مكتب مراقبة الأصول الأجنبية يصنف رجال الميليشيات العراقية (الجزء الأول): قادة "كتائب حزب الله"
أشارت واشنطن إلى بدء نفاذ صبرها مع الدور المحوري الذي لعبته "كتائب حزب الله" في عشرين هجوماً على القوات الأمريكية في العراق وسوريا خلال شهر واحد.
في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، فرض "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على سبعة أفراد مرتبطين بميليشيا "كتائب حزب الله" وميليشيا "كتائب سيد الشهداء" المدعومتَين من إيران، وأدرج "كتائب سيد الشهداء" ككل على القائمة السوداء المتعلقة بتمويل الإرهاب. وسيغطي هذا الجزء الأول تصنيفات (إدراجات) عناصر "كتائب حزب الله" على قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص، وسيتناول الجزء الثاني "كتائب سيد الشهداء" وزعيمها أبو آلاء الولائي.
تصنيفات عناصر "كتائب حزب الله" على قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص
صنّف "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" خمسة من قادة "كتائب حزب الله" لتورطهم في "سلسلة من الهجمات الأخيرة ضد الولايات المتحدة وشركائها في العراق وسوريا". وثلاثة منهم معروفون جيداً:
باسم محمد حسب المجيدي (55 عاماً)، الذي يصفه "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" بأنه "رئيس التطوير التجاري لـ «كتائب حزب الله»" وسابقاً "المدير التنفيذي لـ «قناة الإتجاه الفضائية» التابعة لـ «كتائب حزب الله»" (راجع اللمحة العامة التي أعددناها عن هذه القناة). تجدر الإشارة إلى أن المؤلف أخطأ سابقاً في تحديد اسمه الأول في مقال نشره عام 2020، إذ عرّف عنه باسم "الشيخ جاسم المجيدي (أبو كاظم)". ووفقاً للأدلة الكثيرة المتوفرة، فهو يضطلع بدور أساسي في جناح "أبو فدك" في "كتائب حزب الله"، حيث يدير مكاتبه الجمركية على الحدود الكويتية والإيرانية والأردنية، فضلاً عن استثماراته في العقارات والفنادق والمطاعم وشركات الأمن والنوادي غير المشروعة وبيوت الدعارة.
جعفر الحسيني (56 عاماً)، الذي يصفه "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" بأنه "أحد المتحدثين الإعلاميين الرئيسيين باسم «كتائب حزب الله» ونسّق مع مقاتلي «كتائب حزب الله» في معرض تخطيطهم لشن هجمات ضد القادة العسكريين الأمريكيين في العراق". وقد تم تحديده سابقاً على أنه المتحدث العسكري باسم "كتائب حزب الله" وأحد عناصر جناح "أبو حسين" التابع لها. وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر - أي في اليوم التالي بعد الانفجار الذي وقع في "المستشفى الأهلي" في غزة والضربة الأولى التي شنتها "كتائب حزب الله" على "قاعدة الأسد الجوية" في العراق خلال موجة الهجمات الحالية - هدد الحسيني علناً بمهاجمة القوات الأمريكية.
عماد ناجي البهادلي (48 عاماً)، الذي يصفه "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" بأنه "عضو في مجلس الشورى الحاكم في «كتائب حزب الله»"، وشارك في تطوير "منشآت عسكرية أمريكية وشركات أمريكية" في العراق لشن هجمات مستقبلية، وتنظيم تدريب المسلحين في معسكرات "حزب الله" اللبناني، وتنفيذ هجمات وعمليات اختطاف، وترهيب السياسيين العراقيين الذين لا يؤيدون إخراج القوات الأمريكية من العراق. ويُعرف البهادلي أيضاً بمجموعة متنوعة من الأسماء الكردية والعربية الأخرى: أدهب قيطان الباهلي، وستار جبار التعبان، والأكثر شيوعاً، أبو إيمان. ويشغل حالياً منصب مدير المخابرات في "قوات الحشد الشعبي" التي تمولها الدولة العراقية.
كما فُرضت عقوبات على قائدين آخرَين غير معروفَين كثيراً من قادة "كتائب حزب الله" وهما:
خالد كاظم جاسم السكيني (المعروف أيضاً باسم أبو حميّد) (51 عاماً)، الذي وصفه "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" بأنه "قائد عسكري كبير في «كتائب حزب الله» عمل مع [«الحرس الثوري الإسلامي الإيراني»] على تدريب مقاتلي «كتائب حزب الله»".
حبيب حسن مغامس الدراجي (المعروف أيضاً باسم أبو رضا) (47 عاماً)، الذي وصفه "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" بأنه "رئيس الشؤون الخارجية في «كتائب حزب الله»" الذي "نسق تدريب مقاتلي «كتائب حزب الله» في إيران مع «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني»" ولعب دوراً في التهريب عبر الحدود لتزويد مقاتلي "كتائب حزب الله" في العراق بالأسلحة.
أما الشخص الأخير الذي تم إدراجه على قائمة العقوبات الأمريكية فهو مجتبى جهاندوست مرغوب، وهو مواطن إيراني لديه صلات إرهابية مزعومة بـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" و"كتائب حزب الله". ويصفه "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" بأنه مسؤول في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" "يسّهل سفر مقاتلي «كتائب حزب الله» وتدريبهم في إيران".
ويبدو أن تصنيفات وزارة الخزانة الأمريكية والمواد الداعمة تهدف إلى تسليط الضوء على "كتائب حزب الله" كأحد الجهات الفاعلة الرئيسية في الموجة الحالية من الهجمات على أهداف أمريكية، والتي بدأت في 17 تشرين الأول/أكتوبر وتجاوز عددها 70 هجوماً حتى تاريخ كتابة هذه السطور. ووفقاً لمتتبع الهجمات التابع لـ"الأضواء الكاشفة للميليشيات"، نفذت "كتائب حزب الله" ما لا يقل عن 24 من هذه الضربات خلال هذه الفترة (وفقاً لحساباتنا للمناطق الجغرافية المتعلقة بمسؤولية كل ميليشيا؛ تُعتبر "كتائب حزب الله" مسؤولة عن الهجمات على "قاعدة عين الأسد" في العراق و"التنف" في سوريا). وقد توفي مواطن أمريكي من جراء هجمات "كتائب حزب الله"، حيث أصيب بنوبة قلبية خلال هجوم صاروخي على "قاعدة عين الأسد".
تُبرز التصنيفات أيضاً العلاقة الوثيقة التي تحددها إدارة بايدن بين الهجمات في العراق أو سوريا والدعم الذي تتلقاه الميليشيات من معسكرات التدريب وشحنات الأسلحة عبر الحدود التي تنخرط فيها إيران و"حزب الله" اللبناني. كما أن إدراج جماعات مثل "كتائب حزب الله" و"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" و"حزب الله" اللبناني على قائمة الإرهاب الأمريكية يمكن أن ينذر بضربات حركية أمريكية على المسؤولين الذين فُرضت عليهم عقوبات مؤخراً أو زملائهم.