«كتائب حزب الله» و"كاف" تحتفلان بأعمال عنف ضد أفراد أمريكيين
تحتفل قناة "كاف" الإعلامية التابعة لـ «كتائب حزب الله» بالعمليات الإرهابية المدعومة من إيران والتي أسفرت عن مقتل وجرح أفراد من الجيش الأمريكي في العراق
في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت قناة "كاف" الإعلامية التابعة لـ «كتائب حزب الله» عدة تعليقات احتفالاً بانطلاق مدفعية "قذائف الأشتر المرتجلة المدفوعة بالصواريخ"، وهي منصة قادرة على إطلاق قذائف متعددة قصيرة المدى استُخدمت لقصف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق قبل انسحاب القوات الأمريكية منه في كانون الأول/ديسمبر 2011.
ففي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أعلنت "كاف" عن إقامة احتفال في بغداد في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 لإحياء ذكرى استخدام قذائف "الأشتر" للمرة الأولى قبل خمسة عشر عاماً. وجاء في نص الدعوة: "بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشر لانطلاقة سلاح "الأشتر" من العراق، الذي ساهم في هزيمة الاحتلال الأمريكي ودحر «داعش»، تدعوكم المقاومة الإسلامية «كتائب حزب الله» إلى حضور مهرجان ’جائزة الأشتر للفنون والإعلام‘" (الشكل 1). وأقيم الاحتفال في مبنى تابع لـ "مديرية إعلام «الحشد الشعبي»" في معقل «كتائب حزب الله» في شارع فلسطين في بغداد.
وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت "كاف" صورة أكثر حداثة لسلاح "الأشتر" مرفقة بجملة: "«الأشتر» هو سلاح من ابتكار وتصنيع أبناء «كتائب حزب الله» ويحمل فن المرونة في التصنيع والإطلاق تم ابتكاره من قسم الهندسة. دشنته «المقاومة الإسلامية» في (18 تشرين الثاني/نوفمبر 2007) في عملية نوعية استهدفت خلالها قاعدتيْ الاحتلال الأمريكي في الشعب والرستمية داخل العاصمة بغداد" (الشكل 2).
وقد استخدمت "كاف" عبارة "الذكرى السنوية" في إشارة إلى إطلاق قذائف "الأشتر" في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 على قاعدتين أمريكيتين في منطقتيْ الرستمية والشعب في بغداد، حيث تمّ إطلاق 31 قذيفة على مسافات تقل عن 200 متر، مما أدى إلى جرح 12 أمريكياً. (وفي مناسبات أخرى، كانت قذائف "الأشتر" مميتة: ففي حادثتين وقعتا في حزيران/يونيو 2011، قُتل 10 أمريكيين وجُرح 37 آخرين). وتم إخفاء قذائف "الأشتر" بشكل متزايد من قبل «كتائب حزب الله» داخل شاحنات للنفايات وأطلق كل منها ما يصل إلى ثمانية عشر أسطوانة غاز مملوءة بمادة "سي 4" المتفجرة دُفعت بزاوية عالية باستخدام عبوات دفع الصواريخ التي تصنعها إيران.
وتكرر اسم "الأشتر" في «منظمة بدر» ولاحقاً في الوحدات العسكرية ضمن «قوات الحشد الشعبي»، علماً أن الاسم يعود إلى أحد صحابة الإمام علي ويعني "السيف". فقد سمي لواء المدفعية في «منظمة بدر»، الذي حارب إلى جانب إيران ضد العراق في الحرب بين البلدين - سرايا دعم مدفعية صواريخ «مالك الأشتر». وبعد انسحاب الولايات المتحدة، استخدمت «قوات الحشد الشعبي» نسخ معدلة جديدة من "الأشتر" (فلق-1 عيار 240 ملم وفلق-2 عيار 333 ملم) في حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ومن المثير للاهتمام أنه في 13 آذار/مارس 2020، أكدت الحكومة الأمريكية أن «كتائب حزب الله» تواصل نشر قذائف "الأشتر" لتنفيذ أعمال إرهابية في"موقع الجرف المخصص لتخزين القذائف المرتجلة المدفوعة بالصواريخ" الذي دمرته طائرة أمريكية بعد أن أسفر هجوم نفذته «الكتائب» عن مقتل أمريكييْن وبريطاني في "التاجي" في 11 آذار/مارس 2020.
وتسلّط رسالة قناة "كاف"، التابعة لـ «كتائب حزب الله» والتي تعرض شعاراتها وتثني على هجماتها، الضوء على الصلة بين هذه الجماعة التي صنفتها الولايات المتحدة إرهابية و«قوات الحشد الشعبي» الممولة من الدولة العراقية التي تمّ استخدام مقرها الإعلامي (قاعة الشهيد حيدر المياحي في «الحشد الشعبي» للشؤون العامة في شارع كريم الندى، بغداد) لإحياء ذكرى مقتل وجرح أمريكيين. علاوةً على ذلك، اقترحت «كتائب حزب الله» و "مديرية إعلام «الحشد الشعبي»" و"كاف" الاحتفال باستخدام أسلحة "الأشتر" الإرهابية ضد أفراد أمريكيين. وتجدر الإشارة إلى أن «كتائب حزب الله» أصبحت ممثلة الآن في مجلس النواب العراقي عبر ستة نواب من "حركة حقوق".