بدأت ميليشيات عراقية مختلفة كـ «أصحاب الكهف» و «كتائب سيد الشهداء» تتحدث عن إرسال أسلحة ومقاتلين للمشاركة في الصراع الدائر بين «حماس» وإسرائيل. وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه تمّ إطلاق ثلاثة صواريخ من سوريا باتجاه الأراضي الإسرائيلية في 14 أيار/مايو. ومن المحتمل أن تستخدم هذه الميليشيات الصراع المحتدم في غزة في محاولة لإضفاء الشرعية على أعمالها ضد القوات الأمريكية في نظر الشعب العراقي عموماً.
وسط احتدام الصراع بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، زعمت "أصحاب الكهف"، وهي جماعة واجهة تابعة لـ"عصائب أهل الحق"، أنها أطلقت خمسة صواريخ على منطقة "يسود همّعلا" [في شمال شرق إسرائيل] بالقرب من هضبة الجولان (الشكل 1).
وفي 14 أيار/مايو، تمّ نشر هذا الإدعاء على قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لـ "المقاومة"، لكن سرعان ما حُذف وأعلنت جماعة أخرى معروفة بنشرها الكثير من الأخبار المتعلقة بـ «أصحاب الكهف» مسؤوليتها عن الهجوم، مما يؤكد أن الإدعاء صادر فعلاً عن الجماعة الأخيرة. وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه تمّ إطلاق ثلاثة صواريخ من سوريا باتجاه الأراضي الإسرائيلية في 14 أيار/مايو.
وجاء التهديد وادّعاء «أصحاب الكهف» بمسؤوليتها عن الهجوم في أعقاب بيان مماثل أصدرته الجماعة هدّدت فيه القوات الأمريكية في العراق "بردود فعل مختلفة للغاية" إذا "شاركت بشكل مباشر في الصراع أو حاولت استخدام الأراضي العراقية لدعم الكيان الغاصب أو تقديم أي مساعدة له انطلاقاً من العراق". (الشكل 2).
وعلى الرغم من واقع عدم دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، إلّا أن ميليشيات عراقية مختلفة بدأت تتحدث عن إرسال أسلحة ومقاتلين للمشاركة في الصراع الدائر. ففي 15 أيار/مايو، أعلنت «كتائب سيد الشهداء» أنها تطوعت للانضمام إلى الفصائل الفلسطينية ومساعدتها عبر توفير "أنظمة دفاع جوي وطائرات بدون طيار وأسلحة مضادة للدروع وصواريخ بعيدة المدى"، من بين وسائل دعم أخرى. (الشكل 3) .
وتم دعم هذا الادعاء في رسالة نشرها أبو عزرائيل، وهو مقاتل بارز في «كتائب الإمام علي» العراقية، في 16 أيار/مايو مفادها أن جماعتي «كتائب سيد الشهداء» و"حركة حزب الله النجباء" تحشدان متطوعين من أجل فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل. وأضاف أنه سبق وتمّ إرسال بعض المقاتلين (الشكل 4). وكانت «حركة حزب الله النجباء» قد أعلنت في آذار/مارس 2017 عن تشكيل "لواء تحرير الجولان" لمساعدة النظام السوري على "تحرير الجولان".
وستستغل "المقاومة" العراقية الحرب الدائرة في غزة/إسرائيل كفرصة لتنفيذ العمليات المعلوماتية. وطوال فترة القتال المحتدم، كانت القنوات الإعلامية لـ "المقاومة" العراقية تعجّ بالنشرات المبتهجة بشأن الصراع. وتم تعزيز المعنويات في "المقاومة"، وخاصة مع نشر صور آثار الصواريخ للدلالة على مقدرة القوات المدعومة من إيران وقدرتها المفترضة على إطلاق أعداد كبيرة من الدفاعات الصاروخية.
كما صوّرت "المقاومة" العراقية الصراع الحالي على أنه نضال عالمي على جبهة "المقاومة". وفي هذا السياق قال المتحدث العسكري باسم "كتائب حزب الله" جعفر الحسيني في 13 أيار/مايو إنه "إذا كان الهدف من الوجود الأمريكي في العراق هو حماية إسرائيل، فإننا نذكّرهم بأن ساحة المعركة لمواجهة العدو الصهيوني-الأمريكي واحدة". (الشكل 5).
ولكي تحقق "المقاومة" العراقية هدفها الأسمى المتمثل بالسيطرة على الدولة العراقية، عليها إرغام القوات الأمريكية على الخروج من البلاد. ومن المحتمل أن تستخدم الصراع المحتدم في غزة في محاولة لإضفاء الشرعية على أعمالها ضد القوات الأمريكية في نظر الشعب العراقي عموماً.