومة الإسلامية في العراق" و"تشكيل الوارثين"، وهي جماعة واجهة تابعة لميليشيا "حركة حزب الله النجباء" ولها صلات مباشرة مع "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإسلامي الإيراني".
4. وبالتالي، يمكن ربط أي ضربات تبنت مسؤوليتها "المقاومة الإسلامية في العراق" بـ"حركة حزب الله النجباء" و"فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" (على الأقل إلى حد ما) من حيث الردود العسكرية والمسؤولية القانونية.
وما يثير الاهتمام هو أنه لم يتم إعلان المسؤولية عن الهجوم الصاروخي العراقي الأخير، الذي وقع في 20 تشرين الأول/أكتوبر واستهدف مجمع "مركز بغداد للدعم الدبلوماسي" في المطار الدولي (وتطلق الميليشيات على هذا المجمع اسم "فيكتوريا"، في إشارة خاطئة إلى "مجمع قاعدة النصر" الأمريكي السابق). وقد يُعزى ذلك إلى الطبيعة المحدودة للحادثة، فقد تم إطلاق صاروخاً واحداً فقط من أصل خمسة عشرصاروخاً في بطارية الصواريخ المهاجِمة، وتم اعتراضها من قبل القوات الأمريكية. وفي الواقع، انطوى الهجوم على الأرجح على تقصير متعمد في الأداء بالقرب من هدف مدني حساس بشكل خاص (المطار)، وأرادت الميليشيات تجنب أي رد فعل سلبي.