"منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" تلوّحان بالسوط على "كتائب الامام علي" في البصرة
خلال إحياء ذكرى مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في البصرة، قامت "كتائب الإمام علي" بالتلويح بالسوط على "منظمة بدر" الأمر الذي يمنح نافذة على توازن القوى المحلي بين الميليشيات.
في 5 كانون الثاني/يناير، وخلال حفل إحياء الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في البصرة، اندلعت اشتباكات بين مجموعة من مقاتلي "كتائب الإمام علي" بزعامة علاء المحمداوي، قائد "اللواء 40" في "قوات الحشد الشعبي"، وبين"مديرية الأمن المركزي" التابعة "للحشد" المسؤولة عن إدارة الحفل. وأظهر مقطع فيديو اندلاع تبادل لإطلاق النار وفرار الناس من مكان إحياء الذكرى، وأصوات إطلاق نار كثيف من الأسلحة الآلية.
ويترأس "مديرية الأمن المركزي" التابعة لـ "قوات الحشد الشعبي" في البصرة جابر سيد داغر الموسوي، أحد قادة "منظمة بدر" وآمر "اللواء السابع" التابع لـ "قوات الحشد الشعبي" ("لواء المنتظر") و"القوات البحرية" التابعة "للحشد". وتسيطر "منظمة بدر" أيضاً على المكتب الإقليمي لـ "قوات الحشد" في محافظة البصرة، بزعامة مسؤول "الحشد الشعبي" أبو محمود البدران. ونشر المكتب مقطعاً صوتياً عُرض على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه بشكل استفزازي: "علاء المحمداوي وجماعته لا يمثلون «الحشد الشعبي»، ولا علاقة لهم به. لقد قامت «إدارة أمن الحشد الشعبي» بتجهيز (عناصر) الأمن [للحدث] للتأكد من سلامة الحفل. (إلّا أن) مجموعة علاء جاءت بأسلحتها وحاولت الدخول وزعزعة النظام. وقد واجهتها (أجهزة) «أمن الحشد الشعبي»، وهكذا كانت الأمور. وقد تم القبض عليهم، وتُتخذ الآن إجراءات قانونية بحقهم". (الشكل 1).
وأضاف بيان آخر لـ "قيادة قاطع عمليات حشد البصرة" في "هيئة الحشد الشعبي": "قامت مجاميع غير منضبطة وغير تابعة لهيئة الحشد الشعبي بإثارة الفتنة بين الجماهير مما أدى إلى إطلاق عيارات نارية وتم اعتقال هؤلاء الأفراد، الذين ينتمون إلى شخص يُدعى (علاء المحمداوي). وسيتخذ بحقهم كافة الإجراءات القانونية، ونؤكد عدم السماح لأي مجموعة بزعزعة الوضع وجر الحشد إلى فتنة داخل محافظة البصرة". (الشكل 2)
وسلطت الحادثة الضوء على القبضة الأمنية لقوات "منظمة بدر" على محافظة البصرة. فجابر سيد داغر الموسوي، من "مديرية الأمن المركزي" في "هيئة الحشد الشعبي" في المحافظة، هو نجل سيد داغر الموسوي، أول قائد "للواء السابع" في "قوات الحشد الشعبي"، الذي توفي في حادث سيارة في البصرة عام 2019. (يبين الشكل 3 وقوف السيد داغر على رأس المصلين لأبي مهدي المهندس). كما أن الابن الثاني للسيد داغر، أحمد، معروف أيضاً في الشؤون السياسية والأمنية في محافظة البصرة.
ويبدو أن "منظمة بدر" قد حظيت بدعم قوي في هذه الحادثة من قبل "عصائب أهل الحق"، التي هي أقوى شريك لـ "بدر" ضمن "الإطار التنسيقي" على الصعيد الوطني، لكنها أيضاً الشريك الرئيسي لـ "منظمة بدر" في الأعمال التجارية والفساد في البصرة على وجه التحديد. ومن الناحية التاريخية، قامت "عصائب أهل الحق" بتجنيد أعداد كبيرة من السكان الشيعة في البصرة (ثاني أكبر عدد خارج بغداد) لبناء "قوات التدخل السورية" الخاصة بها (في 2011-2013) ومن ثم "ألوية «الحشد الشعبي» (41، 42، 43)" منذ عام 2014. وتبنت وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لـ "عصائب أهل الحق" موقفاً صارماً مناهضاً لـ "كتائب الإمام علي"، حتى أنها شملت رسائل تهديد تجاه مؤسس "الكتائب"، الممول الإرهابي العراقي المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية شبل الزيدي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ "حزب الله" اللبناني.
ولم يتقبل علاء المحمداوي، الذي هو قائد ميليشيا بارز في البصرة، ويزدحم موكبه الكبير بانتظام في شوارع المحافظة، الانتقادات بخنوع. ونشرت "شفق نيوز" بياناً له جاء فيه: "يؤسفنا ما صدر من بيانات وتصريحات بحقنا جردتنا من تاريخنا الجهادي في الدفاع عن الوطن والدين والمذهب والانتماء للحشد المقدس.. فنحن الجهاد ونحن الحشد ونحن رجال الساتر والمعارك. مهما صدر بحقنا من أبناء جلدتنا فلن نرد حفاظاً على سمعة المجاهدين وسمعة الحشد، ولكن لن نقبل بأن نجرد من الانتماء للحشد". (الشكل 4)
ولا تزال "كتائب الإمام علي" قوية في الأعمال التجارية بسبب علاقاتها مع "حزب الله" اللبناني، لكنها غالباً ما تكون على علاقة سيئة مع الفصائل العراقية الأخرى بسبب مشاركتها الضعيفة في عمليات المقاومة الحركية وقدرتها المستمرة على التفوق على فصائل المقاومة الأخرى في الصفقات التجارية.
وقد حاولت "منظمة بدر" اتخاذ إجراءات تأديبية سابقاً ضد ما يسمى بـ "الميليشيات المارقة" في مناطق أخرى تعتبرها تابعة لها، مثل محافظة ديالى. وتظهر القضية أن "إدارة الأمن المركزي" التابعة لـ "قوات الحشد الشعبي" في البصرة هي تحت سيطرة "منظمة بدر"، على الرغم من أن المنظمة ككل (على المستوى الوطني) تخضع لقيادة أبو زينب اللامي (حسين فالح اللامي) من "كتائب حزب الله"، الذي تم إدراجه من قبل الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب في عام 2019 بموجب "الأمر التنفيذي رقم 13818" لتورطه في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في العراق.