مكتب مراقبة الأصول الأجنبية يصنّف رجال الميليشيات العراقية (الجزء الثاني): "كتائب سيد الشهداء" وأبو آلاء الولائي
طال انتظار إدراج "كتائب سيد الشهداء"على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، مما يعكس دورها المهم والمستمر في الهجمات على القوات الأمريكية في شمال العراق وشرق سوريا.
في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، فرض "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على سبعة أفراد مرتبطين بالميليشيتين "كتائب حزب الله" و "كتائب سيد الشهداء" المدعومتَين من إيران، وأدرج "كتائب سيد الشهداء" ككل على القائمة السوداء المتعلقة بتمويل الإرهاب. وغطى الجزء الأول من هذا التحليل تصنيفات عناصر "كتائب حزب الله" على قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص. أما هذا الجزء فسيتناول "كتائب سيد الشهداء".
"كتائب سيد الشهداء" المعروفة بسعيها إلى قتل الأمريكيين
أضاف "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" "كتائب سيد الشهداء" إلى قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص بموجب "الأمر التنفيذي رقم 13224"، الذي يعنى بـ "تجميد الممتلكات وحظر المعاملات مع الأشخاص الذين يرتكبون أعمالاً إرهابية أو يهددون بارتكابها أو يدعمونها". وشدد بيان وزارة الخزانة الأمريكية على أن "كتائب سيد الشهداء" تتلقى دعماً من "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" و"خططت وشاركت في هجمات ضد عناصر أمريكيين في العراق وسوريا". ووفقاً لمتتبع الهجمات التابع لـ"الأضواء الكاشفة للميليشيات"، يبدو أن ما يصل إلى 21 هجوماً بطائرات بدون طيار وصواريخ بعيدة المدى استهدفت القوات الأمريكية انطلاقاً من مناطق يقدَر أن "كتائب سيد الشهداء" تستخدمها لشن الهجمات، في الفترة ما بين 17 تشرين الأول/أكتوبر و 17 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتُعد "كتائب سيد الشهداء" إضافة مفيدة إلى قائمة الجماعات الإرهابية التي يقودها العراق والتي تلعب أدواراً رسمية في الدولة العراقية، وتشمل "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"حركة حزب الله النجباء". وكما هو الحال مع هذه الجماعات الثلاث المُصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية، تدير "كتائب سيد الشهداء" أيضاً لواء من ألوية "قوات الحشد الشعبي" (اللواء الرابع عشر) والذي تدفع الحكومة العراقية رواتبه وتزوده بالإمدادات، مما يؤكد بصورة أكثر دَوْر الدولة في تقديم الدعم المادي للكيانات المصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية.
تصنيف أبو آلاء شخصياً
بالإضافة إلى تصنيف منظمة "كتائب سيد الشهداء" على القائمة السوداء، أضاف "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" أيضاً زعيمها، أبو آلاء الولائي (المعروف أيضاً باسم هاشم فنيان رحيم السراجي أو هاشم بنيان السراجي)، إلى قائمة الرعايا المعينين بشكل خاص على خلفية أنشطته الإرهابية بموجب "الأمر التنفيذي رقم 13224". وهذا يضعه في المستوى نفسه مع الرعايا الآخرين المعينين بشكل خاص من الجماعات الإرهابية العراقية، ومن بينهم قيس الخزعلي وليث الخزعلي من "عصائب أهل الحق"، وأكرم الكعبي من "حركة حزب الله النجباء"، وأبو حسين من "كتائب حزب الله". وتسد هذه الخطوة فجوة غامضة قائمة منذ فترة طويلة - في حين تم تصنيف مؤسس "كتائب سيد الشهداء" أبو مصطفى الشيباني (مصطفى عبد الحميد حسين العتابي، حميد ثجيل العتابي) من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2008، بينما لم يتم تصنيف القيادة الحالية للجماعة على قائمة الإرهاب الأمريكية.
ويدير أبو آلاء "كتائب سيد الشهداء" منذ عام 2014، خلفاً للشيباني عندما أصبح الأخير مستشاراً لوزير الداخلية العراقي محمد الغبان، المسؤول في "منظمة بدر". وكانت الولايات المتحدة قد اعتقلت سابقاً أبو آلاء على خلفية أعماله المسلحة كعضو في "كتائب حزب الله"، وتم إطلاق سراحه في عام 2010. وبعبارة أخرى، يجب تصنيفه (على غرار الشيباني) كعضو سابق في "كتائب حزب الله" الذي انفصل عن جناحي الميليشيا بقيادة "أبو حسين" و"أبو فدك" ليشكل "كتائب سيد الشهداء" خلال الحرب الأهلية في سوريا. وكان أبو آلاء أيضاً من أوائل قادة المقاومة الذين يخضعون مباشرة لأوامر قائد "فيلق القدس" الحالي في "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" إسماعيل قاآني بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في غارة أمريكية في كانون الثاني/يناير 2020. وفي الواقع، يُعد أبو آلاء عنصراً رئيسياً في شبكة وكلاء "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" في العراق وسوريا والذي غالباً ما يتم التغاضي عنه.
لكن يبدو أن أبو آلاء، على غرار رئيسه السابق أبو مصطفى، هو عرضة لارتكاب الأخطاء وللخذل من قبل عائلته. فقد تعرض ابنه جعفر لانتقادات لاذعة في عام 2022 وفقد السيطرة على الشبكة الإعلامية التابعة للميليشيا "صابرين نيوز" بعد أن أمر أتباعه بإحراق مكاتب "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في بغداد. وقد تعرض أبو آلاء نفسه لموقف محرج في عام 2019 عندما ارتفعت الحرارة داخل أحد مستودعات الصواريخ التابعة له في جنوب بغداد، مما أدى إلى إطلاق صواريخ كاتيوشا في أجواء بغداد، وجعل العراق الخاضع لحكم الميليشيات يبدو وكأنه بلد تعمه الوضى ويشوبه الخلل.